تأتي المنطقة العربية في عمق استراتيجية الغاز الإيرانية، لأنها تجمع بين الربح المادي والربح السياسي. ولذا تأتي العراق في أولى أجندة الاستراتيجية، وهذا ما يفسر الصرف اللا محدود على النظام في العراق، منذ أيام الرئيس نوري المالكي، وإلى الآن.
وبالتالي فإن منشآت تصدير الغاز الإيراني إلى العراق باتت جاهزة ولا شيء يوقف ضخ الغاز إلى المنازل العراقية سوى المخاوف من تنظيم الدولة الإسلامية " داعش" حسب محللين.
في هذا الصدد، قال المسؤول عن شؤون التصدير بالشركة الوطنية للغاز، علي رضا كاملي، في تصريحات نقلتها وكالة "فارس" الإيرانية، إنه أجرى مفاوضات مع كل من الكويت والبحرين وسلطنة عمان لإمدادها بالغاز الطبيعي.
وحسب كاملي، فإن إيران تعطي أولوية في المدى القصير لتصدير الغاز إلى المنطقة ثم بعدها ستتفرغ لأوروبا. ويقول في هذا الصدد: " إيران بإمكانها تصدير الغاز إلى دول الخليج عبر إنشاء أنبوب بطول 200 كيلو متر فقط، فيما تحتاج إلى أنبوب بطول 4 آلاف كيلومتر لتصديره إلى أوروبا".
وهذا يعني أن إيران تركز على تصدير الغاز إلى أوروبا عبر البحر المتوسط من لبنان، أكثر من تفكيرها في التصدير عبر تركيا التي تنافسها النفوذ في المنطقة العربية.
من جانبه، قال المدير العام لشركة الغاز الوطنية الإيرانية، حامد رضا عراقي، في أبريل/ نيسان الماضي، إن إيران تتطلع إلى تصدير الغاز الطبيعي إلى الكويت وذلك في معرض تأكيده خططاً لبدء التصدير إلى العراق الذي توقف بسبب المخاوف من تنظيم الدولة الإسلامية" داعش".
وحسب الاستراتيجية الإيرانية " ستتفرع من العراق الخطوط الأخرى إلى سورية والكويت". وتشير تقارير متخصصة إلى أن الكويت تعتبر من أكبر مستوردي الغاز المسال في المنطقة، حيث تقدر الكميات التي تستوردها سنوياً بحوالي 2.1 مليونَي طن .
اقرأ أيضاً: إيران تدعّم اقتصادها عبر بغداد
وكان وزير النفط الكويتي، علي صالح العمير، قد قال في يونيو/حزيران من العام الماضي إن بلاده تتطلع إلى توقيع اتفاق مع إيران للحصول على إمدادات من الغاز الطبيعي الذي تشتد الحاجة إليه.
وكان وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، قد زار الكويت مؤخراً، وليس معروفاً ما إذا كان مشروع تصدير الغاز الإيراني بين أجندة المفاوضات التي أجراها مع مسئولين كويتيين أم لا.
وبحسب وكالة فارس، فإن مفاوضات طهران وبغداد حول الغاز تستهدف تصدير الغاز الإيراني إلى سورية ولبنان ومنها إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، حيث تعتبر إيران أن الخطوة الأولى نقل الغاز الإيراني عبر الأنبوب رقم 6 من محافظة إيلام غربي إيران إلى العراق، لتزويد محطتي الكهرباء في بغداد والمنصورة.
وكان مدير الشؤون الدولية بالشركة الوطنية الإيرانية للغاز، عزيز الله رمضاني، قد ذكر في وقت سابق، أن المعدل اليومي لتصدير الغاز الإيراني للعراق سيبلغ نحو 4 ملايين متر مكعب ليصل بالنهاية إلى 25 مليون متر مكعب، وصولاً إلى 35 مليون متر مكعب.
وأشار رمضاني إلى أن إيران ستورد الغاز لمحطات البصرة أيضا، ليبلغ إجمالي الصادرات 70 مليون متر مكعب، ليصبح العراق بذلك أكبر مستورد للغاز الإيراني.
وفي حال اكتمال هذه الخطة، فستكون الكهرباء ووقود التدفئة والطبخ بيد طهران، مما يعني أن طهران ستسيطر بشكل مباشر على حياة المواطن العراقي.
ولدى العراق القليل من الغاز غير المصاحب، ويحتاج إلى الغاز بشدة لتلبية احتياجات توليد الكهرباء وحقن آبار النفط حتى تتمكن من زيادة إنتاجيتها وذلك إضافة إلى غاز الطبخ.
ويعمل العراق على زيادة إنتاجيته من الغاز، ولكن الإنفاق الكبير على الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية يجعله دولة شبه مفلسة لا تستطيع الإنفاق على تطوير مكامن الطاقة.
اقرأ أيضاً: حملة عراقية لمقاطعة منتجات إيران