العراق: وعود عربيّة مشروطة بدعم مفتوح للعبادي

05 ديسمبر 2014
لقاء الفيصل والعبادي جرى بترتيب من كيري(ايمانويل دونوند/فرانس برس)
+ الخط -

كشف مسؤول حكومي عراقي رفيع عن تلقي بغداد وعوداً عربية بالحصول على دعم مالي وعسكري لمواجهة تنظيم "داعش"، مقابل استمرار العبادي في عملية الإصلاح السياسي داخل العراق وخارجه، فضلاً عن تحقيق المصالحة الوطنية وتنفيذ المطالب المشروعة للعشائر التي انتفضت بوجه حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.

وقال المسؤول الذي يشغل منصباً رفيعاً في حكومة العبادي، لـ"العربي الجديد"، خلال اتصال هاتفي من العاصمة البلجيكية بروكسل، إن "أربع دول عربية، واحدة منها خليجية، وعدت العبادي بدعم مباشر ومفتوح مادياً وعسكرياً وسياسياً لمواجهة مشاكله الداخلية، وأبرزها تنظيم داعش، في حال استمرت عجلة الإصلاح التي أطلقها الأخير منذ تسلّمه السلطة".

وأكد المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن "وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل سيزور بغداد قريباً للإعلان عن فتح صفحة جديدة بين البلدين، وفقاً لاجتماع جرى على هامش مؤتمر بروكسل لمكافحة الإرهاب بين العبادي والفيصل وبترتيب مسبق من وزير الخارجية الأميركي، جون كيري".

وأشار المصدر إلى أن "ممثلين عن تلك الدول أكدوا، وبشكل مباشر، على استعدادهم لمساعدة العراق مالياً لتجاوز أزمته الحالية من دون اللجوء إلى إعلان خطة التقشف الوطنية التي كشف عنها العبادي".

لكنهم، وفقاً للمصدر نفسه، طالبوا بـ"إصلاح ما خلّفه المالكي من دمار جراء سياسته الطائفية والعنصرية بين الطوائف العراقية المختلفة. وهو ما أكد عليه العبادي في حديثه مع بعض ممثلي تلك الدول بقوله إن عملية الإصلاح مستمرة، وقد تأخذ وقتاً لكنها ستتحقق في النهاية ولن يكون العراق ضمن أي محور مضر بمصالح دول المنطقة".

وحول ذلك، يقول المحلل السياسي العراقي، فؤاد علي، لـ"العربي الجديد"، إن "دولاً عربية مهمة بدأت بأولى خطوات سحب العراق من الحلف السوري ـ الإيراني ـ الروسي، وبدعم أميركي واضح".

ويشير إلى أنه "من المتوقع أن يشهد الموقف العراقي من نظام بشار الأسد تحولات كبيرة تصبّ في صالح الموقف العربي من القضية السورية". وبينما يوضح أن التحولات "لن تكون عدائية من نظام الأسد، بسبب الضغط الإيراني المعروف على بغداد في هذا الملف، غير أنها لن تكون داعمة له كحكومة المالكي السابقة".

ويلفت علي إلى أنّ "الدول العربية ستفتح أبوابها مجدداً للعراق الذي هو في أمسّ الحاجة لدعمها في مواجهة داعش وتهدئة الساحة السنية"، مشدداً على أنه في حال "استمرار العبادي في طريقة إدارته الحكومة، فإنه قد ينجح في إعادة البلاد إلى الطريق الصحيح، لكن هناك مخاوف جدية من نجاح الضغوط الإيرانية الحالية عليه في إفشال برنامجه الذي وعد به".

المساهمون