استمع إلى الملخص
- **التحديات والمنافسة الشديدة:** تواجه نتفليكس منافسة قوية من ديزني، أبل، أمازون، ويوتيوب. في يونيو، تصدرت يوتيوب السوق الأمريكية بنسبة 10%، بينما جاءت نتفليكس بنسبة 8.4%. المدير العام المشارك تيد ساراندوس أكد على أهمية كل ثانية يمضيها المشترك في المشاهدة.
- **الاهتمام بالنقل المباشر والإعلانات:** تسعى نتفليكس لتنويع إيراداتها عبر الإعلانات والنقل المباشر. وقعت اتفاقاً مع رابطة المصارعة الأميركية للمحترفين ونالت حقوق بث مباريات دوري كرة القدم الأميركية. ستبث عرضاً للممثل الكوميدي جو روغان في أغسطس.
واصلت منصة نتفليكس استقطاب ملايين المشتركين الجدد، لكن أولوية الشركة العملاقة صارت الحفاظ على مستخدميها وتعزيز الوقت الذي يمضونه في مشاهدة محتواها، بعدما باتوا محاصرين بكمّ كبير من الخيارات الترفيهية.
وارتفع عدد مشتركي "نتفليكس" إلى أكثر من 277 مليوناً من مختلف أنحاء العالم، بعدما انضمّ إليها أكثر من ثمانية ملايين مشترك جديد في الربع الثاني من السنة الحالية، محققةً بذلك نتيجةً فاقت مجدداً ما كان متوقعاً.
كما تجاوزت شركة البث التدفقي توقعات "وول ستريت" بتحقيقها إيرادات بقيمة 9.56 مليارات دولار، بلغت أرباحها الصافية منها 2.15 مليار دولار، وفق بيان أرباحها الذي نُشر الخميس. لكن اعتباراً من سنة 2025، لن تعلن "نتفليكس" كل ثلاثة أشهر عن عدد المشتركين الذين اكتسبتهم أو خسرتهم، بل ستركّز على قياسات "تفاعل" الجمهور (أي الوقت الذي يمضيه المشتركون في مشاهدة المحتوى).
وأوضحت المنصة الرائدة في هذا القطاع أن وقت المشاهدة "هو مفتاح نجاح نتفليكس، وأفضل مؤشر لقياس مدى استمتاع" مستخدميها. أضافت: "عندما يشاهد الناس أكثر، فإنهم يبقون لوقت أطول، ويتحدثون عن نتفليكس كثيراً، وهو ما يؤدي إلى اكتساب مشتركين جدد يُضفون قيمة أكبر على خدمتنا".
وشهدت "نتفليكس" ارتفاعاً كبيراً في عدد مشتركيها في الأرباع الأخيرة، ويعود ذلك بصورة رئيسية إلى تشديد سياستها في شأن تَشارُك المستخدمين كلمات المرور، لكنّ روس بينيس، من شركة إي ماركتر لدراسات السوق، لاحظ أن تأثير هذه الآلية يتراجع. أوضح المحلل أن الخدمة "وصلت إلى حدّ التشبع في بعض الأسواق، وبالتالي فإن الوقت الذي يقضيه (المشترك في مشاهدة المحتوى) أكثر ملاءمة لها".
"نتفليكس تقاتل من أجل كل ثانية"
في هذا المجال، لا تواجه "نتفليكس" منافسيها المباشرين، مثل "ديزني" و"أبل" و"أمازون" و"ماكس" فحسب، بل تواجه أيضاً منصات البث والترفيه الكثيرة، من "يوتيوب" إلى ألعاب الفيديو، مروراً بـ"تيك توك" والمحطات التلفزيونية.
ففي يونيو/ حزيران الماضي مثلاً، احتلت "يوتيوب" صدارة منصات البث التدفقي في الولايات المتحدة، إذ بلغت حصّتها من سوق الإعلام المرئي والمسموع نحو 10%، وحلّت "نتفليكس" في المركز الثاني بنسبة 8.4%، وفقاً لمعهد نيلسن.
وأقرّ المدير العام المشارك للمجموعة تيد ساراندوس، خلال مؤتمر للمحللين، بأن "المنافسة على الترفيه محتدمة جداً"، وقال: "نحن نقاتل من أجل كل ثانية يمضيها (المشترك) في مشاهدة محتوانا".
تساهم مسلسلات ناجحة، على غرار "بريدجرتون"، الذي أصبحت حلقات موسمه الثالث متوافرة في مايو/ أيار الماضي، في تمكين "نتفليكس" من التفوّق.
لكنّ نائب رئيس شركة فوريستر لأبحاث السوق مايك برولكس لاحظ وجود "مؤشرات إلى تراجع" هذه الهيمنة. أفادت دراسة لهذه الشركة بأن "نتفليكس" هي "منصة البث الكبرى الوحيدة التي شهدت انخفاضاً في العدد الشهري لمستخدميها بين البالغين الأميركيين عبر الإنترنت عام 2024". شدّد برولكس تالياً على أهمية "استمرار نتفليكس في التركيز على أنشطتها الإعلانية من أجل تنويع إيراداتها وزيادتها".
اهتمام متزايد بالنقل المباشر
أكد المدير العام المشارك لـ"نتفليكس" غريغ بيترز أن نمو قاعدة المشتركين على أساس الصيغة المتضمنة إعلانات ينسجم مع أهداف المنصة. لكنّ معظم المنصات الأخرى تتيح أيضاً اشتراكات مع إعلانات، ما يؤدي إلى زيادة المنافسة على استقطاب المعلنين. سعياً إلى جذبهم، تعمل "نتفليكس" على مضاعفة النقل المباشر للأحداث الذي يثير اهتماماً كبيراً لدى العلامات التجارية.
ففي الرياضة مثلاً، وقّعت "نتفليكس" في يناير/ كانون الثاني الماضي اتفاقاً مع رابطة المصارعة الأميركية للمحترفين "دبليو دبليو إي" (WWE)، في مقابل خمسة مليارات دولار، يتيح لها نقل مباريات البطولة التي تنظمها للسنوات العشر المقبلة. وتنقل السبت مباراة ملاكمة بين اليوتيوبر والملاكم المتدرب جيك بول وأسطورة الحلبة مايك تايسون.
أيضاً، حصلت "نتفليكس" في مايو الماضي على حقوق بث أربع مباريات على الأقل في دوري كرة القدم الأميركية للمحترفين، من بينها اثنتان يوم عيد الميلاد سنة 2024، وواحدة على الأقل في اليوم نفسه عامي 2025 و2026. لكنّ المنصة بقيت حتى الآن بعيدة عن المسابقات التقليدية التي تولّد عدداً قياسياً من المشاهدين ولكنها مكلفة جداً. وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أنّ المجموعة ستدفع 75 مليون دولار لنقل مباراتي هذا العام.
وتعمل المنصة أيضاً على زيادة النقل المباشر في مجالات أخرى كالفكاهة. وفي الثالث من أغسطس/ آب المقبل، ستبث عرضاً للممثل الكوميدي المعروف في الولايات المتحدة جو روغان، المتهم باستمرار بترداد نظريات المؤامرة، وخصوصاً في مدوّنته الصوتية (البودكاست).
ورأى روس بينيس أن "عائدات الإعلانات ليست حتى الآن بالحجم الذي يكفي لتعلن نتفليكس عنها"، لكنّه اعتبر أن "سنةً من الألعاب الرياضية والنقل المباشر للأحداث الأخرى تمثل أفضل فرصة أمام المنصة لتغيير ذلك".
(فرانس برس)