العيد للأطفال في الأردن.. مراجيح وفقاقيع و"عيدية"

عمّان

محمد الفضيلات

avata
محمد الفضيلات
07 يوليو 2016
+ الخط -


بين ليلة وضحاها، تحولت ساحة مهملة في حي فقير بالعاصمة الأردنية عمّان، إلى مدينة ألعاب يتزاحم الأطفال فيها بسعادة وهم يرتدون ملابسهم الجديدة، ويصطفون في طوابير منتظرين دورهم لركوب المراجيح الخشبية والمعدنية، أو امتطاء صهوة حصان أو حتى حمار، ابتهاجا بالعيد الذي يستقبله الأردنيون سنويا بعبارة "العيد للأطفال".

بلغة الكبار، يصف الطفل سامر جابر، وهو يتقاضى من الأطفال النقود يوم العيد، بـ"الموسم". سامر البالغ من العمر 13 عاماً، مسؤول عن إحدى المراجيح التي وضعها والده في الساحة. هو لا يرى أن عمله خلال العيد يمثل انتهاكا لطفولته، ولا يعرف أصلاً معنى كلمة انتهاك، يقول "هذه المرجيحة لنا. باقدر ألعب وقت ما بدي بدون ما أدفع، بس اللي بدهم يلعبوا على المرجيحة لازم يدفعوا".
"ألعاب الفقراء" التي تظهر خلال أيام العيد فقط، إحدى الظواهر المنتشرة في أحياء الأردن الفقيرة والمناطق البعيدة عن المدن الرئيسية التي لا تتوافر فيها مراكز ترفيه حديثة وحدائق عامة.
يحدد سامر مدة بقاء الأطفال على المرجيحة بالمقابل النقدي الذي يدفعونه، وهو كما غيره من الأطفال العاملين في مدينة الألعاب تلك، لا يضع حداً أدنى مقابل اللعب، يقول "كل واحد بيلعب بقد ما بده. حتى لو بده يلعب بشلن (5 قروش) بالاعبه".

الطفلة رانيا عبد الرزاق (6 سنوات)، كانت تخطط بعدما انتهت من اللعب على المرجيحة لركوب الحصان، لكنها مترددة، وبخجل تقول "باخاف أوقع". رانيا التي ارتدت فستانا ورديا، تشعر بالسعادة بعد أن حصلت على "العيدية" من عائلتها وأقاربها، وسمحت لها والدتها بالحضور للعب، تحدثت عن خططها باندفاع قبل أن تنطلق راكضة مع أشقائها "معي مصاري كثير بدي ألعب على كل الألعاب، وبعدين بدي أروح على المطعم واشتري لعبة فقاقيع".
في الأحياء الفقيرة لا ينحصر وجود ألعاب العيد التي تفتقر إلى أبسط شروط السلامة، في الساحات، بل تنتشر الألعاب حتى في الشوارع الفرعية الضيقة، وأحياناً على أرصفة الشوارع الرئيسية المزدحمة بالسيارات، ما يجعل الوصول إليها واللعب عليها محفوفاً بالمخاطر والمفاجآت.
خلال الساعات الأولى من أول أيام العيد كانت حركة الأطفال في الطرقات أكثر نشاطاً، بعد حصولهم على العيديات التي يمنحها لهم الأهل والأقارب والتي تحولهم إلى أثرياء صغار وتؤهلهم للشراء واللعب، لكن تتراجع وتيرة العيد تدريجياً بعد أن ينفق الأطفال ما حصلوا عليه من نقود، ليفقد البهجة وتنحصر ملامحه في الملابس الجديدة وما تبقى من ألعاب اشتراها أو حصل عليها الأطفال.

دلالات
المساهمون