شكّلت العيادات الطبية المتنقلة في الآونة الأخيرة، ملاذاً للاستطباب بالنسبة إلى الكثير من النازحين والفقراء في سورية، والذين لا يملكون المال الكافي للذهاب إلى طبيب أو مشفى خاص، ولا تتوفر في مناطقهم المشافي المجانية.
ويتكون فريق العيادة المتنقلة في معظم الأحيان من طبيب عام وممرض ومُدخل بيانات ومتطوع، ووفقاً لحيان عز الدين، وهو متطوع يعمل مع إحدى العيادات "يقوم الطبيب العام في العيادة بتشخيص الأمراض من مختلف الاختصاصات، إذ يندر وجود أطباء متخصصين في المناطق التي تجوبها العيادة".
وتعد منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر؛ الموفّر الرئيسي لهذا النوع من العيادات في سورية، والتي تم تقديمها كحلٍ مؤقت إثر تضرر وتوقف عمل الكثير من المنشآت الصحية بسبب العمليات العسكرية الدائرة.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أعلنت أنها زوّدت منظمة الهلال الأحمر بتسع عيادات متنقلة، وأنها موزعة اليوم في سبع محافظات مختلفة في سورية، وأنها تقوم بمدها باحتياجاتها بشكل دوري، مشيرة إلى أن عدد المستفيدين منها يصل إلى سبعة آلاف شخص شهرياً.
ويتركز عمل القسم الأكبر من العيادات المتنقلة في مناطق سيطرة النظام السوري، وتجول الواحدة منها بين عدد من القرى والمناطق النائية وأماكن تجمع النازحين على مدار الأسبوع، وتقدم خدماتها الطبية لكل منطقة طوال يوم كامل.
وأوضح عز الدين أن "عيادة القنيطرة كمثال تجول بين ثمانية تجمعات في المحافظة، وأن أبرز الأمراض المسجلة في الفترة الماضية هي الأنفلونزا وما يرافقها من التهابات تنفسية"، ويلفت إلى أن "معظم الأدوية يتم صرفها بشكل مباشر من العيادة بإشراف الطبيب، وهي أهم الأسباب التي تدفع الناس للتوافد إليها، فمعظمهم لن يشتري الدواء لولا تقديمه مجاناً لأنهم لا يملكون ثمنه".
ويضيف "ما يعود بنا إلى البيت هو انتهاء وقت الدوام وليس العمل، لا تزال الاحتياجات الطبية للناس أكبر من المتوفر لهم".
اقرأ أيضاً: عودة أنفلونزا الخنازير إلى سورية