القطط في تركيا... حتى لا ينقرض السنور الأبيض

04 يناير 2019
يُحظر إخراج قطط أنغورا من تركيا (الأناضول)
+ الخط -
تعدى الاهتمام بالقطط التركية مهام مديرية حماية الطبيعة والحدائق الوطنية، أو الاقتصار على تأمين الأطعمة والمأوى والحماية، بعد دخول أنواع من القطط التركية، مثل يوان وأنغورا، خانات الندرة والإقبال الكبير على شرائها، خاصة من السياح الذين بلغوا قرابة 46 مليون سائح خلال عام 2018 المنصرم، ما أوصل مبيعات سوق القطط، بحسب توقعات تركية، إلى أكثر من 300 مليون دولار.
ودخل على الخط في أنقرة مركز حماية القطط، ليعتني بتلك السلالات النادرة المعروفة في أوروبا باسم قطط أنغورا. ويقوم المركز التركي بالعناية بهذا النوع من القطط المهددة بالانقراض، حيث تمتاز قطط أنقرة بأنها من أقدم سلالات القطط ذات الشعر الطويل اللماع، بالإضافة إلى عيونها الملونة.
ويقول رئيس بلدية منطقة بورساكلار، سلجوق جتين، بالعاصمة التركية، إن البلدية افتتحت في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2017، مركزاً للعناية بسلالة القطط هذه الشهيرة في تركيا والعالم تجنبا لانقراضها. إذ يقوم المركز، بحسب تصريحات جتين الإعلامية، بتربية القطط عقب ولادتها، وبعد ثلاثة أشهر يتم تسليمها للمتطوعين الراغبين في العناية بالقطط الصغيرة من سلالة أنغورا.
وتؤكد عائشة قورقماز، المسؤولة في المركز، أن هذه السلالة من القطط تعتبر من أكثر سلالات القطط المشهورة في العالم، فهي كثيرا ما تنال المراتب الأولى في سباقات القطط التي تقام سنويا في أوروبا.
وأضافت قورقماز خلال تصريحات صحافية، أن العديد من الجامعات الغربية تقوم بدراسة الخريطة الجينية لقطط أنغورا، مشيرة إلى أن إخراجها من تركيا يعتبر محظورا.
وأشارت إلى أن المركز يقوم بوضع شريحة خاصة لكل قطة، تحتوي أرقاما تعريفية ومعلومات عنها، وبعد عناية الإناث بقططها لمدة شهر، يتم وضع الشريحة الخاصة بها وتلقيحها ضد الأمراض.
ويرى صاحب محل بيع الحيوانات الأليفة بإسطنبول، محمد أرسلان، أن زيادة الإقبال على شراء الحيوانات المنزلية، وخاصة القطط بتركيا، يتوزع بين "الترف" و"الإنسانية". فبعض الأغنياء، سواء الأتراك أو السياح، يأتون لمحله الكائن خلف السوق المصري في منطقة أمينينو لشراء قط الأنغورا الشهير الذي يصل ثمنه لنحو 500 دولار أميركي، في حين يشتري بعض الأتراك، وبدافع إنساني، قططاً بمئتي ليرة تركية (نحو 60 دولاراً).
ويتزايد الاهتمام التركي بالقطط، والذي وصل خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى حد إقامة مسابقة لاختيار ملكة/ ملك جمال القطط، في مهرجان نظمت دورته الثالثة بمشاركة ما يقارب 200 قط وقطة، وبحضور لجنة تحكيمية من أطباء بيطريين عالميين.
ويؤكد محمد أرسلان صاحب ذلك المحل إياه، أن ثمة معتقداً لدى الأتراك أن القطط تطرد الشياطين من المنزل الموجودة فيه، فنحن في تركيا نعيش في مجتمع إسلامي يفضل تربية القطط لأن النبي محمد كان يحبها، لافتاً إلى أن من لا يربي القطط يعتني بها ويقدم لها طعاماً بالشوارع، إذ لا يخلو زقاق في إسطنبول من مياه وطعام القطط المركون بالزوايا.
وحول أنواع القطط التي يبيعها، يضيف أرسلان في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الطلب دائماً على القطط التركية الأنغورا وعلى قطط مدينة وان، لأن عيون تلك القطط ملونة: عين زرقاء وأخرى خضراء، فضلاً عن جمالها وحجمها المتوسط المرغوب وطول شعرها.
دلالات
المساهمون