كشفت مصادر محلية في محافظة نينوى، شمال العراق، عن العثور على واحد من أكبر السجون التابعة لـ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ويضم نحو "ألف معتقل جميعهم من العراقيين السنّة".
وبحسب المصادر المحلية، فقد تم أسرهم من قبل التنظيم، لأسباب مختلفة أبرزها عملهم السابق في أجهزة الأمن العراقية أو انتماؤهم للحزب الإسلامي (الجناح السياسي لحركة الإخوان المسلمين في العراق)، أو لأسباب تتعلق بما يصفه التنظيم بالعمالة لـ"الصليبيين والمرتدين"، فضلا ًعمّن يأسره لأسباب مختلفة كالمشاجرات وشرب الخمر والسرقة وغيرها.
وتقدّر مصادر أمنية رفيعة في بغداد بأن نحو خمسة آلاف معتقل يحتجزهم التنظيم في مجمل سجونه بالعراق.
وفي هذا الصدد، أوضح عضو مجلس محافظة نينوى، حسام الدين العبار، في تصريح صحافي أن "قوات مشتركة عثرت على واحد من أكبر سجون تنظيم (داعش) في ناحية الشورة جنوب نينوى، وكان عبارة عن سجن كبير حفره التنظيم تحت الأرض، وجعل له أبواباً محددة للخروج والدخول"، مبيّناً أن "المعتقل كان يضم نحو ألف أسير، بينهم ضابط وعناصر أمن في الجيش والشرطة ومخالفون لأعمال التنظيم".
وأضاف العبار أنّ "المعتقلين عثر عليهم أثناء قيام القوات المشتركة بأعمال رفع العبوات وتطهير ناحية الشورة، إذ قادت بوابة صغيرة في بناية قديمة إلى ممر سري تحت الأرض وحين اقترب عناصر الأمن سمعوا أصواتاً، فأسرعوا وفتحوا الباب وعثروا على المئات من المعتقلين تم الإفراج عنهم جميعاً ونقلوا إلى موقع للتحقيق معهم".
بدوره، لفت المقدم من قيادة عمليات نينوى، فراس الحديدي، إلى أن "المعتقلين كانوا في حالة صحية صعبة وبدا عليهم سوء التغذية والضرب". وبيّن أن "عددهم الكلي 961 معتقلاً"، مرجّحاً "أن يكون قد تم تجميعهم من سجون عدّة، ووضعهم بهذا المكان بعد هجومنا على بلدة الشورة".
وفي هذا السياق، روى ناجٍ سابق من سجون "داعش"، يُدعى حسين محمد، لـ" العربي الجديد"، أنّ "سجون التنظيم عبارة عن أقفاص وغرف صغيرة، لا يتعدى حجمها متراً ونصف المتر، وهي عبارة عن غرفة بداخلها الخلاء، ويجمع في هذه الغرف الجماعية نحو 20 معتقلاً".
ولفت إلى أنّ "الطعام عبارة عن وجبة واحدة في اليوم، لا تسمن ولا تغني من جوع في غالب الأحيان، والتعذيب في هذه السجون ممنهج، مرتب له مسبقاً من الناحية الإدارية، وتقوم اللجنة الشرعية بالدولة بتدريس وتلقين الفتاوى للشباب مُسبقاً، للرد على من يعترض على فعلهم".