الكاظمي يواصل زيارته لكردستان العراق: خطوات نحو تفاهمات واسعة

11 سبتمبر 2020
ملفات عديدة ما زالت عالقة (Getty)
+ الخط -

يواصل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، لليوم الثاني على التوالي، زيارته لإقليم كردستان العراق، متنقلا بين أربيل (العاصمة) ومحافظة السليمانية، وتمثل أربيل مركز نفوذ "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، فيما السليمانية مركز نفوذ "الاتحاد الوطني الكردستاني"، وهما الحزبان الأبرز في الإقليم.
وبعدما أجرى الكاظمي، أمس الخميس، لقاءات مع زعيم "الحزب الديمقراطي" مسعود البارزاني، ورئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسرور البارزاني، التقى اليوم برئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني، ورئيس الجمهورية برهم صالح الموجود في السليمانية.
ووفقا لبيان صدر عن مكتب الكاظمي، فإنه "بحث مع رئيس الإقليم الأوضاع والتحديات التي يشهدها البلد"، مضيفا أنه "جرى طرح الملفات المشتركة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، والتأكيد المشترك على أهمية توحيد الصفوف والمواقف في مواجهة التحديات الراهنة".
ووفق المصدر ذاته، فقد شهد اللقاء "توافقاً مشتركاً وتأكيداً على أهمية اعتماد الحوار المتبادل والدستور خيمةً جامعةً لحل كل الملفات، والوصول بها إلى أفضل صورة تخدم الشعب العراقي بجميع مكوناته"، مضيفا "كما شهد اللقاء تأكيد استمرار التنسيق الأمني ضمن القوات المسلحة لمنع فلول داعش الإرهابية من النفاذ بأي صورة، وبما يؤمّن الاستقرار وعودة النازحين الكاملة، وإجراء عملية انتخابية ناجحة تكون المعبّر الحقيقي عن إرادة العراقيين واختياراتهم الديمقراطية".


وخلال زيارته للسليمانية، اجتمع الكاظمي مع مسؤولي المحافظة قبل أن يلتقي رئيس الجمهورية هناك.
وذكر بيان، صدر عن مكتب رئيس الجمهورية، أنه "استقبل في محل إقامته في مدينة السليمانية الكاظمي والوفد الوزاري المرافق له".
وأكد مسؤول في الحكومة العراقية لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن "الاجتماعات التي أجراها الكاظمي حتى الآن مع المسؤولين الكرد أفضت إلى تفاهمات بشأن استمرار تسليم بغداد رواتب موظفي الإقليم، وإبعادها عن الخلافات السياسية، وأن يسلم الإقليم واردات النفط والمنافذ الحدودية في كردستان إلى الحكومة الاتحادية". وأوضح أنه "تم التفاهم أيضا بشأن عودة التعاون العسكري بين الجيش العراقي والبشمركة في ملاحقة بقايا داعش"، مشيراً إلى أن "الزيارة أعادت أجواء الثقة بين بغداد وأربيل، وهي بداية لتفاهمات ستنعكس على الملفات العالقة".
من جهته، أبدى المتحدث باسم حكومة الإقليم، جوتيار عادل، تفاؤلا بنتائج زيارة الكاظمي في ما يتعلق بالملفات المشتركة، وقال في تصريح له إن "الزيارة تأتي في وقت مناسب ومهم، إذ إن الطرفين يتفاوضان حاليا بشأن الملفات العالقة".
وأكد "حرص الإقليم على إيجاد حلول للقضايا العالقة"، مشيرا إلى أن "الزيارة تحصل لأول مرة لكونها تبحث في الملفات العالقة، خصوصا أن الكاظمي زار دهوك والسليمانية ومناطق أخرى من الإقليم".
وأوضح عادل أن "القيادات الكردية بحثت مع الكاظمي ملف الموازنة، والمناطق المتنازع عليها، وملف البشمركة وغيرها، وقد حصل تقدم في ملف المفاوضات، لكن الطريق ما زال طويلا"، معربا عن تفاؤله بـ"التوصل إلى مشتركات وتفاهمات".

وعلى مدى أربعة أشهر مضت من عمر حكومة مصطفى الكاظمي، أجرت بغداد وأربيل سلسلة حوارات بشأن الملفات العالقة منذ الحكومات السابقة، وتخص عودة البشمركة إلى المناطق المتنازع عليها، وملف تصدير نفط الإقليم، وحصة الإقليم من الموازنة الاتحادية، ورواتب موظفي الإقليم، إلا أن أغلب تلك الملفات لم تتوجه نحو الحل.