العرض العسكري الروسي: بوتين واتهامه بمحاول قتل مواطنين

سامر إلياس

avata
سامر إلياس
24 يونيو 2020
82089721-46CE-43E0-936B-12F56788CE34
+ الخط -
طالب معارض سياسي روسي لجنة التحقيق بفتح قضية جنائية بحق الرئيس فلاديمير بوتين، واتهمه بمحاولة الشروع بقتل اثنين أو أكثر من المواطنين، بعد توقيعه على مرسوم يسمح بتنظيم عروض عسكرية بمناسبة ذكرى النصر على النازية، وتحديد موعد للتصويت على تعديلات دستورية تتيح له البقاء حتى 2036. وجاء الطلب في وقت يتواصل فيه الجدل حول أهمية تنظيم العروض العسكرية في روسيا اليوم الأربعاء، بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين للانتصار على النازية، وإجراء التصويت على التعديلات الدستورية بداية الشهر المقبل، رغم استمرار معدلات الإصابة بفيروس كورونا عند نحو ثمانية آلاف حالة يوميا. في ظل مخاوف وتحذيرات من ارتفاع أعداد المصابين بعد تنظيم هذه الفعاليات.
نقل موقع "أتكريتويه ميديا"، عن المعارض اليميني المعروف، ليونيد غوزمان، والذي كان عضوا قياديا في حزب "اتحاد القوى اليمينية"، والمدير السابق للمشاريع الإنسانية في شركة "روس نانو" الحكومية، أنه تقدم بطلب إلى لجنة التحقيق الروسية من أجل "رفع قضية جنائية ضد المواطن الروسي فلاديمير بوتين بتهمة التحضير لجريمة قتل اثنين أو أكثر"، وفق فقرات من قانون العقوبات الروسي، موضحاً أن "إجبار المواطنين على المشاركة في الاستعراض العسكري والتصويت في ظل انتشار جائحة عالمية قاتلة يعدّ جريمة".
وقد تصل العقوبة وفقا لفقرات القانون الجنائي التي استند إليها المعارض اليميني إلى السجن ما بين 8 و20 سنة، وربما السجن مدى الحياة.
وفي الدعوى الموجهة إلى لجنة التحقيق، يشير غوزمان إلى أنه "وفقا لمرسوم بوتين، سيتم تنظيم عروض يوم النصر والتصويت على التعديلات الدستورية أثناء انتشار جائحة عالمية، وفي ذات الوقت فإن الرئيس يعلم أن مخاطر انتشار المرض ما تزال قائمة، ولهذا يواصل العمل عن بعد"، مشدداً على أن "العرض العسكري والتصويت أثناء انتشار الوباء لا يعدان إجراءين ضروريين لحماية مصالح المواطنين وأمن البلاد... وفي أثناء التصويت والعرض العسكري لا يمكن تجنب انتقال العدوى، ونظرا للوفيات الكبيرة جراء العدوى فإن عددا من الذين سينتقل إليهم المرض سيموتون".
وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية، لفت غوزمان إلى أن بوتين قرر سابقا تأجيل مواعيد العرض العسكري والتصويت بسبب مخاطر العدوى وانتشار المرض، مشددا على أنه في ظل استمرار الجائحة في روسيا، بدليل عدد الإصابات اليومية والوفيات المسجلة، وتحذيرات من موجات جديدة؛ فإنه من الضروري وقف هذه النشاطات الخطيرة التي قد تتسبب في وفيات كثيرة. ومع إعرابه عن الأسف لأن لجنة التحقيق سوف "تسوق حججا من أجل عدم فتح قضية جنائية ضد بوتين"، وأن حظوظ محاسبته أو منعه من تنظيم العرض والاستفتاء شبه معدومة، إلا أن المعارض اليميني أكد أن "واجبه الوطني يحتم عليه إبلاغ السلطات وتحذيرها من جريمة سترتكب".
وفي 17 يونيو/ حزيران الجاري، تقدم عدد من أعضاء برلمان مدينة موسكو بطلب إلى المحكمة الدستورية العليا في روسيا من أجل إلغاء مرسوم بوتين حول تنظيم التصويت. وأكد يفغيني ستوبين عضو البرلمان في العاصمة الروسية عن المعارضة أنه تقدم بالطلب مع زملائه أوليغ شيرميتوف، والخبير السياسي فاليري سولوف والمحامي سيرغي بوتشاروف، موضحا أن السبب هو وفاة عشرات وأحيانا مئات الناس بسبب استمرار انتشار الفيروس، وخلص في صفحته على "فيسبوك" أن "تنظيم التصويت في هذه الظروف يعد جريمة، وإلغاء مرسوم بوتين ينقذ كثيرا من الأرواح".
وفي لقاء عن بُعد مع بعض الأطباء والعاملين في القطاع الصحي، أعلن بوتين مساء الجمعة الماضية قبل أيام من العرض العسكري أن انتشار فيروس كورونا في البلاد يتراجع ويجب أن نعمل على الانتهاء منه في جميع المناطق والأقاليم بالاستفادة من تجربة مدينة موسكو، ولكنه طالب عمدة المدينة سيرغي سوبيانين بالمحافظة على الأسرة الإضافية التي تم استحداثها لمرض كورونا للتحوط "لأي ظرف في خريف هذا العام أو العام المقبل".

