الفلوجة: معارك طاحنة والجيش يصد هجوماً معاكساً للتنظيم

04 يونيو 2016
القوات العراقية تفشل بالتقدّم في الفلوجة (فرانس برس)
+ الخط -
تستمر المعارك في محاور الفلوجة الأربعة بلا هوادة، لتدخل يومها الثالث عشر، دون أي نتيجة. فيما تلاشت لغة التفاؤل التي تحدث بها رئيس الوزراء حيدر العبادي مع انطلاق العمليات العسكرية، وسط حديث عن تغييرات مرتقبة في هرم قيادة المعركة.

وأعلنت وزارة الدفاع العراقية، اليوم السبت، أن القوات العراقية صدت هجوماً واسعاً لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على قطعاتها العسكرية قرب الفلوجة، في الوقت الذي أكدت مصادر أمن عراقية استمرار المعارك بين الجانبين.

وقال قائد عمليات الجيش في محافظة الأنبار، اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، لـ"العربي الجديد"، إن الجيش صد هجوماً واسعاً للتنظيم على مناطق جنوب الفلوجة تشمل مزارع وقرى قريبة من المدينة.

مبيناً أن "التنظيم كان يسعى للسيطرة على المناطق تلك وإبعاد الجيش عنها".

وأضاف المتحدث ذاته أن 27 عنصراً من التنظيم قُتلوا خلال المعارك التي جرت في مناطق البو هوى، والجميلة، والعجاربية (10 كيلومترات جنوب الفلوجة).

إلى ذلك، تستمر المعارك منذ ساعات على المحور الشمالي والشمالي الغربي، وسط تراشق بالصواريخ وقذائف الهاون بين الطرفين، تتخللها عمليات انتحارية بواسطة سيارات مفخخة داخل خطوط القوات العراقية والمليشيات. 

في غضون ذلك، تشير معلومات من أرض المعركة إلى نية رئيس الوزراء إجراء تغيير على قيادات الجيش العسكرية، من بينهم الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، واستبداله بالفريق سامي العارضي، بعد إخفاق الأول في السيطرة على عمليات التفجير والسرقة، وقبلها الإعدامات الميدانية التي تنفذها مليشيات "الحشد الشعبي" بحق المدنيين الفارين من مناطق "داعش".

كما أكدت مصادر من داخل المدينة مقتل واصابة 24 مدنياً بقصف صاروخي شنته مليشيات "الحشد" على حي الجمهورية وسط الفلوجة، وقُرب ساحة بيروت، من بينهم ثمانية أطفال وخمس سيدات.

من جانبه قال وزير المالية العراقية في تصريح صحافي إن تنظيم "داعش" يخوض قتالاً شرساً في الفلوجة، متوقعاً أن يحتاج الجيش العراقي وقتاً لاستعادة المدينة.

وأضاف الوزير أن "الفلوجة ليست لقمة سائغة، ويحتجز (داعش) السكان كرهائن ولا يسمح لهم بالفرار، والقوات العراقية تخوض قتالاً شرساً هناك والمعارك قد تطول مدة أطول".

يأتي ذلك مع استمرار غياب الدعم الجوي الأميركي للقوات المهاجمة لليوم الثالث على التوالي.

ووفقاً لمصادر عسكرية عراقية لـ"العربي الجديد"، فإن "التحالف الدولي يعارض مشاركة (الحرس الثوري) الإيراني وصبغ المليشيات للمعركة بطابع طائفي، من شأنه أن يدفع العراقيين السنة إلى الاصطفاف ضد الحكومة، أو التزام الحياد على أقل تقدير، وعدم تأييد استعادة المدينة".

مؤكداً أن "الدعم الجوي مقتصر حالياً على طائرات السوخوي العراقية ومروحيات المي 35 التي تشارك بكثافة في المعركة".