العملة اليمنية تتهاوى أمام الدولار وتتخطى عتبة 800 ريال

31 اغسطس 2020
شركات صرافة أعلنت التوقف عن البيع والشراء بالعملات الأجنبية (فرانس برس)
+ الخط -

واصلت العملة اليمنية سلسلة تهاويها أمام العملات الأجنبية، وشهدت خسائر جديدة بنحو 7% من قيمتها خلال أسبوعين، لتبلغ خسائرها نحو 34% من قيمتها منذ مطلع العام الجاري، بعد أن تخطى الدولار عتبة 800 ريال.

وأكد صيارفة ومتعاملون لـ"العربي الجديد" أن سعر الريال انخفض في العاصمة المؤقتة عدن (جنوب)، حيث مقر الحكومة المعترف بها، إلى 802 ريال مقابل الدولار، الاثنين، من 750 ريالا للدولار منتصف أغسطس/ آب، فيما يتوقع محللون وخبراء أن يشهد الريال اليمني انهيارا متسارعا وأن يتجاوز سعر صرف الدولار حاجز ألف ريال خلال شهر سبتمبر/أيلول.

وتسبب التهاوي الجديد للعملة اليمنية في حالة من الهلع بالأسواق ولدى المواطنين، مع مخاوف من خروج الوضع عن السيطرة، نتيجة الشلل في مؤسسات الحكومة، على خلفية الصراع مع المجلس الانتقالي الجنوبي الداعي للانفصال والمدعوم من دولة الإمارات.

وأعلن تجار في مدينتي عدن جنوبي البلاد،  وتعز، جنوب غرب، عن إضراب شامل ابتداء من الاثنين، احتجاجا على التهاوي المتسارع للعملة الوطنية وانعكاسات هذا التهاوي على أسعار السلع من المواد الغذائية والأجهزة الإلكترونية، خصوصا أن  اليمن يعتمد على استيراد معظم المواد الغذائية والدوائية والإلكترونية من الخارج.

وقالت مصادر تجارية لـ"العربي الجديد" إن شركات الصرافة في مدينة عدن أعلنت التوقف عن البيع والشراء بالعملات الأجنبية في ظل حالة عدم اليقين، فيما بدأ تجار أجهزة الهاتف النقالة في مدينة تعز إضرابا شاملا منذ صباح الاثنين .

والتزمت الحكومة الشرعية الصمت ولم تخرج بأي تصريح رسمي عن تهاوي العملة والمعالجات الممكنة، فيما يؤكد خبراء أن الحكومة معطلة ولا تمتلك أية معالجات لوقف انهيار الريال.

وأكد أستاذ الاقتصاد في جامعة عدن يوسف سعيد أن على الحكومة أن تطلب دعما دوليا ووديعة نقدية جديدة من السعودية، وقال في تصريحات لـ"العربي الجديد" إنه "ينبغي على الحكومة مصارحة الأشقاء بحقيقة الوضع الاقتصادي والمالي الذي لم يعد يحتمل، ومطالبتهم بتقديم قرض لتعزيز الاحتياطيات الخارجية للدولة لدى البنك المركزي.

وأضاف أنه "يجب تجديد الوديعة السعودية بقيمة مليار دولار لتسهيل استيراد السلع الغذائية الأساسية".

و حذر برنامج الأغذية العالمي، مطلع أغسطس/آب، من أن يؤدي النقص المتوقع في العملات الأجنبية في اليمن إلى مزيد من انخفاض قيمة الريال اليمني، وانعكاسات ذلك في تعطل واردات الأغذية ومدفوعات الرواتب، والضغط التصاعدي على أسعار الغذاء والوقود .

وخسرت العملة اليمنية نحو 274 بالمائة من قيمتها منذ بداية الحرب في البلاد، حيث تراجعت من 215 ريالا للدولار مطلع عام 2015، إلى 800 ريال للدولار  بنهاية أغسطس، مع توقعات بأن تبلغ خسائر الريال اليمني نحو 367% من قيمته خلال شهرين.

ويتوقع خبراء في الاقتصاد أن يتراجع سعر الريال اليمني بشكل كبير في الأيام والأسابيع المقبلة، وأن يتعدى سقف ألف ريال مقابل الدولار الأميركي الواحد، وأن ينعكس تهاوي العملة في ارتفاع أسعار السلع بنسب متفاوتة.

المساهمون