القلق يسيطر على الأسواق رغم تحسّن مؤشرات الأسهم الأميركية

نيويورك
90E9464D-94FD-48BA-A61C-B7EB564A1860
شريف عثمان
اقتصادي ومصرفي مصري، خبرة تجاوزت ثلاثة عقود من العمل في مجالات الخزانة والاستثمار والتمويل، داخل بنوك ومؤسسات مالية، في مصر وأميركا، يكتب عن الاقتصاد والسياسات النقدية والتضخم والديون والبطالة والتجارة وأسواق الأسهم والسندات.
07 فبراير 2018
32F37228-5E44-4734-95CF-164407AE9BE3
+ الخط -

بعد خسارته حوالى 1800 نقطة في تعاملات يومي الجمعة والإثنين، استرد مؤشر داو جونز الصناعي 567 نقطة، خلال تعاملات يوم الثلاثاء، ليغلق على مستوى 24912.77، بارتفاع 2.33% عن الإقفال السابق، رغم افتتاح الجلسة على انخفاض كبير تجاوز 500 نقطة.

وارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 عن الإقفال السابق بمقدار 46 نقطة، أو 1.75%، ليغلق على 2695.14 نقطة، بينما ارتفع مؤشر ناسداك 148 نقطة تعادل 2.13%، ليغلق على 7115.88 نقطة، في يوم أعلن فيه وزير الخزانة، ستيفن منوشين، أن الأسهم الأميركية ما زالت أعلى من مستواها عند انتخاب الرئيس دونالد ترامب، بينما رحب الأخير بإغلاق الحكومة إذا لم يتعاون الحزب الديمقراطي في الاتفاق على تعديلات تشريعية للقوانين المنظمة لعملية الهجرة إلى الولايات المتحدة الأميركية.

وكان مؤشر داو جونز الصناعي خسر مع إقفال الإثنين أكثر من 9% من أعلى مستوى بلغه في تاريخه الممتد لأكثر من 120 عاماً، وهو مستوى 26616 نقطة، والذي حققه قبل حوالى أسبوعين.

وتجاوزت الخسارة 11.5% خلال تعاملات الثلاثاء، قبل أن يرتد المؤشر في آخر 90 دقيقة من الجلسة، ليغلق على ارتفاع أكثر من 567 نقطة لأول مرة منذ أكثر من 29 شهراً. وقال مدير المتاجرة في جونز ترايدينغ، إحدى أقدم وأكبر شركات المتاجرة في الأسهم في الولايات المتحدة، ديفيد لوتز، إن "10% هي القيمة النظرية لأي تصحيح (في الأسواق)".

وتسببت توقعات ارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة، في الأيام القليلة السابقة، في قلق الأسواق من تزايد احتمالات تسارع وتيرة رفع معدلات الفائدة خلال العام الحالي، وزاد من حالة عدم اليقين قلق المستثمرين من تعامل الرئيس الجديد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيرومي باول، مع ملفات معدلات الفائدة والتضخم والبطالة. 




وبرزت أيضاً علامات على أن تزايد الخسائر كان نتيجة لعمليات المتاجرة بالهامش، والتي ينتج عنها بيع آلي للأسهم في حالات انخفاض الأسواق بصورة كبيرة، من أجل إيقاف خسائرالعملاء.

وفي تعليقه على الانخفاضات الكبيرة في أسعار الأسهم في الأيام الأخيرة، قال مسؤول الاستثمار في أميركا الشمالية واللاتينية لكبار العملاء ببنك يو بي اس العملاق، مايك رايان، في رسالة صوتية بُثت لعملاء المصرف، إنه "كلما ازداد الاقتصاد قوة، زادت الضغوط التضخمية".

وأضاف أن "بيانات العمل والتوظيف التي صدرت يوم الجمعة الماضي، أعطت انطباعاً جيداً عن الاقتصاد، وكانت هناك نقطة محددة التقطتها الأسواق، وهي ارتفاع متوسطات الأجور إلى مستويات ما قبل الأزمة المالية"، واعتبر ذلك مؤشراً على تزايد معدلات التضخم قريباً. 

