عملياً أضحى الساحل الشرقي من مدينة الموصل تحت سيطرة القوات العراقية، بعد هجوم واسع ومفاجئ، سبقته عمليات قصف عنيفة، أقرب ما تكون إلى تكتيك الأرض المحروقة الذي اتبعته القوات الأميركية في معركة الفلوجة منتصف العام الماضي. وشنت القوات العراقية المشتركة، ممثلة بالجيش وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية هجوماً واسعاً، فجر أمس الجمعة، شارك فيه أكثر من 20 ألف عنصر. واستطاعت رفع العلم العراقي على المربع الحكومي وجامعة الموصل وثلاثة أحياء مهمة ضمن الساحل الشرقي للمدينة، ما دفع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إلى الانسحاب بشكل عشوائي نحو مناطق الغابات ونهر دجلة الذي يشطر المدينة إلى قسمين، بالإضافة إلى تفجيره آخر ثلاثة جسور للمشاة.
وباتت القوات العراقية، المدعومة من طيران التحالف الدولي ووحدات قتالية أميركية، تسيطر على 55 حياً سكنياً، من أصل 65 في الساحل الشرقي للمدينة. كما تسيطر على المجمع الحكومي ومباني جامعة الموصل وجسرين يقعان على نهر دجلة. ويلاحظ أن الأحياء التي ما تزال تحت سيطرة "داعش" تتعرض هي الأخرى لمحاولات اقتحام من قبل القوات العراقية، بينها ثلاثة أحياء تعتبر عسكرياً هشة، ويتوقع قادة الجيش عدم صمود عناصر التنظيم فيها كثيراً، مثل منطقة الغابات والقصور الرئاسية ذات الطبيعة الجغرافية المفتوحة، فضلاً عن المدينة الآشورية الأثرية. وقال قائد عمليات الجيش في الموصل، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، لـ"العربي الجديد"، إن "الهجوم سيتواصل خلال اليومين المقبلين، ولن يتم التوقف حتى خلال الليل"، معتبراً أن "صفوف التنظيم أصيبت بحالة انهيار".
وقالت مصادر محلية، تحدثت لـ"العربي الجديد"، إن التنظيم نقل غالبية السجناء الموجودين لديه، والذين يقدر عددهم بأكثر من ألف شخص، إلى الجانب الآخر من المدينة، كما قام بنقل عوائله، في حين سقط عشرات المدنيين، بين قتيل وجريح، جراء محاصرتهم بين الطرفين. وتزايد الحديث عن التحضير للمرحلة الأكثر صعوبة، وهي عبور نهر دجلة ومهاجمة التنظيم في معقله الأخير في الساحل الجنوبي للمدينة، المعروف بالساحل الأيسر، حيث يقطن مئات آلاف المدنيين. وأكد ضابط في قوات مكافحة الارهاب أن "القوات العراقية ستفرض سيطرتها خلال أيام قليلة على جميع مناطق شرق الموصل". وقال العقيد محمد وادي، لـ"العربي الجديد"، إن القصف الجوي العنيف لم يكن السبب الوحيد في الانهيار السريع لتنظيم "داعش" في المناطق الهامة في الساحل الشرقي، موضحاً أن التراجع الكبير في أعداد عناصره والعربات المفخخة التي يرسلها لمهاجمة القوات العراقية كانت سبباً هاماً أيضاً.
اقــرأ أيضاً
وتحقق تقدم القوات العراقية في مناطق شرقي الموصل نتيجة مضاعفة قوات التحالف الدولي لغاراتها وضرباتها الصاروخية والمدفعية خلال المرحلة الثانية، التي أعلن عن بدايتها قبل أسبوعين، بالإضافة إلى زج قوات التحالف الدولي لوحدات قتالية أميركية من المارينز مع قوات الجيش العراقي، والتي ساهمت، بشكل كبير، في تدمير خطوط دفاعات تنظيم "داعش" وإجبار عناصره على الانكفاء نحو المناطق المحاذية لنهر دجلة. وتمكنت قوات جهاز مكافحة الإرهاب من السيطرة على مناطق الكفاءات والصدرية المجاورتين لموقع جامعة الموصل، واقتحام منطقة الفيصلية والسيطرة على المجمع الحكومي، وطرف جسر الحرية الذي يربط الضفة الشرقية بالضفة الغربية لمدينة الموصل، بالإضافة إلى تمكن قوات مكافحة الإرهاب من اقتحام منطقة القصور الرئاسية، شمال شرق الموصل، وذلك بحسب مصادر عسكرية عراقية.
