وبيّن ضابط في قيادة عمليات الجيش بالأنبار أنّ "القوات العراقية بدأت منذ أيام جهودا لجمع معلومات استخبارية دقيقة عن الأماكن التي يختبئ فيها عناصر داعش بصحراء الأنبار"، مشيراً إلى التركيز على مناطق معينة مثل وادي حوران، ومعيلة، وقرى أخرى غربي المحافظة.
ولفت الضابط، الذي تحفظ عن ذكر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى "الاستعانة بسكان محليين في تلك المناطق لتقديم المعلومات بشأن تحركات الإرهابيين"، موضحاً أنّ "هذه المعلومات تسهل قصف مواقع اختباء داعش بشكل دقيق".
وأضاف "كما استعانت القوات العراقية بالعشائر التي تقطن في المناطق المحاذية للصحراء الغربية"، مبيناً أنّ "العشائر تمتلك خبرة في خوض معارك مع داعش في المناطق الصحراوية الوعرة".
إلى ذلك، قال عضو مجلس محافظة الأنبار فرحان الدليمي، في تصريح صحافي، إن وجود جيوب لتنظيم "داعش" في الصحراء يهدد الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، ومن بينها الأنبار، مطالباً الحكومة الاتحادية في بغداد بإنهاء وجود التنظيم الإرهابي من خلال تكثيف الجهد الأمني.
واعتبر أنّ "وجود التنظيم يقلل فرص الاستثمار في المناطق الصحراوية لأن هذا الوجود يبعث بإشارات سلبية للشركات التي ترغب بالاستثمار"، لافتاً إلى أنّ "القوات العراقية تقوم بين الحين والآخر بقتل العشرات من عناصر داعش".
وفي السياق، رأى الخبير في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي، أنّ "القناعة بضرورة إصلاح حملات ملاحقة فلول "داعش"، ومفارز شبكات التنظيم في الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى قد تأكدت"، مبيناً أنّ "هذه القناعة أسفرت عن ثلاث حملات لملاحقة التنظيم بإسناد من طيران التحالف الدولي".
وبين أن هذه الحملات اعتمدت على القوات الخاصة والمعلومات الاستخبارية بهدف تمكين الأمن والاستقرار، معتبراً أن ذلك تعزز بقرار السلطات العراقية تسليح عشائر 50 قرية في نينوى.
كما رأى أن "الجهد الاستخباري لا يمكن أن ينجح من دون وجود جهد حكومي لمكافحة آفتي الفساد والإرهاب".
وقال قائد عمليات الجيش في نينوى اللواء نجم الجبوري، أمس الجمعة، إنّ السلطات العراقية "قررت تسليح العشائر في 50 قرية بنينوى من أجل صدّ الهجمات الإرهابية"، مؤكداً، في بيان، أنّه "عقد اجتماعاً مع شيوخ المناطق النائية، أوعز بعده رئيس أركان الجيش بتسليح هذه القرى، لتدافع عن نفسها ضد أي هجمات محتملة يمكن أن تنفذها مجموعات صغيرة هنا وهناك".
وعلى الرغم من إعلان رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي تحرير المدن العراقية جميعاً من سيطرة "داعش" في يوليو/تموز الماضي، إلا أن مناطق شمال وغربي البلاد لا تزال تتعرض لهجمات متفرقة يشنها عناصر التنظيم الإرهابي.