أعلنت دائرة الأوقاف الفلسطينية على لسان مديرها العام الشيخ عزام الخطيب إتمام كامل استعداداتها لاستقبال مئات الآلاف من المصلين المتوقع أن يؤموا المسجد الأقصى على مدى أيامه الثلاثين، فيما تزينت القدس وحاراتها القديمة ابتهاجا بالشهر الفضيل، رغم محاولات الاحتلال وإجراءاته لمنع ذلك.
وفي حديث خاص لـ"العربي الجديد"، أكد الخطيب أن دائرته أتمت جميع الإجراءات والتسهيلات استعدادا للشهر الفضيل على جميع الأصعدة، سواء ما تعلق منها بالعبادات الدينية، أو الإفطارات الرمضانية، وأمور النظافة، والصحة، والنظام، والكشافة، متوقعا أن تتجاوز أعداد المصلين على مدى هذا الشهر المليون مصل.
وعن برنامج العبادات الدينية، أوضح الخطيب أن دائرة الأوقاف أعدت برنامجاً متكاملاً في مصليات المسجد الأقصى المبارك ومصاطبه، قبل وبعد الصلوات المفروضة منذ ساعات الصباح حتى المساء، يقوم على تنفيذه مجموعة من العلماء في ميادين الفقه والفكر ليبينوا للصائمين أمور دينهم.
ولفت إلى إعداد الدائرة برنامجاً لصلاة التراويح، واختير لهذه المهمة ثمانية من حفظة القرآن الكريم في صلاة التراويح من أئمة المسجد الأقصى ومقرئين من الضفة الغربية ومن الداخل الفلسطيني ومن الولايات المتحدة الأميركية. في حين تقرر أن يتم الاعتكاف في العشر الأواخر من الشهر الفضيل، في مساجد المرواني والقبلي والأقصى القديم.
وبيّن الخطيب أن 10 مؤسسات ستعمل مع دائرة الأوقاف في ساحات المسجد على مدار الساعة، وعلى رأسها "المركز الصحي العربي، وجمعية الهلال الأحمر، ونوران، والإغاثة الطبية، والمسعفين العرب، وبرج اللقلق وغيرها، كما سيكون هناك أطباء متطوعون من الداخل الفلسطيني سيعملون في الأقصى، للإشراف على صحة الوافدين. كما وفرت جمعيات الهلال الأحمر ونوران والمقاصد 11 سيارة إسعاف لتقديم المساعدات وقت الحاجة".
وشكلت دائرة الأوقاف فرقاً ولجاناً للنظام سيتم توزيعهم على أبواب الأقصى وفي ساحاته وأروقته ومصلياته، وستكون غرفة عمليات خلال الشهر لضبط الأمور داخل الأقصى، حيث ستعمل هذه الطواقم مع وزارة التربية والتعليم والمجموعات الكشفية الفلسطينية من أبناء الضفة الغربية والقدس، وشباب البلدة القديمة، ونحو 200 سيدة متطوعة لضبط النظام في المسجد الأقصى بشأن فصل أماكن صلاة الرجال عن النساء، وتنظيم الدخول والخروج إليه، وفتح الطرق أمام الفرق الطبية للوصول إلى المرضى.
وستعمل وحدات من الخدمات الصحية في عدة جهات بالأقصى ومنها باب الأسباط، وحطة، والملك فيصل، والمجلس، والقطانين، والمطهرة، إضافة إلى فتح الوحدات الصحية في مساجد البلدة القديمة للوافدين إلى الأقصى أيام الجمع للتسهيل الوضوء. في حين تتولى شركة نظافة تعاقدت معها الأوقاف على تنظيف ساحات المسجد على مدار الساعة ليبقى المسجد نظيفاً.
وفي ما يتعلق بالجدل الدائر حول ترتيبات الأوقاف للإفطارات الرمضانية، قال الشيخ الخطيب: "قمنا بجميع الترتيبات اللازمة لتقديم الإفطارات الصحية للصائمين الوافدين إلى المسجد الأقصى خلال أيام الشهر الفضيل، تتولاها عشر مؤسسات خيرية ستعمل على تقديم الوجبات اليومية، على أن يتم تحديد كميات الوجبات المقدمة لفترتي الإفطار والسحور، منعا للتبذير والإفراط في المأكولات".
وأضاف: "ستقوم لجنة مراقبة مختصة بفحص الوجبات قبل دخولها إلى المسجد الأقصى المبارك لضمان ما يقدم للصائمين. كما ستعمل تكية "خاصكي سلطان" بالقدس القديمة على إعداد وجبات ساخنة ومتكاملة للصائمين".
وفي حارات البلدة القديمة من القدس أتم العشرات من الشبان تزيين حاراتهم بأشكال وألوان الزينة المختلفة بالرغم مما واجهوه من تعنت الاحتلال وصلفه وملاحقته لهم بالاعتقال، كما قال لـ"العربي الجديد" أمين سر حركة فتح في القدس القديمة ومدير نادي الأسير في المدينة المقدسة، ناصر قوس.
واعتقلت سلطات الاحتلال الأسبوع الماضي ناصر قوس واثنين من رفاقه على خلفية تحضيراتهم لتزيين حارات البلدة القديمة، قبل أن تطلق سراحهم وتحظر على الثلاثة التواصل فيما بينهم أو الاجتماع سويا.
رغم ذلك، قال قوس لـ"العربي الجديد"، إن "البلدة القديمة برمتها تزينت بزينة رمضان بعد أن حولها شبابها إلى ورشة عمل كبيرة أضيئت فيها مصابيح رمضان حتى بجهود أبنائها المسيحيين". وتابع "شرطة الاحتلال اقترحت أن تقوم بلدية الاحتلال بمهمة التزيين، لكن هذا المقترح رفض بشدة، لأن شباب البلدة القدس أدرى بزينة رمضان وهم الأحق بهذه المهمة".
وأوضح مسؤولون في فرق طبية كشفية وطواقم إسعاف وفرق نظام إن أكثر من ألف متطوع إضافة إلى نحو مئتي شابة سيتولون جميعاً حفظ الأمن والنظام وتقديم الإسعافات لمحتاجيها، سواء في ساحات الأقصى أو في الطرق المفضية إليه.
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، أكد مدير المركز الصحي العربي في المسجد الأقصى أحمد سرور، أن المركز تجهز بكل ما يلزم لاستقبال الشهر الفضيل سواء من حيث الطواقم الطبية في جميع التخصصات أو التجهيزات الطبية من أدوية وفيها. وتوقع أن يقدم المركز العلاج والإسعاف للمئات من المصلين خلال الشهر الفضيل كما جرت عليه العادة كل عام.
في حين، قال مسؤول في مفوضية الكشافة الفلسطينية إن "العشرات من الفرق الكشفية ستتولى حفظ الأمن والنظام في ساحات الأقصى وتسهيل عبور الأفواج الكبيرة من المصلين إلى داخل الأقصى، خاصة عبر طرقات البلدة القديمة التي عادة ما تزدحم بالوافدين للأقصى".
وعبر الشيخ عمر الكسواني عن أمله بأن يتمكن المواطنون من الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول القدس والصلاة في الأقصى، وأن ترفع القيود حتى عن أبناء القدس الذين أبعدهم الاحتلال عن الأقصى والمقدر عددهم بنحو 140 مبعداً. وفي حديثه لـ"العربي الجديد"، أشاد الكسواني بما أتمته الأوقاف الإسلامية من ترتيبات لاستقبال الشهر الفضيل حاثا المصلين على الحفاظ على نظافة الساحات وإعمار الأقصى بالصلاة والعبادة.