وقال آمر اللواء الأول في قوات مكافحة الإرهاب، العقيد مهند التميمي، إن "قوات مكافحة الإرهاب تمكنت من اقتحام منطقة الفيصلية المجاورة لنهر دجلة، والسيطرة على المجمع الحكومي، والوصول إلى حافة جسر الحرية، وهو الجسر الثاني الذي تمكنت القوات العراقية من السيطرة عليه في المرحلة الثانية لتحرير مدينة الموصل". وأكد أن "القوات الأمنية العراقية تخوض حالياً حرب شوارع في منطقة الفيصلية مع مجاميع من تنظيم داعش تحاول إعاقة تقدم القوات العراقية في المنطقة"، مرجحاً "سيطرة القوات العراقية على حي الفيصلية خلال الساعات القليلة المقبلة". وبسيطرة القوات الأمنية العراقية على مزيد من المناطق شرق الموصل، تقلصت مناطق سيطرة "داعش" إلى حد كبير، ولم يعد يسيطر إلا على 10 مناطق، بينها مناطق المدينة الأثرية والأندلس والمهندسين والوزراء والنصر والدركزلية ومناطق صغيرة أخرى، تمثل ما نسبته عشرة في المائة فقط من مساحة الساحل الشرقي لمدينة الموصل.
وعلى المحور الشمالي، سيطرت قوات الجيش العراقي على أجزاء واسعة من حي الحدباء. وقال العقيد في الجيش العراقي، حيدر صلاح، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات الجيش العراقي خاضت معارك صعبة مع عناصر تنظيم داعش في الحدباء بسبب قوة مقاومة داعش في المنطقة، فضلاً عن تواجد آلاف المدنيين". وأضاف صلاح أن "قوات الجيش العراقي تعرضت لعدد من العمليات الانتحارية بعربات مفخخة يقودها انتحاريون"، لافتاً إلى أن "طيران التحالف الدولي ساهم بشكل كبير في تدمير عشرات العربات المفخخة التي كانت تحاول استهداف قطعات الجيش".
وفي جنوبي الموصل، تمكنت قوات من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية من إتمام السيطرة على مناطق الوحدة والساهرون ويارمجة وفلسطين، فيما نقلت قوات الشرطة الاتحادية آلاف العوائل النازحة من مناطق اقتحمتها جنوب الموصل إلى مخيمات النازحين. وأكد مسؤولون محليون في الموصل، لـ"العربي الجديد"، أن "الأوضاع الإنسانية لأهالي المدينة كارثية، مع ارتفاع أعداد الضحايا من المدنيين نتيجة القصف المتواصل الذي تتعرض له المدينة، بالإضافة إلى النقص الحاصل في المواد الغذائية والأدوية، وانعدام الخدمات في المناطق المحررة". وكشف أطباء يعملون في المركز الطبي، شرق مدينة الموصل، لـ"العربي الجديد"، "أنهم تلقوا نداءات من مختلف المناطق، تفيد بتواجد جثث عشرات المدنيين تحت أنقاض المنازل التي دمرها القصف المتبادل والعمليات الانتحارية وسط الأحياء السكنية". وأضافوا أن "عملية إخلاء الجرحى والقتلى من المناطق التي تشهد معارك مستمرة أمر مستحيل، بسبب رفض القوات الأمنية اقتراب سيارات الإسعاف من مناطق الاشتباكات، ما أدى إلى وفاة عشرات الجرحى قبل وصولهم إلى المراكز الطبية، بينما يتم دفن جثث القتلى في حدائق المنازل والشوارع". وحذر مختصون في الصحة والبيئة من انتشار الأمراض والأوبئة في المناطق السكنية، التي ما زال يقطنها آلاف المدنيين، بسبب جثث وأشلاء عناصر "داعش" بالإضافة إلى غرق غالبية شوارع الموصل بالمياه الآسنة وانتشار الحشرات والقوارض وتضرر محطات تصريف مياه المجاري والأمطار.
اقــرأ أيضاً
وباتت القوات العراقية، المدعومة من طيران التحالف الدولي ووحدات قتالية أميركية، تسيطر على 55 حياً سكنياً، من أصل 65 في الساحل الشرقي للمدينة. كما تسيطر على المجمع الحكومي ومباني جامعة الموصل وجسرين يقعان على نهر دجلة. ويلاحظ أن الأحياء التي ما تزال تحت سيطرة "داعش" تتعرض هي الأخرى لمحاولات اقتحام من قبل القوات العراقية، بينها ثلاثة أحياء تعتبر عسكرياً هشة، ويتوقع قادة الجيش عدم صمود عناصر التنظيم فيها كثيراً، مثل منطقة الغابات والقصور الرئاسية ذات الطبيعة الجغرافية المفتوحة، فضلاً عن المدينة الآشورية الأثرية. وقال قائد عمليات الجيش في الموصل، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، لـ"العربي الجديد"، إن "الهجوم سيتواصل خلال اليومين المقبلين، ولن يتم التوقف حتى خلال الليل"، معتبراً أن "صفوف التنظيم أصيبت بحالة انهيار".
