توقع تقرير متخصص صدر هذا الأسبوع في العاصمة النرويجية أوسلو، أن يحل الغاز الطبيعي محل النفط ليصبح المصدر الرئيس للطاقة في عام 2026، ليس في الولايات المتحدة وحدها بل في جميع أنحاء العالم.
وحسب تقديرات التقرير السنوي الصادر عن شركة "دي إن في ـ جي إل" النرويجية، فإنه من المتوقع أن ينمو الاستثمار العالمي في استخراج وصناعة الغاز الطبيعي إلى 1.13 تريليون دولار في عام 2025، وسط توقعات قوية للطلب على الطاقة النظيفة وزيادة منصات استقبال وتحويل الغاز المسال في كل من أوروبا وآسيا.
كما توقع التقرير، كذلك أن يتمكن الغاز الطبيعي من تلبية نسبة 25% من الطلب العالمي على الطاقة في عام 2050، مشيراً إلى أن الطلب على الغاز الطبيعي سيصل ذروته في عام 2034.
وحسب "دي إن في ـ جي إل" فإن النفط والغاز سيلبيان نسبة 40% من الطلب العالمي على الطاقة في عام 2050. وهو ما يعني أن الطلب على النفط سيقل تدريجياً ليحل محله الغاز الطبيعي وسط القوانين البيئية التي تعمل على منع التسخين الحراري.
ويحوز النفط والغاز الطبيعي من الطلب العالمي على الطاقة حالياً نسبة 53%. وتنشط صناعة البدائل للغازات الملوثة للبيئة في العديد من دول العالم الصناعية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "دي إن في ـ جي إل"، ليف أيه هوفن، في تقديمه للتقرير "منظورنا لمستقبل الطاقة يؤكد أن التحول من النفط إلى الغاز الطبيعي بدأ فعلاً". وأضاف أن الغاز سيواصل تقدمه على النفط خلال السنوات المقبلة حتى عام 2025.
وذكر التقرير النرويجي أن صادرات الغاز الطبيعي المسال من المتوقع أن تنمو بنسبة 50% في عام 2022.
وحسب التقرير فإن الطلب على النفط سيصل ذروته في عام 2023، وسط تزايد الطلب على الغاز الطبيعي. ولكن يبدو هذا التاريخ الذي لا يتجاوز خمس سنوات فقط لذروة الطلب على النفط أقرب كثيراً من توقعات سابقة، حيث إن تقديرات أخرى، ترى أن الطلب على البترول لن يصل الذروة قبل منتصف ثلاثينيات القرن الحالي.
في هذا الصدد ترى محللة الطاقة بصحيفة "وول ستريت جورنال"، سارة كينت، أن ذروة الطلب النفطي ستكون في السنوات بين 2035 ـ 2040.
يذكر أن أسعار الغاز الطبيعي شهدت ارتفاعاً خلال الصيف الجاري، في كل من آسيا، حيث شهد الطلب ارتفاعاً في كل من الصين وكوريا الجنوبية واليابان. كما بلغت أسعار الغاز الطبيعي في المملكة المتحدة أعلى مستوياتها في موسم الصيف، وسط ارتفاع الطلب في أوروبا، ومخاوف من تداعيات بريكست على إمدادات الغاز، وهو ما أدى إلى طلب أعلى من المتوقع.
وتشهد سوق الغاز الطبيعي في أوروبا مضاربات على عقود الغاز الطبيعي المستقبلية بسبب أزمة نقص المعروض في فصل الشتاء الماضي. كما أن هنالك مخاوف من عرقلة سياسات الحظر الأميركي على روسيا من التأثير على الإمدادات في المستقبل. وتشهد أوروبا انخفاضاً في مستوى مخزون الغاز الطبيعي في الوقت الحالي.