سجلت مراكز الشرطة العراقية 32 حالة اعتداء على معلمين في مدارس مختلفة بعموم مدن البلاد، أثناء أداء الطلبة الامتحانات النهائية للعام الدراسي المنتهي.
وتفاوتت الاعتداءات بين طعن بالسكاكين وضرب وركل، انتهاءً بإطلاق النار أو مهاجمة منزل المدرس بالقنابل اليدوية، كما حدث جنوب العراق.
ووقعت غالبية الاعتداءات في العراق جنوب البلاد وبغداد من قبل طلاب المرحلتين المتوسطة والإعدادية، تسبب أحدها في وفاة مدرس.
وتقف وزارة التربية العراقية عاجزة عن حماية كادرها التعليمي، في الوقت الذي تسعى أجهزة الأمن إلى ملاحقة المعتدين.
ووفقا لمصادر أمن عراقية، بلغت الاعتداءات على الكوادر التدريسية، خلال امتحانات نهاية العام، 32 حالة اعتداء، تُوفي بسببها مدرس كبير في السن في إحدى مدارس محافظات الجنوب، بعد أن ضربه أحد الطلاب الراسبين بحجارة على رأسه أثناء خروجه من المدرسة.
وقال العقيد أحمد فوزي، من قسم الشرطة المجتمعية في وزارة الداخلية ببغداد: "إن المُلام الأول في مثل تلك الجرائم هو الأهل، الذين فشلوا في تربية الابن".
وأضاف "لا اعتداءات مسجلة من قبل الطالبات، فقط الطلاب ينفّذون هذه الجرائم، ولدينا الآن 18 طالبا في السجن، جميعهم دون سن 18 عاما، بسبب اعتدائهم على المعلمين، في حين أطلق سراح آخرين بعد مسامحة المعلم لهم وتنازله عن حقه".
وتعود أغلب أسباب حالات الاعتداء إلى رسوب الطالب في الامتحان، أو القبض على الطالب في حالة غش، وإخراج المدرس له من قاعة الامتحان أو عدم السماح له بالغش، أو بسبب ما يسميه الطالب المعتدي صعوبة الأسئلة.
ونشر ناشطون صوراً أظهرت تعرض مدرسيْن اثنين للطعن بالسكاكين على يد طلبة بعد ضبطهم في حالة غش خلال الامتحانات النهائية، إذ لاحقوا المدرسَين وضبطوهما في الشارع وطعنوهما بالسكاكين.
وأظهرت الصور إصابة المدرسين بجروح بالغة، وهما يتلقيان العلاج في المستشفى على يد الكوادر الطبية والدماء تغطي ملابسهما.
المستشار التربوي عبد الودود الأسدي، أوضح أن "الاعتداءات على الكوادر التدريسية تزايدت بوضوح أخيرا، ورصدنا حالات طعن بالسكاكين والضرب بآلات حادة في بغداد والنجف والأنبار والناصرية ومناطق أخرى للأسف".
وأضاف الأسدي "أصبح المعلمون يخشون ضبط أي طالب في حالة غش، تحسباً لتعرضهم للقتل أو الضرب المبرح في الشارع بعد خروجهم من مدارسهم، كما حصل لآخرين، وهذا يعني أن العملية التربوية في البلاد تسير نحو الهاوية".
واعتبر المعلم نوفل الزبيدي، أن "على الحكومة العراقية أن تضع حداً لهذه المهزلة الكبيرة، وأن تعتقل الطلبة المعتدين ليكون ذلك رادعاً لغيرهم، فالعملية التربوية تسير نحو كارثة كبرى إذا استمر الحال على هذه الشاكلة".
ويتابع الزبيدي "أصبح تعرّض الكوادر التدريسية للتهديد على يد الطلبة أمراً عادياً للأسف، وتطور إلى الاعتداء الجسدي وإلى الشروع بالقتل أيضا. كما حصل في عدة حالات شملت الطعن بالسكاكين لمدرسين ومعلمين ضبطوا طلبة في حالات غش خلال الامتحانات النهائية".
معلمون من جانبهم هددوا بالإضراب عن العمل أو الهجرة إذا لم تضع الحكومة العراقية حداً لما وصفوها بالممارسات الخطيرة بحقهم على يد الطلبة.
وسجلت مدينة الرمادي غرب العراق، خلال الأسابيع الماضية، ثلاثة اعتداءات على مدرسين من قبل طلبتهم أصيبوا فيها بجروح خطيرة، بحسب المصادر.
وتعرّض مدرس في مدينة الرمادي قبل أيام للطعن بسكين على يد أحد الطلبة، بعد أن ضبطه بحالة غش خلال تأدية الامتحانات النهائية في إحدى مدارس المدينة، وكادت الطعنة أن تودي بحياته.