22 نوفمبر 2024
القدس والجولان.. ماذا بعد؟
لا يبدو أن هناك ما سيمنع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، من المضيّ في بلطجته السياسية لصالح إسرائيل، بل تسير الأمور في منحىً تصاعدي، يوحي بأن الرئيس الأميركي سيهدي كل الدول العربية لرئيس حكومة دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، فبعد قرار الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة إسرائيل، وعلى الرغم من كل ردود الفعل الشعبية والعالمية التي دانت القرار، ها هو ترامب يمضي في منح إسرائيل مزيداً من الأراضي العربية، بعد إشارته إلى أن الوقت حان للإقرار بسيادة دولة الاحتلال على الجولان السوري المحتل.
كلام ترامب، وعلى الرغم من تحليلات ذكرت أنه هدية لنتنياهو قبل الانتخابات التشريعية الإسرائيلية، المقررة في التاسع من الشهر المقبل (إبريل/ نيسان)، إلا أنه يعدّ تحولاً استراتيجياً في التعاطي الأميركي مع قضايا احتلال إسرائيل الأراضي العربية، إذ لم يسبق أن قامت إدارة أميركية بمجرد التلميح إلى إمكان الاعتراف باحتلال غير شرعي، وفق مفاهيم القوانين الدولية، الأمر الذي يعني أن غطرسة واشنطن في عهد ترامب وصلت إلى حد المجاهرة علناً بخرق كل القوانين التي كانت واشنطن، في السابق، على الأقل ظاهرياً، من القائمين على تطبيقها.
القدس والجولان لن يكونا المنطقتين العربيتين الوحيدتين اللتين ينوي ترامب منحهما هدايا لإسرائيل، وخصوصاً في ظل خنوع أنظمة عربية عديدة أمام الإدارة الأميركية، وحتى يمكن القول، التواطؤ معها على حساب قضايا عربية مركزية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. إذ تشير ردود الفعل الناعمة التي صدرت عن دول تعدّ مركزية عربية إلى الانبطاح الذي تمارسه هذه الدول أمام سيد البيت الأبيض، وهو الذي لن تردعه بالأساس كل المواقف الدولية الرافضة قرار الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، بل يعدّ العدة لاعترافات جديدة ضمن ما تسمى "صفقة القرن" التي قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إنها باتت جاهزة، وستطرح في القريب العاجل.
بومبيو نفسه، المفترض أن يكون القائم على الدبلوماسية الخارجية، لم يتوانَ عن التصريح بما يسيّر هذه الدبلوماسية، حين قال خلال زيارته لدولة الاحتلال إن "الله أرسل ترامب لإنقاذ اليهود". مثل هذا الإعلان الصريح من أعلى هرم الدبلوماسية الأميركي يعطي صورة عن محددات هذه الدبلوماسية وأولوياتها في المنطقة، التي يبدو أنها تتماشى مع محددات سياسة بعض الدول العربية، وخصوصاً أن الوزير الأميركي حدّد أن الإنقاذ هو "من إيران"، وهو ما تتفق معه دول عربية مركزية مستعدة للتنازل عن كل شبر عربي محتل في مقابل قيام الولايات المتحدة بمواجهة إيران في المنطقة، وهي على استعداد للتحالف العلني مع إسرائيل، لتحقيق هذا الغرض، وهو ما ظهر في المؤتمر الذي استضافته العاصمة البولندية وارسو، الشهر الماضي وجمع العرب وإسرائيل على طاولة واحدة، لتحديد استراتيجيات مواجهة إيران.
على هذا الأساس، ولتحقيق هذا الهدف، ولاستكمال "الإنقاذ"، لن تقف هذه الدول في وجه "صفقة القرن" التي ستتضمن منح مزيد من الأراضي لإسرائيل، أو التنازل عن أراض لمصلحة إسرائيل. ولن يكون الأمر حكراً على الأراضي الفلسطينية أو السورية، إذ إنه، بحسب ما تسرب خلال الأشهر الماضية، عن هذه "الصفقة"، فإنها ستتضمن أيضاً تنازلاً عن جزء من سيناء المصرية، لصالح توسيع الرقعة الجغرافية لقطاع غزة، وربما إعادة اللاجئين إليها في المرحلة المقبلة، هذا بالإضافة إلى التنازلات الكبيرة التي تتضمنها بالنسبة لأراضي الضفة الغربية وحدود سيادة السلطة الفلسطينية التي لن تزيد عن سلطة حكم محلي، وحتى أقل من بلدي.