وعصر الثلاثاء، أعرب وزير الخزانة عن ثقته في السوق، خلال كلمته أمام لجنة الخدمات المالية فى مجلس النواب، مؤكداً أن سوق الأسهم ارتفعت بقوة، أكثر من 30% منذ انتخاب ترامب.

وقال: "نحن نراقب سوق الأسهم. إنهم يعملون بشكل جيد للغاية، ونحن نتابع التأثير طويل المدى لهذه السوق". وأضاف أن "أساسيات الاقتصاد قوية جداً، وأن تمرير قانون الإصلاح الضريبي الأخير إيجابي جداً للنمو الاقتصادي على المدى البعيد".

لكن نائب رئيس التداول والمشتقات في بنك الاستثمار "تشارلز شواب"، راندي فريدريك، حذر من التقلب في الأسواق، وقال إن مؤشر "سي بي أو إي" للتقلب (CBOE Volatility Index)، هو مقياس مهم جداً لتقلبات الأسواق، وهو ما زال مرتفعاً جداً، وقال: "لقد استقر المؤشر قليلاً، لكن الأسواق لا تزال تتوقع تقلبات كبيرة لبعض الوقت".

وبعد التقلبات الأخيرة في السوق الأميركية، عادت الأسهم إلى النقطة التي انطلقت منها في بداية العام الحالي.

وشبّه أحد المحللين ما يحدث بأن الأسواق في صعودها تستخدم السلالم، بينما تركب المصعد عند الهبوط، في إشارة إلى استهلاك وقتٍ طويل في الصعود، ووقت قليل جداً عند الهبوط، وهو ما حدث منذ بداية العام الحالي، إذ حقق مؤشر ستاندرد أند بورز 500 مكسب تقدر بحوالى 7.5% في شهر تقريباً، ثم فقدها كلها في أقل من أسبوع.

وسَعِدَ البعض بكسر حالة الملل من وجود اتجاه واحد في الأسواق، حيث كان الاتجاه العام صعوديا طوال الـ15 شهراً الأخيرة.

وقالت خبيرة محافظ الأوراق المالية في شركة "آر بي سي لإدارة الثروات"، كيلي بوغدانوفا: "كان من المفهوم جداً لدى معظم المستثمرين أننا شهدنا صعوداً رائعاً للأسهم، وكان من المتوقع أن تتراجع وتيرة المكاسب، أو أن يحدث اتجاه هبوطي"، لكنها اعتبرت أن "من الصعب جداً التنبؤ بتوقيت هذه الأمور".

ذات صلة

الصورة
ماسك خلال حملة تأييد لترامب، 27 أكتوبر 2024 (Getty)

اقتصاد

أصبح أغنى رجل في العالم إيلون ماسك وزير "كفاءة الحكومة" واستشارياً لحكومة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. مهمته خفض تكاليف الوكالات الفيدرالية.
الصورة
متظاهرون أمام الفندق يحملون لافتات تقول "فلسطين ليست للبيع" (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر ناشطون أمام فندق "هيلتون دبل تري" في مدينة بايكسفيل بولاية ماريلاند الأميركية الذي استضاف مزاداً لبيع مساكن أقيمت على الأراضي الفلسطينية المسروقة
الصورة

مجتمع

اتسعت حركة الاحتجاج بين طلاب جامعات أميركية ضد سياسة دعم الاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة التي تنتهجها إدارة جو بايدن
الصورة

منوعات

سيتمكن محبو "سوبر ماريو" من دخول قلعة جديدة، مع الافتتاح المرتقب لأول متنزه أميركي مخصص للعبة الفيديو الشهيرة في لوس أنجليس في فبراير/ شباط، قبل أسابيع قليلة من طرح فيلم هوليوودي عن هذا السباك الشهير ذي الشارب المفتول.
المساهمون