وكانت سلطات الاحتلال قد سلّمت، مساء أمس الجمعة، جثمان الشهيدة مبارك وهي من سكان مخيم قدورة وسط مدينة رام الله إلى عائلتها، بعد احتجاز استمر لأكثر من شهر في ثلاجات الاحتلال.
وقبيل ظهر اليوم، انطلق موكب تشييع جثمان الشهيدة سماح مبارك من مجمع فلسطين الطبّي بمدينة رام الله، بمسيرة باتجاه منزل عائلتها القريب من مجمع فلسطين الطبّي، وهناك ألقت عائلتها نظرة الوداع عليها، وأطلق مسلحون الرصاص في الهواء تحية لروح الشهيدة.
بعد ذلك أدى المشيعون صلاة الجنازة على الشهيدة في مسجد مدينة البيرة الكبير، ثم سار موكب التشييع في اتجاه مقبرة البيرة حيث ووري جثمانها في الثرى هناك.
وحمل المشيعون الشهيدة مبارك على الأكتاف، ووضعوا مصحفاً ومجسماً صغيراً لقبة الصخرة المشرفة على جثمانها، وردد المشيعون هتافات تمجد الشهيدة وتدعو للانتقام لها، ورفعوا أعلام فلسطين وأعلام الفصائل الفلسطينية.
وهتف المشيعون: "يا مقاوم على الحدود علمنا خطف الجنود"، و"قولوا الله قولوا الله والشهادة لوجه الله"، و"بالروح بالدم نفديك يا شهيد"، و"قولوا لكلاب الشاباك جاي جاي الاشتباك"، و"فجر دمر الباصات كرمالك المرابطات"، و"حط السيف قبال السيف واحنا رجال محمد ضيف"، و"الانتقام الانتقام يا فتحاوي ويا قسام"، و"الانتقام الانتقام يا كتائب القسام".
وخلال مراسم دفن جثمان الشهيدة، قال القيادي في حركة حماس حسن يوسف، في كلمة له، إن دم الشهداء هم الذين يوحدوننا، مؤكداً ضرورة الوحدة.
وأضاف أن سماح اختارت الطريق عن قناعة وهي متفوقة بدراستها وحافظة للقرآن الكريم، وتوجت عمرتها حينما عاهدت بأن يكون دمها طريقاً ينير للمسجد الأقصى، فالشهداء أسرجوا بدمائهم قناديل الأقصى.
واستشهدت الطفلة سماح مبارك في 30 من يناير/ كانون الثاني الماضي، بعدما أطلق جنود الاحتلال الرصاص عليها بالقرب من حاجز "الزعيم" العسكري، شرق القدس المحتلة، بزعم محاولتها تنفيذ عملية طعن.
في سياق منفصل، شرعت عائلة الجعابيص المقدسية، اليوم السبت، بهدم منزلها ذاتياً في حي جبل المكبر جنوب شرق القدس المحتلة، بضغط من بلدية الاحتلال في القدس، التي أخطرتها بقرار الهدم بحجة عدم الترخيص والبناء غير القانوني، وذلك تجنباً لدفع بدل أجرة هدم لآليات بلدية الاحتلال في المدينة.
في حين، واصلت عائلة عطا الله عليوات المقدسية، لليوم الثاني، عملية هدم منزلها في بلدة سلوان جنوب القدس بضغط من بلدية الاحتلال في القدس، بحجة البناء دون ترخيص.