وكشفت غرفة العمليات الخاصة بمحاربة انتشار فيروس كورونا في روسيا في تقريرها يوم الأحد عن رصد 968 إصابة مؤكدة في موسكو خلال الساعات الـ24 الماضية، مشيرة إلى أن عدد الإصابات تراجع للمرة الأولى في العاصمة إلى أقل من ألف (مقابل 1057 إصابة في اليوم السابق)، وذكرت أن إجمالي عدد المصابين بالفيروس وصل إلى 213946 حالة، بينها 3597 وفاة، لكن الغرفة أكدت أن أعداد الوفيات في تراجع وسجلت تراجعا الأحد إلى 32 حالة مقابل 34 ليوم السبت.

ولكن معدلات الإصابة ما تزال مرتفعة في عدد من المناطق والجمهوريات الروسية وارتفع عدد الإصابات الأحد بنحو 7700، ليرتفع إلى 584680، من ضمنها 236858 حالة نشطة، وحسب السلطات الصحية تراجع عدد الوفيات إلى أدنى مستوى منذ 25 مايو/ أيار الماضي عند 109، وتجاوز عدد الوفيات الإجمالي 8111. ورغم التحسن الملموس في المؤشرات فإن كثيرا من الأطباء والخبراء أعربوا عن تخوفهم من "نكسة" بعد العروض العسكرية، والاحتفالات التي تليها، وكذلك التصويت على التعديلات الدستورية، وخاصة في ظل عدم وجود أسرة إضافية في كثير من الأقاليم والمناطق.

وقبل أيام على تنظيم العرض العسكري الضخم بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين للنصر، الذي تأجل سابقا من يوم 9 مايو ليتزامن الموعد الجديد مع ذكرى أول عرض عسكري رعاه الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين في 24 يونيو/ حزيران 1945، كشفت وسائل إعلام معارضة أنه تم إخضاع نحو 80 من المحاربين القدامى الذين سيحضرون بالقرب من بوتين في منصة الشرف لحجر صحي في إحدى مصحات الاستجمام قرب موسكو، وسيخضعون، إضافة إلى جميع المدعوين لحضور العرض، لفحوص تثبت عدم إصابتهم بكورونا.

وفي ظل مخاوف من انتشار كورونا، قررت 35 مدينة روسية عدم تنظيم عروض عسكرية بمناسبة ذكرى النصر، أو تنظيمه من دون جمهور. وفي المقابل، فإن 28 مدينة مجبرة على تنظيم عرض يوم النصر بناء على قرار من وزارة الدفاع بضرورة إجراء العروض في بعض المدن البطلة (لقب يمنح للمدن التي تصدت للقوات الألمانية النازية وقاومت في شكل بطولي، وتلك القريبة من مقار القيادة للقوات البرية والجوية والبحرية).

ذات صلة

الصورة
بايدن وزيلينسكي أثناء مشاركتهما بقمة حلف الأطلسي بواشنطن، 11 يوليو 2024 (Getty)

سياسة

ارتكب الرئيس الأميركي جو بايدن هفوة جديدة، الخميس، خلال قمة لحلف شمال الأطلسي في واشنطن، بتقديمه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنّه الرئيس بوتين
الصورة

سياسة

انتشر اسم تاجر الأسلحة الروسي، فيكتور بوت، خلال اليومين الماضيين على قنوات تليغرام وحسابات على منصة إكس كقائد جديد محتمل لمجموعة فاغنر خلفاً لزعيمها، يفغيني بريغوجين، الذي قُتل مساء الأربعاء الماضي مع عدد من قادة المجموعة
الصورة

سياسة

نشرت وكالة "أسوشييتد برس" تقريراً اليوم الجمعة، كشفت فيه تفاصيل تعرّض معارضي الكرملين على مرّ السنوات السابقة لهجمات وعمليات قتل، كان آخرها مقتل زعيم مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين الأربعاء.
الصورة

سياسة

بعد مرور نحو 24 ساعة على مقتل مؤسس شركة "فاغنر" العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين، مساء أمس الأربعاء، خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن صمته، واصفاً الواقعة بأنها مأساة، لكن خبراء ومحللين يرون أن بوتين متورط في عملية اغتيال رئيس المجموعة.
المساهمون