العراق: إلغاء احتفالات ذكرى تأسيس الجيش وشكوك بحقيقة ولائه

06 يناير 2015
تأتي المناسبة وسط انقسام حاد بين العراقيين (Getty)
+ الخط -
على خلاف سنوات تاريخه الذي يمتد نحو قرن من الزمن، مرت ذكرى تأسيس الجيش العراقي، اليوم الثلاثاء، ببرود على العراقيين مع إلغاء الاحتفالات الرسمية المعدّة مسبقاً لها لأسباب أمنية وفنية، حيث عادة ما تشهد مناسبة ذكرى تأسيس الجيش استعراضاً عسكرياً في بغداد واحتفالات منظمة.

وتأتي المناسبة وسط انقسام حاد بين العراقيين حول ولاء الجيش الذي بات يعرف بالجيش الجديد، في إشارة الى حل الجيش الرسمي من قبل الولايات المتحدة الأميركية عقب غزو البلاد في مارس/آذار 2003، والذي كان ممثلاً عن جميع الطوائف والقوميات على عكس الجيش الحالي، بحسب مراقبين.

واقتصرت الاحتفالات الرسمية على وضع أكاليل الزهور من قبل رئيس الحكومة والوزراء، على نصب الشهيد وسط بغداد، وإلقاء خطب تلفزيونية مسجلة، في الوقت الذي تتعرض به قوات الجيش الجديد إلى ضربات موجعة من الجماعات الإرهابية واختراقات في صفوفه من قبل الميليشيات التي أسبغت عليه ثوباً طائفياً تسبب بعزله عن شرائح وطوائف عراقية مختلفة ووضعه في خانة الاتهام الطائفي والعنصري.

وقال وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، في كلمة مسجلة بثها التلفزيون الحكومي، إننا "بصدد إجراء تغيير وتبديل واسع في القيادات العسكرية للجيش والاهتمام بالتدريب والتسليح لمواجهة المخاطر الإرهابية".

وعزا العبيدي انتكاسة الجيش في الموصل إلى "ضعف الأداء وترهل القيادات وتولي العناصر غير الكفوءة سلم القيادة وقلة الانضباط وضعف التدريب إضافة الى الفساد"، لافتاً إلى أن "الجيش يرفع بمناسبة الذكرى شعار قادمون يا نينوى"، في إشارة إلى استعدادات القوات الحكومة والتحالف لاستعادة الموصل من تنظيم "داعش".

ويعتبر السادس من يناير/كانون الثاني من كل عام ذكرى تأسيس الجيش العراقي في العام 1921 عقب انتهاء الاحتلال البريطاني للعراق، وصنف الجيش العراقي كسادس قوة عسكرية في العالم في عام 1989 عقب انتصاره في حرب الثماني سنوات مع إيران، إلا أنه تعرض لنكسات كبيرة عقب زج النظام السابق له بحروب عبثية كغزو الكويت في العام 1991، وتعريضه لتحالف جيوش مؤلفة من 41 دولة لم يصمد أمامها طويلاً.

وكتبت نهاية الجيش في مارس/آذار 2003 بعد هجوم من الجيش الأميركي والبريطاني جواً وبراً وبحراً، ما أدى إلى سقوط بغداد ومقتل عشرات آلاف الجنود وتدمير بنيته التحتية، لتعلن سلطة الاحتلال بعد شهر من انتهاء الحرب حل الجيش العراقي بجميع صنوفه وتفكيك منشآته الصناعية وتأسيس الجيش الجديد الحالي.

وينسب بعض المحللين السياسيين وخبراء الأمن استمرار تردي الوضع الأمني في العراق إلى بناء الجيش الحالي على أسس طائفية وعدم تخصص قادته العسكريين، وضعف برامج التدريب، فضلاً عن دمج أعضاء الميليشيات الطائفية واستبعاد الخبرات العسكرية الموجودة بالجيش السابق.

ودعا رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، في بيان له بهذه المناسبة، إلى الاستفادة من كل خبرات الجيش العراقي التي تم استبعادها، مشدداً على ضرورة إعادة النظر بكل هذه الإجراءات لبناء جيش قوي.

ويتهم الجيش الحالي بارتكاب جرائم طائفية كعمليات التصفية الجسدية لأبناء الطوائف الأخرى وجرائم سرقة وتعذيب، فضلاً عن تمييز في التعامل، وهو ما دفع بمنظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى إصدار عدد من البيانات العام الماضي تندد بتصرفات الجيش وتدعو إلى إيقافها، بينما تنفي وزارة الدفاع تلك الاتهامات وتعتبرها تصرفات فردية.

وعلى غرار باقي القضايا العراقية، وجد الجيش نفسه على جناح الخلافات اليومي، حيث رفض الأكراد الاحتفال بالجيش معتبرين أنه يحمل تاريخاً سيئاً، وقال عضو برلمان كردستان، فرست صوفي، إن "هناك تاريخاً أسود وذكريات مؤلمة للكرد مع الجيش العراقي الذي مارس انتهاكات خطيرة ضد الشعب الكردي، لذا فإن الرأي العام الكردي ليس مع الاحتفال بالجيش بهذه الذكرى".

في المقابل، أوضح القيادي في الحراك الشعبي في العراق، علي الجبوري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "هذا الجيش لا يمثل العراقيين بشكل دستوري وهو متورط بجرائم ولا ويمكن اعتباره امتداداً للجيش السابق".

وأضاف "نحتفل بذكرى ذلك الجيش أما جيش اليوم فهو عبارة عن إعادة تدوير للميليشيات الموالية الإيرانية التي ألبست زياً عسكرياً وزجت بالشارع".

المساهمون