العراق: الضحايا في صفوف النازحين إلى ارتفاع وعودتهم مرهونة بمليشيات "الحشد"

11 فبراير 2019
منسيون من الحكومة ومحكومون بقرارات الحشد(العربي الجديد)
+ الخط -


تراجعت آمال النازحين العراقيين بالعودة إلى منازلهم، رغم مرور أكثر من عام ونصف العام على تحرير جميع مدنهم من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي اجتاح البلاد منتصف عام 2014 وخلف دماراً ومآسيَ كبيرة أبرزها في مدن شمال وغرب العراق. ولحق بنحو 48 مدينة وحاضرة دمار كامل وشبه كامل، وسقط نحو ربع مليون مدني بين قتيل وجريح، وأكثر من 6 ملايين نازح، وخسائر قدرتها السلطات في بغداد بأكثر من 100 مليار دولار.

أكثر من مليون نازح عراقي من مدن الأنبار ونينوى وصلاح الدين وبابل وكركوك وديالى وبغداد يقيمون في الخيام لم تتح لهم العودة إلى مدنهم المحررة، لأسباب يعود غالبها إلى مليشيات الحشد الشعبي التي ترفض عودتهم، كما في جرف الصخر والعويسات ويثرب ومناطق شمال شرقي بعقوبة والنخيب وذراع دجلة والصينية وبلدات أخرى، أو لعدم إطلاق الحكومة التخصيصات الكافية لرفع مخلفات الحرب ومنها الألغام والعبوات الناسفة.

وكشفت مصادر في وزارة الهجرة والمهجرين العراقية في بغداد لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، عن ارتفاع عدد النازحين الذين توفوا في المخيمات منذ مطلع يناير/كانون الثاني الماضي إلى 11 شخصاً، بينهم 5 أطفال وسيدتان قضوا نتيجة حرائق داخل مخيماتهم أو الصعق بالكهرباء أو البرد ونقص التغذية، كما أصيب 7 آخرون، مبينا أن النازحين من أهالي نينوى وجرف الصخر والأنبار وديالى لم يسمح لذويهم بنقل جثامينهم إلى مقابر مدنهم حيث أقرباؤهم هناك، بل نقلوا إلى مقابر قريبة من المخيمات في كركوك وعامرية الفلوجة وجنوب غربي الموصل.

بدوره، قال مدير مخيم حسن شام القريب من الموصل، رشيد سفتي، إن نازحين اثنين من أهالي نينوى توفيا يوم أمس الأحد داخل المخيم أحدهما بسبب أزمة قلبية والثاني بحريق في خيمته، لافتا إلى أن الثاني في منتصف العشرينات وأغمي عليه داخل خيمته وسقط على موقد نفطي ما أدى إلى احتراقه ووفاته على الفور، وهو أب لطفلين وزوجته حامل.

واتهم سفتي الحكومة بالإهمال والتقصير تجاه نازحي المخيمات وعدم توزيع مادة النفط عليهم، ما يدفعهم للجوء إلى طرق أخرى للتدفئة، إضافة إلى عدم انتظام توزيع المساعدات والحصص الشهرية.
مساعدات متقطعة وأوضاع معيشية مزرية(العربي الجديد) 


النازح علاء الجبوري من نينوى قال لـ"العربي الجديد" إنه فقد الأمل بالعودة إلى بلدته قرب ربيعة على الحدود مع سورية، كونها محل صراع حالي بين مليشيات الحشد والبشمركة الكردية، ولا يسمح لهم بالعودة منذ ثلاث سنوات رغم أن المدينة تحررت من "داعش".

وأضاف: "الأوضاع المعيشية الصعبة نعيشها مع نقص بالمال والغذاء، والحكومة لا تعيرنا أي أهمية ولا المسؤولون ونناشد جميع المسؤولين بالنظر إلى حالنا والإسراع بالعودة إلى مناطقنا المحررة في الموصل وعودة الخدمات الأساسية".

بدوره، قال عضو تحالف "سائرون" الذي يتزعمه مقتدى الصدر، النائب سلام الشمري لـ"العربي الجديد"، "إن أوضاع النازحين مأساوية وصعبة جداً، وهناك فشل كبير يتحمله من كان ممسكاً بملف النازحين، وستكون لنا وقفة في الفصل التشريعي القادم وسنجمع تواقيع من أجل فتح ملف النازحين منذ عام 2014 إلى يومنا".
ملف المهجّرين تحول إلى ملف فساد(العربي الجديد) 

وأضاف: "لا بد من زيارة المسؤولين للمخيمات والوقوف على احتياجات النازحين، والارتقاء بواقع الخدمات رغم أننا نوفر قدر الإمكان احتياجات النازحين لكننا نحتاج إلى تعاون الجهات الحكومية في نينوى والحكومة الاتحادية".

أما عضو الحزب الديمقراطي، الذي يتزعمه مسعود البارزاني، ماجد شنكالي، فقال: "الأوضاع التي يعاني منها النازحون في أغلب المخيمات اليوم سواء تلك التي في إقليم كردستان أو في جنوب الموصل أو حتى في كركوك مرعبة ومخجلة للجميع".
نازحون معرضون لأسوأ الظروف (العربي الجديد) 

وتابع أن "هناك الكثير من الإهمال والتقصير من الحكومة الاتحادية خاصة في ظل الأجواء الباردة جداً، ولم يكن هناك حتى توزيع لمادة النفط الأبيض ما يدفعهم للجوء إلى طرق أخرى لغرض التدفئة، ما أدى إلى حرق الكثير من الخيم. وقبل أيام حرقت خيمة ومات طفل في الخامسة من العمر في مخيم في دهوك، واليوم أيضا في مخيم حسن شام عائله تتكون من ثلاثة أفراد توفوا نتيجة حريق في خيمتهم".

وعن تخصيصات أموال النازحين التي صرفت في الفترة السابقة، أوضح "أن الأموال التي خصصت للنازحين طيلة السنوات الماضية لم تذهب في الاتجاه الصحيح، ويجب على السيد عادل عبد المهدي(رئيس الحكومة) فتح ملف النازحين وكافة الأموال التي صرفت ابتداء من عام 2014 ولغاية اليوم، ومعرفة سبل صرفها وأبواب صرفها لأن هذا الملف الذي تولته وزارة الهجرة والمهجرين أو الحكومات المحلية، فيه الكثير من التقصير وهدر للمال العام والسرقة".
المساهمون