العراق: فصائل تلوّح بمواجهة روسيا

05 أكتوبر 2015
قد تعود الفصائل للقتال قريباً (مروان ابراهيم/فرانس برس)
+ الخط -
تُنذر تطوّرات الساحة العراقية بمزيد من التصعيد، بعدما كشفت مصادر محلية مطلعة، عما وصفته بـ"عودة أكيدة لفصائل عراقية إلى العمل المسلّح، ردّاً على التدخل الروسي في كل من العراق وسورية". ويكشف مصدر محلي في محافظة نينوى لـ"العربي الجديد"، عن أن "ممثلين عن فصائل مسلّحة، عقدوا اجتماعاً في شمال العراق، هو الأول من نوعه منذ سنوات، قرروا فيه الرد على التحالف الروسي، عبر استئناف العمليات المسلحة ضد أي تواجد عسكري لموسكو في بغداد". ويضيف المصدر، بأن "هذا التحالف طائفي، ولم يهدف بالأساس لمحاربة داعش". ويتابع قائلاً إن "الفصائل وجدت في التدخل الروسي بالعراق وسورية، تدخلاً طائفياً، يهدف لتمرير الأجندة الإيرانية وفرض واقع مرفوض على الشعبين العراقي والسوري".

وكان عدد من فصائل المقاومة العراقية، التي تشكّلت عقب الغزو الأميركي للبلاد، قد جمّدت عملياتها العسكرية بعد الانسحاب الأميركي، وعادت لتنشط مجدداً ردّاً على انتهاكات المليشيات، وسياسة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، لكنها عادت وجمّدت عملها، عقب اجتياح تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مساحات واسعة من البلاد، والضغط على تلك الفصائل، عبر تخييرها بين مبايعته، أو القتال، على غرار ما يحدث في سورية الآن، وهو ما دفع تلك الفصائل إلى تجميد عملها المسلّح نهاية سبتمبر/أيلول 2014.

من جهته، يؤكد القيادي بجبهة "الحراك الشعبي العراقي" محمد عبد الله، تلك المعلومات، مبيّناً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "ثلاثة أو أربعة فصائل عراقية مقاومة، ستباشر عملياتها العسكرية ضد أي تواجد روسي". ويضيف عبد الله، أن "الأمور تتجه للتعقيد بسبب هذا التحالف، الذي يراه قسم من العراقيين تحالفاً طائفياً".

اقرأ أيضاً: تغيير ديمغرافي في العراق برعاية "الحشد الشعبي"

ويلفت الخبير بشؤون الجماعات المسلحة العراقية فؤاد علي، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، إلى أن "سكوت الفصائل المقاومة عن التواجد الأميركي، أو الحلف الدولي، جاء لقناعة منها إن الحرب الحالية لا تحمل نوايا سياسية، كونها حرباً موجهة ضد داعش، لكن حراكها الجديد يأتي لرؤيتها أو قناعتها، بأنه تحالف لخدمة مشروع إيران في العراق وسورية". ويتوقع أن "تكون أي عودة لتلك الفصائل مُربكة للمشهد بشكل أكبر، خصوصاً لامتلاكها ترسانة عسكرية وعناصر مدربة".

ويرى علي أنه لن "يكون هناك أي تحرك من الفصائل قبل أن تتأكد من الوجود الروسي بالعراق على غرار ما حدث في سورية"، معتبراً أن "أبرز تلك الفصائل هي النقشبندية وأنصار السنّة وجيش الإسلام". ويعتبر أن "فصائل أخرى قد تنضمّ إليها في حال تحقق التواجد الروسي فعلاً على الأرض العراقية، كالجيش الإسلامي وجيش المجاهدين وكتائب ثورة العشرين".

في هذا السياق، أصدر تنظيم "جيش الطريقة النقشبندية"، ثالث أكبر الجماعات المسلحة بالعراق، بياناً أعلن فيه استئناف عملياته العسكرية. وجاء في البيان أن "بوادر الاعتداء الروسي وحلفائه على بلادنا، تلوح في الأفق في هذه الأيام رغم كثرة مشاكل المنطقة، وما أن تنتهي واحدة حتى تتلوها الأخرى".

واعتبر التنظيم أن "جيشنا جيش رجال الطريقة النقشبندية يقف بحزم وبالمرصاد لكل معتد أثيم وجبار لئيم من الروس وحلفائهم، وكما هو المعهود عنه طيلة سني الاحتلال البغيض، فلم يتوانَ جيشنا يوماً ولم يهدأ باله ولم تغمض عينه في الدفاع عن حقه المشروع وكرامته وسيادته".

اقرأ أيضاً: روسيا والغرب والصراع على سورية

دلالات
المساهمون