وتردد عبارات اسرائيلية من قبيل: "موتوا (الأسرى) على الأقل يوفّرون علينا الأموال. يريدون الموت من الجوع فليفعلوا. يجب أن لا نضيع عليهم أي شيكل (العملة الإسرائيلية)، كفاهم أنهم يعيشون في فندق 5 نجوم"، بينما كتب أحد المدونين الإسرائيليين ساخراً: "نشد على أيديكم بأن ينجح الإضراب وأن لا تأكلوا لمدة شهرين، رويداً رويداً عددكم سيتناقص".
وتوالت التعقيبات العنصرية، مضيفةً "إذا وافقنا على مطلب واحد من مطالب الأسرى، فيمكن ترك الدولة ومنحهم مفتاحها". وتساءل مدون آخر: "يسعدني أن أفهم لماذا ندخل إلى حالة ضغط في كل مرة يعلن فيها أسير إضرابه عن الطعام؟! حتى في حالة تجويعه لنفسه حتى الموت، يكون هذا قراره ويجب احترام ذلك"!
كذلك كتب مدون "أضربوا عن الطعام، موتوا واتركونا وشأننا"، ليتابع غيره: "عندما يموتون يمكن رمي الجثث إلى البحر والتخلص منها".
وهناك من طالب "بعزل الأسرى كلياً عن العالم. يجب أن تكون الزيارات مرة كل 10 سنوات"، مضيفاً كما يجب "إلزام السلطة الفلسطينية بدفع تكاليف سجن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، لأنهم يعملون بناء على توجيهات السلطة بتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، كما يجب تغيير القانون".
غضب من مقال البرغوثي
بدا واضحاً في التعقيبات على الأخبار التي تناولتها وسائل الإعلام الإسرائيلية ومواقع التواصل الاجتماعي حول مقالة البرغوثي في صحيفة "نيويورك تايمز"، حول ظروف الأسرى، الغضب الشديد من قبل الإسرائيليين، سواء كانوا مسؤولين أو من عامة الناس.
وتساءل بعضهم "من الغبي الذي سمح لمروان البرغوثي بإيصال مقالته إلى الصحيفة؟"، ليعقب آخر:" كنت مصدوماً، كأن من كتب هذه المقالة من حركة حماس، ويظهرون البرغوثي كأنه غاندي مثالي، لا توجد أية كلمة عن إدانته بجرائم قتل وسبب وجوده في السجن، الأمر مقزز" على حد تعبير أحد المدونين الإسرائيليين.
وأضاف "أنا مندهش جداً من حكومة إسرائيل التي تسمح لهذا القاتل، بأن ينشر مقالاً في صحيفة. شخص يتواجد في السجن هو شخص غير حر ولذلك هو في السجن. على هذا البرغوثي أن يموت في السجن"، ليتابع آخر" شخص كهذا يحتاج سريعاً إلى قبر".
وفي ظل التهجم الكبير على الأسرى بشكل عام والبرغوثي بشكل خاص، كانت هناك بعض التعليقات النادرة التي نادت بوجوب احترام إسرائيل لحقوق الأسرى. كما أن هناك من يرى أن "البرغوثي هو الأمل الوحيد لتحقيق السلام مع الفلسطينيين، لأنه الوحيد القادر على توحيد جميع القوى الفلسطينية"، كما أنه "مقبول في العالم العربي، وأنه قادر على صنع التغيير".
ومن بين هذه الأصوات القليلة أيضاً من كتب أن "الأسرى يعانون من ظروف غير إنسانية في السجون الإسرائيلية" و "إسرائيل غير معنية بالسلام مع الفلسطينيين وتخشى البرغوثي".
ردود فعل المسؤولين
أما المسؤولون الإسرائيليون فردوا على نشر مقال البرغوثي في "نيويورك تايمز"، من خلال صفحاتهم عبر مواقع التواصل ومن خلال لقاءات مع وسائل إعلام عبرية، منهم وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد إردان، الذي قال "أنا أرى بالتأكيد أن نشر المقال كان خطأ فادحاً. أصدرت تعليمات لسلطة السجون للتحقيق بالموضوع وتمرير النتائج اليّ".
بدوره، انتقد منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية يوؤاف بولي مردخاي، من خلال صفحته على فيسبوك "عدم إشارة الصحيفة إلى المخالفات التي دين فيها البرغوثي".
من جهته، شدد عضو الكنيست ونائب الوزير في مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلي مايكيل أورن من حزب "كولانو"، على أن "مقالاً من هذا النوع يسيء إلى سمعة إسرائيل". ووصف المقال بأنه أشبه "بتنفيذ عملية ضد إسرائيل ولكن بطابع صحافي"، مطالباً بمراجعة "سياسات سلطة السجون ومنع الأسرى من التحدث لوسائل إعلام عالمية خلال فترة سجنهم".
وأضاف: "يجب التحقيق لمعرفة كيف حدث هذا، بأن يتمكن أسير من داخل زنزانته بإلحاق الضرر بنا على الحلبة الدولية". كما طالب أورن "بمحاسبة نيويورك تايمز".
ومن خلال صفحته على الفيسبوك، كتب عضو الكنيست يائير لبيد، رئيس حزب "ييش عتيد"، معلقاً على مقال البرغوثي ومحرّضاً عليه أيضا:" لقد دين بخمس حالات قتل لمواطنين أبرياء. وكان ضالعاً بعشرات المحاولات لتنفيذ عمليات إرهابية. لقد تسبب بأن يفقد أناس عائلاتهم، ودمّرت حياتهم. هذا الأمر نسيت نيويورك تايمز أن ترويه لقرائها".
أما سفير إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون، فواصل التحريض على البرغوثي من خلال حسابه على فيسبوك، قائلاً "البرغوثي إرهابي وقاتل بدم بارد. في النيويورك تايمز وصفوا البرغوثي على أنه قائد فلسطيني وعضو برلمان. لقد نسوا الإشارة إلى أن الحديث عن إرهابي يقضي عقوبة خمس مؤبدات في السجن، ومسؤول عن موت إسرائيليين أبرياء. الأمر لم يتوقف عند منح الصحيفة منصة لإرهابي يروج لشائعات ضد إسرائيل، بل أنها أخفت الحقيقة عن قرائها".