القصة الحقيقية لمنح ولي العهد السعودي وسام الشرف الفرنسي

14 مارس 2016
بن نايف وهولاند (Getty)
+ الخط -

لطالما شكّل وسام جوقة الشرف الوطني الفرنسي أو الـ"ليجيون دونور" مادة جدل في الوسط الإعلامي الفرنسي.

ولا يتوقّف الأمر على كون الوسام يعدّ أعلى تكريم رسمي في فرنسا فحسب، بل على الأسباب التي تكمن وراء اختيار الشخصيات، والتي تفنّدها الصحافة المحلية والعالمية سنوياً في إطار سياسي - اقتصادي، جعل عددًا كبيرًا من المختارين والمختارات يرفضونه، مبررين ذلك بفقدانه المصداقية التي قام على أساسها في عهد نابوليون بونابرت والجمهورية الأولى في مايو/أيار 1802.

وهذا العام أيضاً، شهد الحفل السنوي الذي يقام في قصر الشرف على الضفة اليسرى لنهر السين، اختيار عدد من الشخصيات السياسية والاقتصادية والفنية لحيازة الوسام الوطني. وكان ولي العهد ووزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف أحد هؤلاء المكرمين هذا العام.

الأمر الذي شكّل جدلاً لدى طبقة من السياسيين والإعلاميين والفنانين، والتي اعتبرت ذلك "لا يتناسب مع تاريخ الجائزة، خاصة بعد الإعدامات الأخيرة التي شهدتها المملكة، واستمرارها في تنفيذ الحكم بحق المدوّن رائف بدوي، رغم المناشدة الفرنسية لإطلاق سراحه".

وفي السياق، كشفت شهرية "كوزيت"، وهي مجلة نسوية تأسست سنة 2009، عن البريد المتبادل بين السفير الفرنسي في المملكة برتران بيزانسونو ومستشار الرئيس هولاند في الشرق الأوسط دافيد كفاس، والتي يطلب فيها بيزانسونو الضغط من أجل منح ولي العهد السعودي محمد بن نايف هذا الوسام في مسعى لتوطيد العلاقة مع المملكة في ظل حكم "الملك القادم".

ونقلت صحيفة "لو موند"عن بريد السفير الفرنسي في المملكة الذي نشرت فصوله "كوزيت" في عددها الجمعة "نهار الأربعاء في الثاني من آذار/مارس 2016، أي قبل يومين من موعد الحفل السنوي في باريس، بيزانسونو بريدا لكفاش يقول فيه: إنه الملك القادم، أعرف أنّ صورة المملكة ليست جيدة في ما يخص التعاطي مع حقوق المرأة والحريات السياسية وسجن المعارضين وإعدام الشعراء والصحافيين، لكنّ الوضع سيتحسّن مع هذا الشاب الذكي. علينا أن نرضي "الملك القادم" وأقترح أن يكون تكريمه دون ضجة في الإعلام".

بعد مضي ست ساعات على  هذا البريد، رد كفاس، مستشار هولاند، قائلاً: "سيحصل التكريم في الرابع من مارس دون ضجة في الصحافة، علينا أن نشتري أفعالا اليوم!".

وخلصت المراسلات الثنائية برد السفير في المملكة "شكرًا عزيزي دافيد، الكثيرون سيتساءلون عن صورة فرنسا اليوم، وما الهدف من هذا التكريم خاصة بعد الحملة الفرنسية (جمعيات وشباب وأحزاب سياسية من اليمين إلى اليسار) ضد الحكم السعودي، لكنّ الأمر ضروري للتأكيد على الصداقة الفرنسية-السعودية وعلى تعاون البلدين في مكافحة الإرهاب، وفي سبيل تعزيز العلاقة في فترة حكم الملك القادم محمد بن نايف".

تكريم الأمير محمد بن نايف لم تنتهِ مفاعيله حتى اليوم، إذ خرجت "لاكروا" يوم السبت في حوار مع الرجل الثاني في "الجبهة الوطنية"(حزب اليمين المتطرف) فلوريان فيليبو الذي طالب رئيس الجمهورية بسحب الوسام من الأمير؛ لأن الأمر لا يليق بسمعة فرنسا كبلد داعم لحقوق الإنسان والحريات السياسية".

على صفحات التواصل الاجتماعي، شكّل رفض الممثلة العالمية صوفي مارسو تسلم الجائزة الحدث الأبرز، وكانت مارسو قد غرّدت على حسابها في تويتر "وسام شرف للأمير السعودي. 154 إعداما في بلده العام الماضي".



اقرأ أيضاً: قناة "العرب" تنتقل إلى قطر لتبدأ البث أواخر العام