الفنان الفلسطيني أحمد الدنّان: رسوماتي شواهد من واقع القضية

20 ديسمبر 2014
الرسام أحمد الدنّان مع لوحاته (العربي الجديد)
+ الخط -
يرسم الفنان الفلسطيني أحمد الدنّان للوطن وقضيته، يرسم للحياة والشجر والحب، والحرية في آن واحد. لكن على الرغم من ألوان أحمد المعبرة، التي تقص حكاية شعب مقهور، إلا أنّه لم تتح الفرصة لأحمد لإظهار موهبته إلا من خلال معرض صغير خجول، في منطقة صيدا جنوب لبنان، على هامش احتفالات تخصّ طلاب الجامعات، وقد كانت له مشاركة صغيرة فيها. يسجل الدنّان من خلال رسوماته المعالم البيانية للهوية الفلسطينية، والتي يبحث عنها بين رسومات أقرب إلى الحقيقة منها إلى خيال فنان يريد أن يرسم لمجرد الـ"هواية".

فقد شكّلت لوحات الدنان التي حاكى فيها المرأة، الطفولة، الإنسان، فلسطين، والحرية وغيرها من المواضيع التي فرضت نفسها على لوحاته "قضية وطن يبحث عن نفسه". يحاول الدنان الذي ترعرع في مخيم عين الحلوة، في كنف عائلة فقيرة أن يجسد صورة فلسطين في لوحاته، يبني هواجسه على تطلعات الأفق "العودة يوماً ما إلى الأرض". ولأنّ ريشته تنتمي للمدرسة الواقعية في الفن التشكيلي، فإنّه يرى أنّ أسلوبه مميز بالتركيز على الوجوه، شارحاً في حديثه إلى "العربي الجديد": "أحب أن أرسم ملامح الوجوه، فهي تحوي إحساساً لا يمكن إخفاؤه، في الوجوه عبارات وروايات وعاطفة، إنْ أظهرناها على حقيقتها فهي تكفي لتعّبر عما بداخلنا".

ينطلق الدنان ابن الـ 28 عاماً من قواعد رئيسية مكّنته بأن يحيط فنّه بهالة خاصة. تكمن الأولى في "التعبير المنطقي الواقعي"، والثانية في "الإبهار الفني اللافت والأهم البساطة، وهذه ميزة خاصة عنده"، يقول: "قدمت إنجازاً في أعمالي التي حازت على إعجاب الكثيرين". ولكن يبقى السؤال، هل يوجد من يدعم الفلسطيني داخل المخيمات، ويقدّم له الدافع للانطلاق نحو التغيير. يتمنى أحمد "إقامة معاهد متخصصة للرسم، وتعزيز مواهب الرسم في مدارس الأنروا، وإعطاء منح لدراسة الفنون في الدول الغربية، ومشاركة الثقافات".

تعلّق الدنان المتخصص بـ "الغرافيك ديزاين"، بالريشة والألوان منذ نعومة أظافره، وحفّزه على المتابعة أهله وأقاربه كي يطوّر هواية الرسم، قائلاً: "وصلت إلى مرحلة استطعت تحقيق ما أريد". غلب طابع الحزن على لوحاته "فلسطين حزينة، أطفالها، أرضها كلها تصرخ، "أريد أن أنقل الحقيقة كما هي، الحقيقة المرّة، فالصورة أصدق تعبير من الكلام، الصور صادقة". مضيفاً، "الرسم فن يخيط لعبة التحرر من القيود، يحكي رسالتنا، يوصلها إلى كل العالم من دون حاجة إلى الكلام، وأحياناً لوحة دمعة بعين طفل تستطيع إيصال رسالة أكثر من مشهد طائرة تقصف، ورسوماتي شواهد من واقع القضية التي أسعى أن أحيكها بفني لنستعيد وطننا". شارك الدنّان لأوّل مرة في معرض للفن التشكيلي في صيدا ضمن مجموعة مواهب جامعية، وركّز في رسوماته على الوجوه في لوحاته التي لاقت إعجاباً من الزوار، ما جعله يقول: "شعرت فعلاً أنني قدمت إنجازاً ما، وأنا فخور جداً بذلك، وهذه خطوة أولى للنجاح".
المساهمون