الفنانات في السباق الافتراضي

أدرك النجوم العرب على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً أهمية الوصول عن طريق منصاتهم الإلكترونية. بعضهم قرر إطلاق حسابات رسمية، كالفنانة السورية كاريس بشار، بعد انتشار عشرات الصفحات غير الرسمية التي أشرف عليها المعجبون؛ فمن خلال جلسة تصوير خضعت لها كاريس مؤخراً في بيروت وعملها مع فريق مصغّر، اختارت نجمة مسلسل "غداً نلتقي" الخروج من عزلة طويلة، كانت قد سبقتها إليها الفنانة سلافة معمار عبر حساب رسمي تدرس فيه سلافة ما تنشر، ساعية إلى التوازن في الطرح بين الشكل والمضمون لتقديم صورة براقة لسلافة على مواقع التواصل.
الفنانة شكران مرتجى تنشط بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتفسح مساحة كبيرة للمشاركة في الرأي والتعليقات حول قضايا محلية وعربية عدة، خاصة حين تعرضت مؤخراً لتهديد من قبل النظام السوري بعد توجيهها رسالة لرئيس النظام من أجل تحسين الخدمات المعيشية.
وبينما تشكل علامة التوثيق الزرقاء هاجساً لدى الكثيرين، يعمل بعضهم من النجوم على نقل يومياته بشكل مفرط، ولا سيما من خلال "القصص المصورة" عبر إنستغرام، علاوة على مشاركة منشورات المعجبين من صور وفيديوهات ورسائل محبة، في حين تفرز هذه المواقع مساحة واسعة لمجموعة من الصحافيين والناشطين لمتابعة أخبار الفنانين ورصدها مستغلين خدمات تقدمها هذه المنصات، وأبرزها خدمة البث المباشر.
وسط ذلك كلّه، من يبحث عن التأثير، مؤخراً طالعنا نموذجاً مختلفاً لفنانة عربية بحثت عن تغيير صورتها النمطية على مواقع التواصل الاجتماعي، فبعد سنوات من هجوم الإعلام على الفنانة اللبنانية إليسا، لسوء تعاملها مع قنوات الإعلام وخاصة في المؤتمرات الصحافية، عملت إليسا على تشكيل بصمة لها في منصات التواصل الاجتماعي.
فمنذ عام، وبعد نشرها موضوع إصابتها بالسرطان، تمكنت إليسا من التأثير تدريجياً في فئات جديدة من الجمهور، والمشاركة في مواضيع إنسانية وحياتية عديدة والتطرق لخطوط حمر في المجتمع، حتى شكلت منشوراتها مادة دسمة للعديد من المواقع الصحافية.
أخيراً، تحدثت إليسا عن ضرورة زيارة الطبيب النفسي، وأنها زيارة لا تقل أهمية عن طبيب الأسنان. شاركت الجمهور السر في ارتيادها عيادة مختص نفسي، لتعلق بعد أيام على موضوع الاعتراف الأميركي بسيادة إسرائيل على الجولان وتهاجم الناشط الإسرائيلي أفيخاي أدرعي.
شاركت إليسا أيضاً في حملات التوعية حول الكشف المبكر عن سرطان الثدي، ورغم تكريمها مؤخراً من وزارة الإعلام اللبنانية، لكنّ الجائزة النوعية تمثلت في لقب الفنانة الأكثر تأثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي وتكرّمت من قبل الإعلامية ريما نجيم خلال مؤتمر معني بمستقبل الإعلام في ظل تأثير مواقع التواصل الاجتماعي.

من يربح في معادلة التأثير عبر الإنترنت، سؤال مهم، لكن الأكثر أهمية هي المحاباة التي يظهرها بعض النجوم تجاه الجمهور، منهم من ينجح في المعادلة ويرسخ وجوده وتأثيره عبر هذه المنصات، ومنهم من يخطئ ويستنزف نجوميته تدريجياً!