وقال المتحدث باسم جيش الإسلام، حمزة بيرقدار، إنه "في اجتماع ضم مندوبا من فيلق الرحمن وقيادة أركان جيش الإسلام ظهر الإثنين، تم الاتفاق على تثبيت النقاط التي سيطرنا عليها في بلدة الأشعري"، مضيفاً "هجومنا كان على مواقع جبهة النصرة فقط من دون الاقتراب من مقاتلي الفيلق ومقراتهم، وقد أقر المندوب بذلك (في إشارة إلى مندوب فيلق الرحمن".
لكن فيلق الرحمن، أنكر في بيان، أي تنسيق بينه وبين جيش الإسلام، قائلاً إن "جميع المناطق التي يقتحمها جيش الإسلام هي مناطق تواجد فيلق الرحمن فقط". وجاء في البيان، الذي وصل "العربي الجديد" نسخة منه، أنه "مع تأهب هيئة فتح الشام وانسحابها من منطقة الأشعري، ولجوئها إلى كنف الأحرار في عربين ومدريرا، تخوفاً من هجوم الفيلق على مقراتها، استغل جيش الإسلام الأمر وشن هجوماً غادراً على مقرات ونقاط فيلق الرحمن في الأشعري وراح إعلامه اللامسؤول يروج كذباً وتدليساً أن جيش الإسلام اتفق مع فيلق الرحمن على مقاتلة هيئة تحرير الشام".
ووفقاً لبيان فيلق الرحمن، فإنه "تم إرسال مندوب لمتابعة الأمر مع قيادة جيش الإسلام ووعدوا بأن لا يتقدموا إلى نقاط الفيلق بعد تبيان مندوب الفيلق أن المنطقة خالية من النصرة، ولكن نكث جيش الإسلام بوعوده...، واستغل جيش الإسلام الهجمة الشرسة من قوات الأسد على عين ترما ليسرف في عدوانه حتى وصل إلى حدود بلدة الإفتريس وتقدم داخلها وشن هجوماً واسعاً على بلدة بين سوا"، على حسب تعبير البيان.
وفي السياق نفسه، أوضح المتحدث باسم "فيلق الرحمن"، وائل علوان، في حديث مع "العربي الجديد"، أنه "عقب انشقاق عدد من كتائب أحرار الشام وانضمامها للفيلق، لضعف مشاركة الحركة في معارك شرق دمشق، فشعرت الهيئة (النصرة) بالخطر، لا سيما أن الأسبوع الماضي كان بينهم وبين الفيلق الكثير من المناوشات، فانسحبت من الأشعري كما كانت قد انسحبت من جميع المناطق التي كانت بها في القطاع الأوسط، وتجمعت في كنف أحرار الشام ومناطق نفوذهم". وأشار علوان إلى أن "جيش الإسلام لم يشن أي هجوم على مقرات جبهة النصرة بل كانت هجماته على مناطق فيلق الرحمن التي كان بها سابقا الهيئة، ولم يتوقف هجوم جيش الإسلام بالرغم من تبيان مندوب لفيلق الرحمن الأمر لأحد قيادي جيش الإسلام".
وبين علوان أن "هذه الهجمات ترافقت مع أشرس هجوم للنظام على جبهات الفيلق في عين ترما، حيث تصدى لها وكبد القوات النظامية خسائر فادحة، رغم أكثر من 30 غارة جوية و200 صاروخ فيل، وبالرغم من ذلك بقي إعلام الأحرار بالمزاودة وجيش الإسلام نسج قصص وجود اتفاق".
من جهته، دان "المجلس العسكري في دمشق وريفها"، في بيان وصل "العربي الجديد" نسخة منه، هجوم من وصفتهم بـ"بعض الفصائل التي تحسب نفسها على الثورة السورية" على مواقع ومقرات "الجيش السوري الحر" بحسب وصفه، في كل من "الأشعري وبيت سوى ومديرة". وقال إن أهل الغوطة الشرقية "لا يمكن أن يفسروا هذه الأفعال إلا بأنها خيانة لمبادئ الثورة السورية ومحاولة لإجبار الثوار الأحرار على الرضوخ للإملاءات الخارجية والأجندات اللاوطنية".
في موازاة ذلك، تواصل قوات النظام هجومها الشرس على بلدة عين ترما وجوبر وزملكا، عبر القصف الجوي والمدفعي في ظل محاولات التقدم. وأفاد ناشطون بأنه سقط قتيلان وعشرات الجرحى المدنيين بينهم عناصر للدفاع المدني، أمس الثلاثاء، جراء 5 غارات جوية على بلدتي عين ترما وزملكا وحزة، في حين يتواصل القصف المدفعي والصاروخي.
وترى مصادر معارضة في دمشق، طلبت عدم ذكر اسمها، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "ما يجري بين الفصائل في الغوطة الشرقية هو صراع على تركة هيئة تحرير الشام التي كانت تتواجد في بعض مناطق القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية، ويبدو أن جيش الإسلام كان الأسرع لوضع يده على آخر مناطقهم تلك في الأشعري، في حين لا يخفى على أحد الصراع بين الطرفين على السلطة في الغوطة، وسبق أن حدث أكثر من صدام بينهم، استعان في بعضها الفيلق بالهيئة والأحرار".
وتلفت المصادر إلى أن "هناك توجساً لدى الفصائل وعلى رأسهم الفيلق أن تطلق يد جيش الإسلام في الغوطة ويتصدر المشهد السياسي والعسكري، بعد توقيعه الاتفاق مع الروس، حتى إنه يوجد من يقول إنه عندما طرح على الهيئة خيار مغادرة الغوطة أو حل نفسها، اقترح البعص أن تسلم سلاحها إلى جيش الإسلام".
وقالت المصادر "أما القوات النظامية والمليشيات، وبدعم روسي، فيعملون بأقصى ما لديهم لفصل جوبر عن الغوطة الشرقية، باعتبارها حيا دمشقيا وخارج اتفاق تخفيف التصعيد في الغوطة، إضافة إلى أن لها أهمية أمنية لقربها من قلب العاصمة. ويضاف إلى ذلك الانتصار الإعلامي الذي يبحث عنه دائماً النظام لرفع معنويات جمهوره، لا سيما أن جوبر وطوال 4 سنوات كان حصناً منيعاً أمام تقدم قوات النظام التي تكبدت خسائر كبيرة لتقتحمه". وتلفت المصادر إلى أن "المعارك التي تنفذ حالياً هي تطبيق لخطة روسية تقضي بحصار جوبر وقطع خطوط إمداده من الغوطة الشرقية، ليتم الضغط على المقاتلين فيه للدخول في تسوية مع النظام أو ترحيلهم إلى الشمال السوري".