وتحقق تقدم القوات العراقية في مناطق شرقي الموصل نتيجة مضاعفة قوات التحالف الدولي لغاراتها وضرباتها الصاروخية والمدفعية خلال المرحلة الثانية، التي أعلن عن بدايتها قبل أسبوعين، بالإضافة إلى زج قوات التحالف الدولي لوحدات قتالية أميركية من المارينز مع قوات الجيش العراقي، والتي ساهمت، بشكل كبير، في تدمير خطوط دفاعات تنظيم "داعش" وإجبار عناصره على الانكفاء نحو المناطق المحاذية لنهر دجلة. وتمكنت قوات جهاز مكافحة الإرهاب من السيطرة على مناطق الكفاءات والصدرية المجاورتين لموقع جامعة الموصل، واقتحام منطقة الفيصلية والسيطرة على المجمع الحكومي، وطرف جسر الحرية الذي يربط الضفة الشرقية بالضفة الغربية لمدينة الموصل، بالإضافة إلى تمكن قوات مكافحة الإرهاب من اقتحام منطقة القصور الرئاسية، شمال شرق الموصل، وذلك بحسب مصادر عسكرية عراقية.
وقال آمر اللواء الأول في قوات مكافحة الإرهاب، العقيد مهند التميمي، إن "قوات مكافحة الإرهاب تمكنت من اقتحام منطقة الفيصلية المجاورة لنهر دجلة، والسيطرة على المجمع الحكومي، والوصول إلى حافة جسر الحرية، وهو الجسر الثاني الذي تمكنت القوات العراقية من السيطرة عليه في المرحلة الثانية لتحرير مدينة الموصل". وأكد أن "القوات الأمنية العراقية تخوض حالياً حرب شوارع في منطقة الفيصلية مع مجاميع من تنظيم داعش تحاول إعاقة تقدم القوات العراقية في المنطقة"، مرجحاً "سيطرة القوات العراقية على حي الفيصلية خلال الساعات القليلة المقبلة". وبسيطرة القوات الأمنية العراقية على مزيد من المناطق شرق الموصل، تقلصت مناطق سيطرة "داعش" إلى حد كبير، ولم يعد يسيطر إلا على 10 مناطق، بينها مناطق المدينة الأثرية والأندلس والمهندسين والوزراء والنصر والدركزلية ومناطق صغيرة أخرى، تمثل ما نسبته عشرة في المائة فقط من مساحة الساحل الشرقي لمدينة الموصل.
وفي جنوبي الموصل، تمكنت قوات من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية من إتمام السيطرة على مناطق الوحدة والساهرون ويارمجة وفلسطين، فيما نقلت قوات الشرطة الاتحادية آلاف العوائل النازحة من مناطق اقتحمتها جنوب الموصل إلى مخيمات النازحين. وأكد مسؤولون محليون في الموصل، لـ"العربي الجديد"، أن "الأوضاع الإنسانية لأهالي المدينة كارثية، مع ارتفاع أعداد الضحايا من المدنيين نتيجة القصف المتواصل الذي تتعرض له المدينة، بالإضافة إلى النقص الحاصل في المواد الغذائية والأدوية، وانعدام الخدمات في المناطق المحررة". وكشف أطباء يعملون في المركز الطبي، شرق مدينة الموصل، لـ"العربي الجديد"، "أنهم تلقوا نداءات من مختلف المناطق، تفيد بتواجد جثث عشرات المدنيين تحت أنقاض المنازل التي دمرها القصف المتبادل والعمليات الانتحارية وسط الأحياء السكنية". وأضافوا أن "عملية إخلاء الجرحى والقتلى من المناطق التي تشهد معارك مستمرة أمر مستحيل، بسبب رفض القوات الأمنية اقتراب سيارات الإسعاف من مناطق الاشتباكات، ما أدى إلى وفاة عشرات الجرحى قبل وصولهم إلى المراكز الطبية، بينما يتم دفن جثث القتلى في حدائق المنازل والشوارع". وحذر مختصون في الصحة والبيئة من انتشار الأمراض والأوبئة في المناطق السكنية، التي ما زال يقطنها آلاف المدنيين، بسبب جثث وأشلاء عناصر "داعش" بالإضافة إلى غرق غالبية شوارع الموصل بالمياه الآسنة وانتشار الحشرات والقوارض وتضرر محطات تصريف مياه المجاري والأمطار.