ذكرت مصادر طبية ومحلية عراقية في محافظة البصرة المطلة على مياه الخليج العربي جنوب العراق أن عشرات الإصابات بأمراض معدية وخطيرة سجلت بين طلاب المدارس خلال يومين وهي ربما تستدعي طلب مساعدة عاجلة من بغداد. في حين أكد عاملون في القطاع الصحي العراقي أن الأوضاع ما زالت تحت السيطرة ويجري حصر الإصابات وعزلها.
وتعاني محافظة البصرة الغنية بالنفط من قلة الخدمات البلدية والصحية وتفشي الأوبئة، بسبب عدم رفع الأنقاض وكذلك المستنقعات المائية، وكثرة الحيوانات السائبة والحشرات الناقلة لأمراض كثيرة.
ووفقا لمصادر طبية فإن أمراض النكاف والجرب والكبد الفيروسي والحمى سجلت بين عشرات الطلاب في مدارس البصرة وضواحيها.
وقال رئيس لجنة التربية والصحة في مجلس البصرة (الحكومة المحلية) باقر حسن، إن عشرات الإصابات سجلت بين طلاب المدارس بأمراض عدة بينها النكاف وصلت أخيرا إلى الكوادر التعليمية أيضا الذين منحوا إجازة مرضية، وعلى الحكومة العراقية والسلطات المحلية العمل على إيجاد حلول سريعة".
وأكد أن "على الجهات الصحية والمعنية بمعالجة الموقف الوقوف على أسباب انتشار هذا المرض في قضاء المدينة ومنع انتشاره في عموم المحافظة".
وأوضح مسؤول في دائرة الصحة في البصرة أن نحو ستة أمراض معدية انتشرت داخل المدارس مع الفترة الانتقالية من الشتاء إلى الصيف الذي يعد موسما مناسبا لانتشار الأمراض.
ووفقا للدكتور أحمد لفتة من دائرة صحة البصرة فإن "الإصابات ما زالت في المعدل الطبيعي ونعمل على تطويقها"، لافتا إلى أن "الكبد الفيروسي والنكاف والحمى والجرب هي التحدي الحالي، ونحتاج إلى حملات توعية خاصة بين الأرياف والمناطق غير المخدومة بالبنى التحتية كالمياه الصالحة للشرب والكهرباء والمراكز الصحية".
وأشار أحد أولياء طلبة مدرسة الوديان في محافظة البصرة، ويدعى عباس حسين بحديث لـ" العربي الجديد"، إلى أن "ثلاثة من أبنائه أصيبوا بمرض الجرب والنكاف في مدرسة الوديان بسبب تردي الأوضاع الصحية والخدمات في البصرة"، لافتاً إلى أن "المدرسة تحاصرها الأوبئة والأوساخ والحيوانات، لذلك توقفت الدراسة فيها، وأعطيت إجازة اجبارية للمعلمين والطلبة".
وأكد أن "الأسباب الرئيسية لإصابة عشرات الطلبة بمرض الجرب هي تربية الأبقار والمواشي في المستنقعات المائية في محيط المدرسة التي تنقل المرض". وتابع أن "الجرب يصيب الجلد ويسبب جفافه وتشققه وخروج القيح منه لقلة النظافة".
ورجحت المشرفة التربوية بمحافظة البصرة، إحسان لطيف، إغلاق صفوف كاملة داخل عدد من المدارس تحسبا لانتقال العدوى، مؤكدة لـ"العربي الجديد" أن القطاع التعليمي خاطب وزارة الصحة لتشكيل فرق صحية لزيارة المدارس والبدء بمعاينة الطلاب وعزلهم ومنحهم التطعيمات اللازمة.