كشف مصدر عسكري في رئاسة الأركان في العاصمة الليبية طرابلس لـ"العربي الجديد" أن الإدارة المصرية الحالية تتجه إلى تسوية سياسية في ليبيا بعد فشل محاولة التسوية العسكرية، وأنها اضطرت للدفع في هذا الاتجاه، عن طريق تواصلها مع أطراف ليبية سياسية وعسكرية.
وأوضح المصدر أن "طلب الخارجية المصرية من قادة الإمارات التشديد على حفتر بضرورة تهدئة الأجواء، ما هي إلا مناورات سياسية، إذ تستطيع القيادة في مصر أن تأمر حفتر بالتوقف فوراً، وهو لا يستطيع مخالفة ذلك، فلو توقف التمويل والدعم العسكري له سيتوقف رغماً عنه"، حسب قوله.
ومن الملفات التي يضغط فيها نظام عبدالفتاح السيسي حالياً، والذي أحال ملف ليبيا للاستخبارات العامة، هو إقناع حفتر بلقاء رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، من أجل تسوية سياسية، من المؤكد أن يكون للجنرال المتقاعد دورٌ فيها، لكن تحت سلطة مدنية، وهو ما أكده السراج في تصريحات عدة حول اللقاء المزمع بمبادرة روسية مصرية، وتُرجم ذلك بتقديم التهنئة إلى قوات حفتر المقاتلة في مدينة بنغازي شرقي ليبيا بهزيمتها قوات تابعة لتنظيم "داعش" هناك.
لكن هذا الموقف من السراج، قابله رد عنيف من قِبل حفتر، الذي أكد أنه مستعد للاجتماع مع السراج ولكن بشرط واحد، وهو الالتزام بأن "حاشيته (يقصد الحكومة وباقي أعضاء المجلس الرئاسي) لن يكون لها شيء تقوله على الإطلاق"، متهماً هذه المجموعة "أنهم قليلون جداً ومهتمون فقط بجمع الأموال"، بحسب حديث له مع صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية، الأحد الماضي.
وللدفع في اتجاه هذا اللقاء المرتقب، أعلن وزير الخارجية البلجيكي، ديدييه رايندرز، أن "بلاده سوف تبذل كل ما في وسعها للمساعدة في تنظيم حوار مباشر بين حكومة الوفاق برئاسة السراج، وخليفة حفتر"، لافتاً إلى أن "هذه المسألة تم طرحها في بروكسل خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الإثنين الماضي".
لكن مصادر من قوات "البنيان المرصوص" التابعة لحكومة الوفاق، قالت إنه "في حال حدث اللقاء بين السراج وحفتر، فإنها ستقوم بتصعيد عسكري في العاصمة طرابلس، ومن هذا التصعيد ستمنع رئيس المجلس الرئاسي نفسه من دخول العاصمة أو ممارسة مهامه".
ويعاني حفتر في الداخل من تخلي بعض الضباط عنه، ما جعله يقوم بعمليات خطف عسكريين مناوئين له، كما كشف مصدر عسكري لـ"العربي الجديد"، قائلاً، إن حفتر لا يثق بأحد، وإنه يعتمد الآن على ثلاث كتائب فقط، وهي الكتيبة 106 بقيادة ابنه خالد حفتر، والكتيبة 164 بقيادة ابنه النقيب صدام حفتر، والكتيبة 123 بقيادة أيوب الفرجاني، وهو ابن عم حفتر.