18 أكتوبر 2024
الغارة الإسرائيلية على القنيطرة
استهدفت طائرة مروحية إسرائيلية مجموعة من كوادر حزب الله اللبناني في مزرعة الأمل في القنيطرة السورية في الجولان. وبعد ساعات على إذاعة الخبر، أصدر الحزب بياناً أكد فيه سقوط عدد من كوادره في الغارة، بينهم نجل المسؤول العسكري السابق للحزب، جهاد عماد مغنية، ومسؤول آخر قيل إنه مسؤول وحدة الرضوان العاملة في سورية والعراق. وفي اليوم نفسه، أعلنت جبهة النصرة في سورية عن إسقاط طائرة عسكرية سورية قرب مطار أبو الظهور العسكري في ريف إدلب، ولاحقاً، اعترفت الحكومة السورية بسقوط الطائرة في تلك المنطقة، ومقتل كل من كانوا على متنها من دون أن تكشف رتبهم، وعزت السبب إلى سوء الأحوال الجوية، وقد قيل، أيضاً، إن من بين قتلى الطائرة ضباطاً إيرانيين، لم يكشف عن أسمائهم ولا عن مسؤولياتهم. وسرت شائعات أن قتلى الحزب والضباط الإيرانيين سقطوا في إدلب ولم يسقطوا في القنيطرة، خصوصاً وأن الحكومة الإسرائيلية لم تعلن رسمياً مسؤوليتها عن الغارة على مزرعة الأمل في القنيطرة. وبغض النظر عن كل هذه التفاصيل، يبقى المهم في الجانب السياسي منها. وهنا، يبدر السؤال: لماذا أقدمت إسرائيل على هذه العملية في هذا التوقيت، وهي التي تعلم بوجود حزب الله في تلك المنطقة منذ زمن؟ ومن الذي كشف عن وجود هذا الوفد الرفيع والقيادي في هذا الوقت في تلك المنطقة، ما سمح لإسرائيل باغتياله؟
تفتح الإجابة على السؤالين النقاش على كثير من مستقبل الأيام المقبلة في سورية، وعلى حدود الحل السياسي وإمكانات نجاحه أو فشله.
المعروف أن روسيا وجّهت الدعوة لأطراف النزاع في سورية من نظام ومعارضة لحضور مؤتمر للحوار في موسكو في السادس والعشرين من الشهر الجاري من أجل الحل السياسي، والذي بات معروفاً أيضاً أن روسيا باتت مع هذا الحل، بعد التفويض الأميركي، على قاعدة أن يبقى النظام ويرحل الأسد، إلا أن الجهة التي ما تزال تعارض هذا الحل، فضلاً عن بعض المعارضة السورية، هي إيران، وتالياً ذراعها في سورية حزب الله، وقد نقلت وسائل الإعلام في لبنان أن أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، عندما استقبل مساعد وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، في السادس من ديسمبر/كانون أول الماضي، أبلغه بوضوح
وصراحة أن الأسد خط أحمر، أي أن إيران وحزب الله لن يقبلا بالخطة الروسية للحل السياسي التي تقضي ببقاء النظام ورحيل الأسد، وتالياً، هما سيعرقلان هذا الحل على طريقتهما، خصوصاً وأنهما يتحكمان بالأرض بشكل كبير، بالنظر إلى الانتشار الواسع الذي ينفذه حزب الله، وأتباع حلفاء إيران الآخرين، في أكثر من منطقة أساسية في سورية. فهل تكون هذه الغارة دفعة روسية على الحساب مع إيران وحزب الله؟ بمعنى هل هي الرد على الخط الأحمر الذي رسمه نصرالله لبوغدانوف؟
تشير دلائل في العمليات الميدانية إلى أن معرفة القوات الاسرائيلية بوجود تلك الكوادر في هذه المنطقة كانت عبر أوساط في النظام السوري نفسه. بمعنى آخر، أن المعلومة وصلت من جهات في النظام عبر وسيط ثالث. وهنا، نستحضر الدور الروسي الذي له صلات قوية مع ضباط النظام العديدين الذين أجروا دورات لهم في روسيا، أو الاتحاد السوفياتي السابق، ونستحضر، أيضاً، رفض الحل الروسي السياسي للأزمة السورية، والدور الروسي المتراجع في سورية تدريجياً، لصالح إيران أساساً. كما وأن المؤشرات السياسية تقول إن "إسرائيل" أخذت ضوءاً أخضر من أطراف دولية مؤثرة، للقيام بهذه العملية، جزءاً من رسالة دموية إقليمية دولية لحزب الله وإيران، بالنظر إلى وقوفهم في وجه الحل السياسي على الطريقة الروسية، في حين أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وجد فيها إنجازاً نوعياً لحكومته وحزبه، وهو على أبواب انتخابات نيابية مبكرة في مارس/آذار المقبل. لكن السؤال المهم المتبقي يظل: هل ستدفع هذه الرسالة، إن صحّت بهذه الطريقة، إيران، إلى تغيير موقفها من طريقة الحل المطروحة للأزمة السورية؟ أم ترى هل ترد عليها بطريقة أخرى تزيد المشهد تعقيداً؟
تفتح الإجابة على السؤالين النقاش على كثير من مستقبل الأيام المقبلة في سورية، وعلى حدود الحل السياسي وإمكانات نجاحه أو فشله.
المعروف أن روسيا وجّهت الدعوة لأطراف النزاع في سورية من نظام ومعارضة لحضور مؤتمر للحوار في موسكو في السادس والعشرين من الشهر الجاري من أجل الحل السياسي، والذي بات معروفاً أيضاً أن روسيا باتت مع هذا الحل، بعد التفويض الأميركي، على قاعدة أن يبقى النظام ويرحل الأسد، إلا أن الجهة التي ما تزال تعارض هذا الحل، فضلاً عن بعض المعارضة السورية، هي إيران، وتالياً ذراعها في سورية حزب الله، وقد نقلت وسائل الإعلام في لبنان أن أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، عندما استقبل مساعد وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، في السادس من ديسمبر/كانون أول الماضي، أبلغه بوضوح
تشير دلائل في العمليات الميدانية إلى أن معرفة القوات الاسرائيلية بوجود تلك الكوادر في هذه المنطقة كانت عبر أوساط في النظام السوري نفسه. بمعنى آخر، أن المعلومة وصلت من جهات في النظام عبر وسيط ثالث. وهنا، نستحضر الدور الروسي الذي له صلات قوية مع ضباط النظام العديدين الذين أجروا دورات لهم في روسيا، أو الاتحاد السوفياتي السابق، ونستحضر، أيضاً، رفض الحل الروسي السياسي للأزمة السورية، والدور الروسي المتراجع في سورية تدريجياً، لصالح إيران أساساً. كما وأن المؤشرات السياسية تقول إن "إسرائيل" أخذت ضوءاً أخضر من أطراف دولية مؤثرة، للقيام بهذه العملية، جزءاً من رسالة دموية إقليمية دولية لحزب الله وإيران، بالنظر إلى وقوفهم في وجه الحل السياسي على الطريقة الروسية، في حين أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وجد فيها إنجازاً نوعياً لحكومته وحزبه، وهو على أبواب انتخابات نيابية مبكرة في مارس/آذار المقبل. لكن السؤال المهم المتبقي يظل: هل ستدفع هذه الرسالة، إن صحّت بهذه الطريقة، إيران، إلى تغيير موقفها من طريقة الحل المطروحة للأزمة السورية؟ أم ترى هل ترد عليها بطريقة أخرى تزيد المشهد تعقيداً؟