الفشل العسكري يدفع مصر للضغط على حفتر لتسوية سياسية

08 فبراير 2017
يعاني حفتر من تخلي بعض الضباط عنه(فازيلي ماكسيموف/فرانس برس)
+ الخط -


كشف مصدر عسكري في رئاسة الأركان في العاصمة الليبية طرابلس لـ"العربي الجديد" أن الإدارة المصرية الحالية تتجه إلى تسوية سياسية في ليبيا بعد فشل محاولة التسوية العسكرية، وأنها اضطرت للدفع في هذا الاتجاه، عن طريق تواصلها مع أطراف ليبية سياسية وعسكرية.
وأكد المصدر، وهو قريب أيضاً من الاستخبارات المصرية العامة، أن "دعم مصر لقائد قوات برلمان طبرق خليفة حفتر تراجع جداً، بعدما أدركت القاهرة أنه بعد ثلاث سنوات من معارك حفتر الفاشلة في الشرق الليبي، وفي ظل الدعم العسكري المقدّم له سواء منها أو من فرنسا والإمارات، أن استمرار الدعم له هو تأجيجٌ لحرب أهلية لوجود قوات مناوئة له في الغرب الليبي توازيه وتفوقه في المعارك العسكرية، خصوصاً قوات البنيان المرصوص التي هزمت وطردت تنظيم داعش من مدينة سرت الساحلية".
وأوضح المصدر أن "طلب الخارجية المصرية من قادة الإمارات التشديد على حفتر بضرورة تهدئة الأجواء، ما هي إلا مناورات سياسية، إذ تستطيع القيادة في مصر أن تأمر حفتر بالتوقف فوراً، وهو لا يستطيع مخالفة ذلك، فلو توقف التمويل والدعم العسكري له سيتوقف رغماً عنه"، حسب قوله.
ومن الملفات التي يضغط فيها نظام عبدالفتاح السيسي حالياً، والذي أحال ملف ليبيا للاستخبارات العامة، هو إقناع حفتر بلقاء رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، من أجل تسوية سياسية، من المؤكد أن يكون للجنرال المتقاعد دورٌ فيها، لكن تحت سلطة مدنية، وهو ما أكده السراج في تصريحات عدة حول اللقاء المزمع بمبادرة روسية مصرية، وتُرجم ذلك بتقديم التهنئة إلى قوات حفتر المقاتلة في مدينة بنغازي شرقي ليبيا بهزيمتها قوات تابعة لتنظيم "داعش" هناك.
لكن هذا الموقف من السراج، قابله رد عنيف من قِبل حفتر، الذي أكد أنه مستعد للاجتماع مع السراج ولكن بشرط واحد، وهو الالتزام بأن "حاشيته (يقصد الحكومة وباقي أعضاء المجلس الرئاسي) لن يكون لها شيء تقوله على الإطلاق"، متهماً هذه المجموعة "أنهم قليلون جداً ومهتمون فقط بجمع الأموال"، بحسب حديث له مع صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" الفرنسية، الأحد الماضي.


وللدفع في اتجاه هذا اللقاء المرتقب، أعلن وزير الخارجية البلجيكي، ديدييه رايندرز، أن "بلاده سوف تبذل كل ما في وسعها للمساعدة في تنظيم حوار مباشر بين حكومة الوفاق برئاسة السراج، وخليفة حفتر"، لافتاً إلى أن "هذه المسألة تم طرحها في بروكسل خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الإثنين الماضي".
لكن مصادر من قوات "البنيان المرصوص" التابعة لحكومة الوفاق، قالت إنه "في حال حدث اللقاء بين السراج وحفتر، فإنها ستقوم بتصعيد عسكري في العاصمة طرابلس، ومن هذا التصعيد ستمنع رئيس المجلس الرئاسي نفسه من دخول العاصمة أو ممارسة مهامه".
وكان مصدر في وزارة الخارجية المصرية، قد أكد لـ"العربي الجديد"، أن وزير الخارجية المصري سامح شكري، طلب خلال لقاء نظيره الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، من قادة الإمارات التشديد على حفتر، بضرورة تهدئة الأجواء، وعدم الإقدام في الفترة المقبلة، على أية خطوة من شأنها التصعيد وتأجيج صراع جديد في المنطقة، خصوصاً بعد تهديدات من قوات الأخير باقتحام طرابلس. وكشفت مصادر أن حفتر أبدى اعتراضاً على الجهود المصرية الرامية لتنظيم لقاء مشترك بينه وبين السراج، في مصر، بوساطة روسية، متمسكاً بحسم الصراع عسكرياً.
ويعاني حفتر في الداخل من تخلي بعض الضباط عنه، ما جعله يقوم بعمليات خطف عسكريين مناوئين له، كما كشف مصدر عسكري لـ"العربي الجديد"، قائلاً، إن حفتر لا يثق بأحد، وإنه يعتمد الآن على ثلاث كتائب فقط، وهي الكتيبة 106 بقيادة ابنه خالد حفتر، والكتيبة 164 بقيادة ابنه النقيب صدام حفتر، والكتيبة 123 بقيادة أيوب الفرجاني، وهو ابن عم حفتر.

المساهمون