وأوضح أحد أعيان البلدة، الشيخ محمد الشمري، لـ"العربي الجديد"، أن"المليشيات تنفذ اعتقالات عشوائية في وضح النهار بين آونة وأخرى، ويوم أمس واليوم، اعتقلت عشرات الشبان من البلدة، ولا نعرف مصيرهم حتى اللحظة".
وكشف الشمري أن "عدداً من أهالي الرحالية بدؤوا بالنزوح منها إلى مناطق أخرى بسبب هذه الاعتقالات العشوائية، خشية على أبنائهم من بطش المليشيات المسلحة".
من جهةٍ أخرى، ذكر ضابط في شرطة الأنبار، طلب عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "هناك 5 نقاط تفتيش أمنية على الطريق الرابط بين الرحالية وبلدة عين التمر، التابعة لمدينة كربلاء، تأتي المليشيات عبرها لتعتقل أهالي الرحالية، ثم تعود بالمعتقلين إلى كربلاء، دون معرفة مصيرهم من قبل ذويهم".
وأضاف أن "القوات القادمة من كربلاء تضم مليشيات عصائب أهل الحق، وحزب الله، وغيرها، ومن المفترض أن تبلغ السلطات الأمنية في الأنبار بعمليات الاعتقال وأسبابها، مع اصطحاب مذكرات قضائية قانونية، لكن أياً من ذلك لم يحصل".
وكانت بلدة الرحالية ملاذاً لمئات الأسر التي نزحت من مدن وبلدات المحافظة، مع احتلال تنظيم "داعش" معظم مدن الأنبار، غير أن أهالي البلدة تمكنوا من مواجهة التنظيم ومنعه من الدخول. ورغم ذلك، أقدمت المليشيات مع قوات الجيش، مطلع العام الجاري، على سحب أسلحة المواطنين، وتجريدهم من أية وسائل للدفاع، لتفرض سيطرتها فيما بعد على البلدة من خلال عمليات اقتحامها بين فترة وأخرى، واقتياد العشرات من الشبان الذين لا يُعلم مصيرهم حتى الآن.
وأكّد أهالي الرحالية أن عمليات نزوح عكسية تحصل حالياً لأهالي الرحالية إلى خارج البلدة، خوفاً من بطش المليشيات المسلحة التي تنفذ حملات خطف واعتقال بين آونة وأخرى بشكل عشوائي.
إلى ذلك، قال مدير بلدة الرحالية، مؤيد الدليمي، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إن "قوة مجهولة أقدمت على اعتقال 14 شخصاً من أهالي البلدة يوم أمس، دون أوامر قضائية، ودون المرور بنا كحكومة محلية وقيادة أمنية في البلدة، ولا نعرف الجهة التي اعتقلت هؤلاء المواطنين حتى الآن".
كما لفت إلى أنّ "الاعتقالات تجري بشكل عشوائي، ودون مذكرات قضائية، وفي وضح النهار، من قبل قوة عسكرية مجهولة قادمة من جهة مدينة كربلاء، وهذه الاعتقالات ليست الأولى؛ بل تحصل بين آونة وأخرى".
وطالب الدليمي رئيس الوزراء العراقي بالتدخل لحفظ كرامة أهالي الرحالية وأمنهم، مخاطباً في الوقت ذاته، أهالي كربلاء، بالقول "نحن إخوتكم وأهلكم وما يصيبكم يصيبنا، ونحن أبرياء من أية تهمة توجّه ضدنا".
وكشفت مصادر أمنية من قيادة عمليات الأنبار لـ"العربي الجديد" أن بلدة "الرحالية" تتعرض، منذ مدة طويلة، لحملة شرسة من قبل مليشيات "الحشد الشعبي"، وأبرزها "عصائب أهل الحق" و"حزب الله"، وغيرها، وسط تعتيم إعلامي.
وبيّنت أنّ "هذه المليشيات تنفّذ حملات خطف واعتقالات عشوائية قادمةً من مدينة كربلاء، وتأخذ المختطفين والمعتقلين إلى هناك، ثم إلى مكان مجهول، ولا أحد يعرف مصيرهم حتى اللحظة".
وأفادت بأن "عمليات الاعتقال زادت نسبتها في الرحالية بعد التفجيرات التي ضربت منطقة عين التمر، التابعة لمدينة كربلاء قبل أسابيع".
واتّهم أهالي الرحالية بعضَ سياسيي الأنبار وقادتها الأمنيين بالتواطؤ مع المليشيات المسلحة، من خلال التعتيم على ما يجري في البلدة من اعتقالات عشوائية، ومنح بعض القوات المنفذة للاعتقالات غطاء أمنياً، عبر اتهام المعتقلين بأنهم من "المشتبه بهم".