القبض على "بابا نويل" المصري... بتهمة الإرهاب

كل هذه الأوصاف لا يختلف عليها أحد في العالم، إلا في مصر فله شأن آخر، فالمصريون وسط أزمات طاحنة، وانفلات أمني، وبطالة، وانقسام، تخيلوا لو كان "سانتا كلوز" مصرياً، وجاب عبر شوارع القاهرة بزلاجته وأيائله، وملابسه الحمراء، وجوال هداياه ليوزعها عليهم، ليعبروا عما يعانونه في حياتهم اليومية من خلاله في ظل تلك الأزمات، وماذا سيكون رد فعلهم تجاهه، وماذا سيطلبون منه.

ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي أطلق الناشطون وسم "#لو_سانتا_كلوز_مصري"، اعتبروه بمثابة منبر للسخرية من كل مشاكلهم، والتعبير عن أحلام شباب ضاعت في الواقع.

الناشطون تخيلوا "بابا نويل" المصري في ظل الانفلات الأمني، وهو يسير في شوارع القاهرة، بملابسه العجيبة، فقال أحدهم: "‏لو سانتا كلوز مصري كان اتقفش واتقال عليه حرامي وهوه ماشي شايل البؤجه بتاعته"، وأكمل آخر: "‏لو سانتا كلوز مصري كانوا نشلوا منه هدومه، وسابوه بالأندر".

وفي ظل إقصاء الإسلاميين ومحاربة مظاهر التدين، تخيل بعضهم موقف المصريين من سانتا وهو بلحيته البيضاء، فقال أحدهم: "‏لو سانتا كلوز مصري كان هيتقال عليه إخوان"، وتوقع آخر أن يعتقل، وقال: "‏لو سانتا كلوز مصري كان اتقبض عليه علشان إرهابي".

وعن التدني في الوضع الاقتصادي المصري، وأزمات أنابيب "البوتاجاز" وانقطاع الكهرباء، تخيله البعض، يبيع أنابيب للمصريين، وطالبه آخر بتوفير الكهرباء، وعن القروض التي تقترضها الدولة، قال أحدهم: "لو سانتا كلوز مصري كان لف يجمع من الناس فلوس، اتبرع لصندوق يحيا سانتا". وكتب آخر: "لو سانتا كلوز مصري كان زمانه شحت علينا"، في حين سخر البعض من لون رداء سانتا الأحمر، وأرجعه لحمرة الخجل من تخليه عنهم في ظروفهم الصعبة.

وتخيل بعضهم سانتا وهو منخرط وسط الشباب المصري، يعيش حياتهم، بكل ما بها من مساوئ، تصل لحد تعاطي المخدرات. وفي الوقت الذي لم ينس بعضهم اللواء عبد العاطي "مخترع الكفتة" عند ذكر سانتا كلوز، وتخيله البعض مرتديا زي سانتا ويقوم بعمل أصابع الكفتة، تخيل بعضهم سانتا المصري متزوجاً الفنانة عبلة كامل، وهي التي انتشر لها عدة صور مؤخرا مستوحاة من عدة أدوار لها تعبر عن كآبة حال المصريين. ولم ينسَ أحدهم صاحب التعبير الشهير المعبر عن حال المصريين، وقال: "سانتا كلوز ايييييييه بقولك أيام سودا".