الحكومة العراقية تدفع بمزيد من القوات للشارع..وهذه أبرز الجهات المتورطة بقمع المتظاهرين
رغم تشديد السلطات العراقية إجراءات حظر التجوال في بغداد ومناطق أخرى جنوبي البلاد، وقطع شبكة الإنترنت، وضعف في اتصالات الهاتف الخلوي، عدا عن القمع غير المسبوق للمتظاهرين، إلا أن المئات من المواطنين خرجوا في تظاهرات رافعين شعارات ولافتات مختلفة في مناطق عدة من بغداد، كانت على شكل تجمعات سريعة لا تدوم طويلا، تتفرق كلما تقدمت قوات الأمن نحوها، لتعود للتجمع في مكان آخر.
ومن أبرز المناطق التي شهدت احتجاجات ساحتا الطيران والحرية بالباب الشرقي وسط بغداد، والزعفرانية وجسر ديالى والصدرية والشعب، وجنوب الصليخ وقرب جسر الحبيبة شرقي بغداد، عدا عن تجمع في الشعلة قرب معمل النسيج سرعان ما تم فضه بالقوة.
ولليوم الثالث على التوالي تستخدم قوات الأمن العراقية الذخيرة الحية في تفريق المتظاهرين، والذين باتوا يستخدمون الحجارة وحرق إطارات السيارات لمواجهة النيران الكثيفة.
وقال مراسل "العربي الجديد"، الموجود قرب ساحة الطيران وسط بغداد، إن قوات الأمن نجحت في تفريق المتظاهرين باستخدام القوة المفرطة، عبر إطلاق النار وقنابل الغاز والمياه الساخنة، ولاحقت عددا كبيرا منهم، حيث تعرضوا للضرب المبرح بالهراوات، واعتقل العشرات، بينما تفرق الآخرون في أزقة وطرقات منطقة البتاوين، التي تتوسط ساحتي الطيران والتحرير.
وفي الزعفرانية وحي أور وسوق شلال في حي الشعب، شرقي العاصمة بغداد، شهدت تجمعات لمواطنين رشقوا قوات الأمن بالحجارة بعد قيامها بالاعتداء على رجل مسن وإطلاق قنابل الغاز.
ولم تختلف شعارات التظاهرات عن أول أمس وأمس في بغداد، من قبيل "كلا للأحزاب، وباسم الدين باكونه (سرقونا) الحرامية"، وشعارات أخرى من قبيل "الشعب يريد تغيير النظام ورجعولنه وطنا".
إلى الجنوب من العراق، يشهد قضاء الرفاعي ومدينة سوق الشيوخ والناصرية، والمشخاب تحديدا، تواجدا عسكريا وأمنيا مكثفا، مع تجمعات لمواطنين لا تتجاوز في أفضل حالاتها بضع مئات، دون أن تشهد أي مناوشات مع قوات الأمن، وسط مخاوف من أن يؤدي تشييع الضحايا الذين سقطوا أمس إلى تجدد المواجهات مع القوات العراقية، التي وصلتها تعزيزات إضافية لمختلف مدن جنوب العراق، بينما تستمر بغداد بدفع قوات وتعزيزات عسكرية للبصرة ذات الثقل السكاني الأكبر بالجنوب العراقي، وشريان تصدير النفط العراقي عبر الخليج العربي، تخوفا من تفجر التظاهرات فيها.
وفي السياق ذاته، قال برلماني عراقي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن "قوات الجيش العراقي الأقل انتهاكا وتجاوزا منذ انطلاق التظاهرات، والمتورطون بقتل المتظاهرين هم أجهزة أمنية غير الجيش والشرطة المحلية".
وأكد أن "الجهات المتورطة باستخدام العنف وإطلاق النار على المتظاهرين هي كل من جهاز مكافحة الشغب، وقوات تتبع حماية المنطقة الخضراء، والشرطة الاتحادية وقوات "سوات"، وهذه الأجهزة تم تشكيلها جميعا من خلال محاصصة بين الأحزاب، بمعنى أن أفرادها يدينون بالولاء للأحزاب الحاكمة، أبرزها حزب "الدعوة" و"المجلس الأعلى" ومنظمة "بدر" و"حزب الفضيلة"، لافتا إلى أن "هناك حديثا عن تورط "سرايا الخراساني" و"كتائب حزب الله" و"النجباء" في القمع أيضا، لكن هذا غير مؤكد لنا حتى الآن".
وما زالت العاصمة بغداد تشهد حظرا مشددا للتجوال وصل إلى منع الانتقال مشيا من حي إلى آخر في بعض المناطق، مع تعطيل كامل للدوائر والمؤسسات والجامعات والمدارس، فيما أعلنت وزارة التربية تأجيل امتحانات الدور الثالث للطلاب المكملين إلى وقت آخر.