على هذا الأساس، ستبقى بلطجة ترامب على حساب القضايا العربية مستمرة، وستسير بخطى متصاعدة، ما دامت مسيّرة بتفاهماتٍ من تحت الطاولة، ومن فوقها، مع أطرافٍ على صلة بهذه القضايا.
كلام ترامب، وعلى الرغم من تحليلات ذكرت أنه هدية لنتنياهو قبل الانتخابات التشريعية الإسرائيلية، المقررة في التاسع من الشهر المقبل (إبريل/ نيسان)، إلا أنه يعدّ تحولاً استراتيجياً في التعاطي الأميركي مع قضايا احتلال إسرائيل الأراضي العربية، إذ لم يسبق أن قامت إدارة أميركية بمجرد التلميح إلى إمكان الاعتراف باحتلال غير شرعي، وفق مفاهيم القوانين الدولية، الأمر الذي يعني أن غطرسة واشنطن في عهد ترامب وصلت إلى حد المجاهرة علناً بخرق كل القوانين التي كانت واشنطن، في السابق، على الأقل ظاهرياً، من القائمين على تطبيقها.
القدس والجولان لن يكونا المنطقتين العربيتين الوحيدتين اللتين ينوي ترامب منحهما هدايا لإسرائيل، وخصوصاً في ظل خنوع أنظمة عربية عديدة أمام الإدارة الأميركية، وحتى يمكن القول، التواطؤ معها على حساب قضايا عربية مركزية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. إذ تشير ردود الفعل الناعمة التي صدرت عن دول تعدّ مركزية عربية إلى الانبطاح الذي تمارسه هذه الدول أمام سيد البيت الأبيض، وهو الذي لن تردعه بالأساس كل المواقف الدولية الرافضة قرار الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، بل يعدّ العدة لاعترافات جديدة ضمن ما تسمى "صفقة القرن" التي قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إنها باتت جاهزة، وستطرح في القريب العاجل.
بومبيو نفسه، المفترض أن يكون القائم على الدبلوماسية الخارجية، لم يتوانَ عن التصريح بما يسيّر هذه الدبلوماسية، حين قال خلال زيارته لدولة الاحتلال إن "الله أرسل ترامب لإنقاذ اليهود". مثل هذا الإعلان الصريح من أعلى هرم الدبلوماسية الأميركي يعطي صورة عن محددات هذه الدبلوماسية وأولوياتها في المنطقة، التي يبدو أنها تتماشى مع محددات سياسة بعض الدول العربية، وخصوصاً أن الوزير الأميركي حدّد أن الإنقاذ هو "من إيران"، وهو ما تتفق معه دول عربية مركزية مستعدة للتنازل عن كل شبر عربي محتل في مقابل قيام الولايات المتحدة بمواجهة إيران في المنطقة، وهي على استعداد للتحالف العلني مع إسرائيل، لتحقيق هذا الغرض، وهو ما ظهر في المؤتمر الذي استضافته العاصمة البولندية وارسو، الشهر الماضي وجمع العرب وإسرائيل على طاولة واحدة، لتحديد استراتيجيات مواجهة إيران.
على هذا الأساس، ولتحقيق هذا الهدف، ولاستكمال "الإنقاذ"، لن تقف هذه الدول في وجه "صفقة القرن" التي ستتضمن منح مزيد من الأراضي لإسرائيل، أو التنازل عن أراض لمصلحة إسرائيل. ولن يكون الأمر حكراً على الأراضي الفلسطينية أو السورية، إذ إنه، بحسب ما تسرب خلال الأشهر الماضية، عن هذه "الصفقة"، فإنها ستتضمن أيضاً تنازلاً عن جزء من سيناء المصرية، لصالح توسيع الرقعة الجغرافية لقطاع غزة، وربما إعادة اللاجئين إليها في المرحلة المقبلة، هذا بالإضافة إلى التنازلات الكبيرة التي تتضمنها بالنسبة لأراضي الضفة الغربية وحدود سيادة السلطة الفلسطينية التي لن تزيد عن سلطة حكم محلي، وحتى أقل من بلدي.
على هذا الأساس، ستبقى بلطجة ترامب على حساب القضايا العربية مستمرة، وستسير بخطى متصاعدة، ما دامت مسيّرة بتفاهماتٍ من تحت الطاولة، ومن فوقها، مع أطرافٍ على صلة بهذه القضايا.