22 سبتمبر 2015
الفنكوش في الواقع
محمد زكريا (مصر)
الفنكوش هو المصطلح السنيمائي الذى حمل بين طياته كثيراً من الواقع، وترجمت به مشروعات عديدة، تهدف إلى تجارة الوهم وتقنين الخداع والنصب، وهو المصطلح الذي يعنون به كل ما لا يفهم ولا يعقل، وهو المعنى الذي لا معنى له سوى الاستخفاف بالعقول ووأد الإدراك والتفكير. استخدم المصطلح عادل إمام، في أحد أفلامه، لسلعة لا أصل ولا وجود لها، لا في الواقع، ولا في الوهم والخيال، فقد صار لتلك السلعة التي لم تولد ولم تر النور اسم يردده الكبار والصغار، ويبحث في أصله وفصله العامة والإعلام، وأضحت وباتت إعلاناته تملأ الشاشات، وذاع صداها وملأت البلاد، وصدّق المجتمع الخدعة والكذبه الكبرى. وحين تحدث بعضهم في حقيقة تلك الكذبة، وكاد ينكشف أمرها وأمر صانعها، لم يتباطأ صانع الوهم، أو يتكاسل في استكمال خداعه، ونشر وهمه. وأعلن عن خدعته الأكبر بعد أن استطاع صنع سلعة تحمل ذاك الاسم، وكأنه يقول لهم يا ليتكم رضيتم خداع عدم وجودها، فهو أهون بكثير من وجودها بينكم، فقد صنعت كمخدر يذهب العقول التي كادت أن تذهب من دون جهد ولا فنكوش يخرجهم عن الوعي.
والخلاصة أن صانع الفنكوش وجد فى ذلك المجتمع التربة الصالحة والأرض الخصبة لنشر الوهم، واستيعابه من دون فكر ولا اعتراض.
ومن أبطال فيلم "واحدة بواحدة" المعروف بالفنكوش إلى أبطال عالمنا اليوم، وأبطال واقعنا الذين استطاعوا خداع شعب بأكمله، بمشاريع لا وجود لها من أجهزة طبية وعلاجات لأمراض مستعصية، إلى مؤتمرات ومشروعات اقتصادية، ووحدات وبنايات وهمية، وعواصم إدارية وقنوات ملاحية، مشروعات لم نجن منها سوى السراب، ولم نستطع أن نبكيها، لأننا لم نجد لها ركاماً ولا أطلالاً، فكأنما كانت أضغاث أحلام أو خيال، أو استكمال لفيلم تحولنا فيه من مشاهدين إلى مشاركين وأبطال.
ومن أبطال فيلم "واحدة بواحدة" المعروف بالفنكوش إلى أبطال عالمنا اليوم، وأبطال واقعنا الذين استطاعوا خداع شعب بأكمله، بمشاريع لا وجود لها من أجهزة طبية وعلاجات لأمراض مستعصية، إلى مؤتمرات ومشروعات اقتصادية، ووحدات وبنايات وهمية، وعواصم إدارية وقنوات ملاحية، مشروعات لم نجن منها سوى السراب، ولم نستطع أن نبكيها، لأننا لم نجد لها ركاماً ولا أطلالاً، فكأنما كانت أضغاث أحلام أو خيال، أو استكمال لفيلم تحولنا فيه من مشاهدين إلى مشاركين وأبطال.