العراق: كتل برلمانية تفقد ثقة جمهورها

14 مارس 2015
شكّلت معركة تكريت محطة فاصلة سياسياً (محمد صواف/فرانس برس)
+ الخط -
لم يعد أبناء المكوّن السني في العراق يعولون كثيراً على ممثليهم في الحكومة والبرلمان، بعد أن هتزت الثقة فيهم، على إثر متابعتهم للتبدّلات في مواقفهم، بما يعكس مدى تخبّطهم أو "انجرارهم" خلف مصالح شخصية، على حساب مصالح ناخبيهم.

ويظهر أن للواقع السياسي "غير الثابت" أثره الواضح في التبدّلات، فقوة التيار الإيراني الجارف، ودعمه لمليشيا "الحشد الشعبي"، التي تحوّلت إلى قوّة "مدافعة" عن العراق، وفقاً لما يروّجه وزراء وسياسيون، له أثره الكبير على السياسيين، الذين أُجبروا على الخوض في التخبّط السياسي، من دون الثبات على مواقفهم.

ويكشف الواقع الفعلي عن معاناة كبيرة لأبناء هذا المكوّن، الذي عانى من عمليات القتل التي مارسها ضده تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش)، وما تلاه من استهداف منظّم وقتل وتهجير من قبل المليشيات، التي تسعى إلى إحداث تغيّر ديموغرافي. ودفع كل ذلك، الجمهور إلى المطالبة بتدخّل عربي للتخفيف من معاناتهم.

ويقول عضو مجلس عشائر ديالى، الشيخ هذّال النداوي، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إنه "بين ليلة وضحاها، تبدّلت المواقف السياسية بالنسبة لممثلي هذا المكون"، موضحاً أنّ "المسؤولين والسياسيين السنّة كانوا قبل أيام قليلة يتحدّثون عن معاناة المكوّن، وعمليات الاستهداف التي طالته من قبل داعش والمليشيات، وعرقلة الجهات المسؤولة عن عودة النازحين إلى ديارهم، وعودة إصدار قوائم الاتهام عبر قانون 4 إرهاب، لكنهم غيّروا مواقفهم فجأة".

اقرأ أيضاً: العراق: "داعش" يهاجم شرقي الرمادي

وأضاف النداوي "صحيح أنّنا لم نعوّل عليهم سابقاً من أجل تحقيق شيء لنا، لكنّهم كانوا صوتاً يتحدث في الإعلام، ويكشف عن تلك المعاناة التي لم تنته". وتساءل عن "سبب هذا التغيير الذي تلى دخول إيران العلني في معركة تكريت. بالتأكيد هناك تأثير إيراني، وصفقة سياسيّة على حساب المكوّن". وناشد الدول العربيّة "التدخل ومد يد العون إلى أبناء المحافظات، وعدم تركهم بين كمّاشة داعش والمليشيات".

من جهته، يقول القيادي في "تحالف القوى العراقيّة"، طلال الزوبعي، إنّ "السياسيين فقدوا هويتهم الحقيقيّة". وأكّد في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أنّ "هناك غيابا للهوية الحقيقية للسنّة من خلال ممثليهم في الحياة السياسية، الأمر الذي أوصلهم الى الإرباك والتخبط".

وأضاف أنّ "هذه القوى الآن أُصيبت بالوهن والضعف بشكل كبير، الأمر الذي تسبب في خلط الأوراق بشكل غريب من خلال تغيير المواقف"، موضحاً أنّهم "في الوقت الذي يتحدثون فيه عن انتهاكات الحشد الشعبي صوّتوا لقرار البرلمان بدعم الحشد مادياً".

وأشار إلى أنّ "هاجس الخوف غيّب هوية السنة من خلال ممثليهم، الذين يخشون أن يُحسبوا على داعش، فسعوا إلى تغيير مواقفهم". وكان الممثلون لهذا المكوّن في العراق يتحدثون عن معاناة أبناء المحافظات الست وما لحق بهم من أذى من قبل "داعش" والمليشيات، غير أن مواقفهم تغيّرت وباتوا يؤيدون المليشيات ويدعمونها.

اقرأ أيضاً: ديمبسي: المليشيات الشيعية بالعراق قد تنقلب علينا في أية لحظة

المساهمون