وفي السياق، قال الدكتور أوس الربيعي، رئيس منظمة بغداد المدنية، إحدى المنظمات المحلية العراقية التي تم التعاقد معها لمراقبة الانتخابات بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة، إنّ "إجمالي نفقات الأحزاب والكتل السياسية على الحملات الانتخابية خلال شهر واحد تجاوز الــ 100 مليار دينار عراقي نحو (ثمانين مليون دولار) حتى الآن، وهو رقم كافٍ لإنهاء معاناة النازحين بالعراق على الأقل لثلاثة أشهر كاملة وكذلك علاج الآلاف منهم، بمن فيهم نحو أكثر من 10 آلاف جريح من الذين سقطوا جراء الحرب وزراعة أطراف صناعية لأكثر من 5 آلاف يحتاجون لها، وكذلك إغاثة 80 مخيماً لا يقل عدد النازحين في كل واحد منها عن 3 آلاف.
وبيّن لـ "العربي الجديد"، أنّ "المرشحين زاروا المخيمات مع أكياس عدس وأرز وبعض البطانيات وقدموا لهم وعودا لا يستطيع رئيس الوزراء نفسه تنفيذها، مثل إعادتهم لمدنهم وبناء منازلهم". ووصف الربيعي هذا التصرف بغير الأخلاقي، لما يتضمنه من استغلال لوجع النازحين ومعاناتهم.
وجع أثقل كاهل "أمّ نجم"، النازحة في مخيم تازة قرب كركوك، التي عاتبت المرشحين المتبارين في الظفر بمقعد برلماني، قائلة: "لو تمّ صرف هذه الأموال الطائلة التي سخرت للحملات الانتخابية من ملصقات عجت بها شوارع العراق عامة وبرامج تلفزيونية لكانت كفيلة برفع الحيف عن الكثير من النازحين والمرضى المقيمين داخل المخيمات إلى اليوم، ومساعدتهم في العودة إلى ديارهم".
وبينت لـ"العربي الجديد"، إنّ مبلغا بسيطا من الأموال التي تصرف على صور المرشحين في الشوارع بوسعه المساهمة في علاج ابنها.
وأضافت "بعد أن نجونا بقدرة الله من الحرب وهجمات "داعش" ونزحنا من قضاء الحويجة إلى مركز محافظة كركوك أقمنا في مخيم تازة، والحمد لله تم بناء هذه الغرف البسيطة، لكن إصابة ابني نجم أثناء هروبنا وإعاقته نغصت فرحة هروبنا، فقد أصيب بشلل بعد سقوط قذيفة بقربه".
أما إبراهيم أحمد الجبوري (25 عاماً) نازح في مخيم جنوب كركوك فقد أكد، أنّ "هناك العشرات من الحالات الحرجة في مخيمهم (تازة)، وأغلبها كانت جراء المعارك التي دارت قبل النزوح وأثناءه".
وأضاف لـ"العربي الجديد" "ناشدنا الكثير من المسؤولين ولم نر أي اهتمام، ولهذا قمنا بإغلاق أبوابنا عن استقبالهم هم وممثليهم أثناء الترويج لحملاتهم الانتخابية التي يطلقون فيها أكاذيبهم ووعودهم الوردية للنازحين دون أن يتحقق منها شيء على أرض الواقع".
يذكر أن مخيماً للنازحين العراقيين يقع جنوب غرب مدينة الفلوجة، شهد السبت الماضي، طرد أحد المرشحين البارزين بعد وصوله هناك للترويج لحملته الانتخابية، حاملا مواد غذائية عبارة عن معلبات رخيصة ومواد تنظيف وصابون، وفقا لمصادر محلية عراقية في المنطقة.