وكان قد ألقي القبض على "سفاح البوسنة" في صربيا يوم الإثنين 21 يوليو (تموز) 2008 وهو على متن حافلة في العاصمة الصربية، حيث كان يحمل أوراقاً وبطاقة هوية مزيفة، وقد تبين فيما بعد أن كاراديتش كان يعمل في عيادة خاصة متخفياً تحت شعر أبيض ولحية بيضاء كثيفة وطويلة، ويحمل أوراقاً ثبوتية مزورة ويعيش حياة شبه طبيعية مدعياً أنه رجل غير صربي ويعمل في مجال الطب البديل، مستفيداً من خلفيته الطبية، ويتنقل تحت اسم دراجان بابيتش.
وخضع كاراديتش للتحقيق على يد قاضٍ صربي في بداية الأمر في 2009، ثم أمام المحكمة الدولية لجرائم الحرب بلاهاي في السادس عشر من أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2012، وواجه في هذه المحاكمة أربعة عشر اتهاماً بجرائم ارتكبت ضد الإنسانية خلال الحرب البوسنية، من بينها مذبحة سربرينيتسا الشهيرة.
ورغم عشرات الجرائم التي كان كاراديتش أو كما يعرف بـ"سفاح البوسنة" مسؤولاً عنها، إلا أنه بدا واثقاً من نفسه خلال المحاكمات، وتوقع تبرئته من تهمة الإبادة الجماعية وجميع التهم الأخرى، بينما كانت تختتم محاكمته الخاصة بجرائم الحرب والتي استمرت خمس سنوات، وتوقف القضاة لإعادة النظر في أحكامهم.
غير أن السفاح كاراديتش (74 عاما)، الذي ظل هارباً من وجه العدالة لوقت طويل بلغ 13 سنة، (بداية من عام 1995 حتى 21 يوليو/ تموز 2008)، تلقى صفعته الأولى عام 2016 حين حكم عليه بالسجن 40 عامًا مع حق الاستئناف.
وحينها قال القاضي أوغون كوون: "رادوفان كاراديتش، حكمت عليك المحكمة بالسجن 40 عاماً"، وذلك بعد أن برأه من تهمة الإبادة الجماعية في سبع بلدات في البوسنة، وتم الحكم من قبل محكمة جنائية دولية خاصة بجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة، قبل أن يتم حلها في العام نفسه، لتتسلّم "آلية المحكمة الجنائية الدولية" تلك القضايا، عام 2017.
وجاءت الصفعة الأخيرة للجزار اليوم وأسدل الستار على الفصل الأخير من المسرحية السوداء، بعدما أصدرت محكمة الجنايات الدولية بمدينة لاهاي الهولندية حكمًا نهائيًا بالسجن المؤبد، إذ أكّدت المحكمة إدانة "كاراديتش" بالتورط في مذبحة سربرنيتسا، كما أدانته بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال حرب البوسنة (1992-1995)، التي قتل فيها أكثر من 200 ألف مسلم.
(العربي الجديد)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
