دعا محافظ بغداد، علي التميمي، اليوم السبت، إلى تدخل دولي لكشف ملابسات تفجير الكرادة، وسط بغداد، والذي تسبب بمقتل وإصابة مئات العراقيين، الأحد الماضي، فيما اعتبر سياسيون أن دخول خبراء دوليين للتحقيق بالتفجير، سيبيّن الحقائق بعيداً عن الضغوط الحكومية والسياسية.
وشدد التميمي، على ضرورة الاستعانة بالخبرات الدولية لمعرفة الأسباب الحقيقية التي تقف وراء التفجير، مطالباً في بيان، رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بالإسراع بإشراك خبراء من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في التحقيق، لكشف ملابسات التفجير.
كما دعا الاتحاد الأوروبي، ومنظمة العدل الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، إلى إرسال خبرائهم إلى العراق، محذراً من خطورة تكرار التفجيرات المماثلة، في بقية أحياء العاصمة العراقية، إذا لم تتغير الخطط الأمنية.
وطالب محافظ بغداد أيضاً، بتكثيف الجهد الاستخباري لحماية مداخل العاصمة، موضحاً أن تنظيم "داعش" يطور خططه، مقابل جمود خطط الأجهزة الأمنية العراقية، التي تضم عددا كبيرا من الضباط الفاشلين.
وفي سياق متصل، قال عضو تحالف القوى العراقية، محمد المشهداني، إن تفجير الكرادة، هو الأعنف في العراق منذ احتلاله عام 2003، مشيرا خلال حديثه لـ "العربي الجديد"، إلى وجود غموض كبير في أسبابه.
وتساءل المشهداني "كيف لسيارة مفخخة صغيرة أن تحدث هذا الدمار الكبير الذي تسبب بمقتل وإصابة نحو 500 عراقي؟"، مؤكداً أن "السماح بدخول خبراء دوليين للتحقيق بالتفجير، سيبين الحقائق، ويكشف الكثير من الملابسات بعيداً عن الضغوط الحكومية والسياسية".
بدوره، شدد العبادي، على ضرورة القضاء على الفساد في وزارة الداخلية، مطالباً خلال اجتماعه بمسؤولين أمنيين الليلة الماضية، الوزارة بـ"تكثيف جهودها للكشف عن المجرمين والقضاء على الخلايا الإرهابية النائمة، واتخاذ إجراءات السلامة والأمان في الأسواق والمباني".
ورأى أن "اعتداء الكرادة جاء كردة فعل على الانتصار الذي تحقق في مدينة الفلوجة"، لافتاً إلى "وجود بعض المتاجرين بدماء العراقيين من أجل تحقيق مصالح سياسية" .
وكان قد قُتل 292 عراقياً، وأصيب نحو 200 آخرين، بتفجير سيارة مفخخة في حي الكرادة وسط بغداد، الأحد الماضي، أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مسؤوليته عنه.