في أحدث مخيّم أنشئ للاجئين العراقيّين في الخانكة التي لا تبعد إلا بضعة كيلومترات عن الحدود مع تركيا، لا تهدأ الشاحنات. هنا، يحاولون الإسراع في بناء مآوٍ مكينة تحسباً لأولى موجات برد الخريف.
وتوضح المسؤولة في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ليينا فيدي، أن المخيم الذي تديره سلطات كردستان العراق بمساعدة المفوضية، سيتمكن بعد فترة من استيعاب 18 ألف لاجئ. وسيكون للأسر المقيمة في المدارس، وبينها 600 مدرسة صادرتها سلطات محافظة دهوك لإسكانهم، الأولوية في الانتقال إلى الخيم ذات الأرضيّة والجدران المبنية.
وتقدّر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عدد الأشخاص الذين حصلوا على ملجأ في محافظة دهوك منذ بداية العام، بأكثر من 550 ألف شخص.
وتقول فيدي إن الشتاء يقترب ومن المتوقّع أن يبدأ موسم الأمطار في نهاية أكتوبر/تشرين الأول، مضيفة أنه "يجب علينا أن نستعدّ، إذ يبدو أن كل هؤلاء الناس سيبقون هنا. من الواضح أن المخيّم سيبقى قائماً لأكثر من شهرين".
وعندما انتقل اللاجئون الأوائل إلى المخيّم، كانت درجة الحرارة تقارب 50 درجة مئوية. لكن في سهول كردستان الشاسعة، يبدأ الصقيع في الخريف وتتساقط الثلوج اعتبارا من نوفمبر/تشرين الثاني.
ويعاني اللاجئون في المخيّم أوضاعاً إنسانيّة قاسية، في ظل ضعف الإمدادات. ويقول بابير رشوة رافو وهو أحد اللاجئين: "لا أدري ماذا أفعل". وهو وصل إلى المخيّم قبل 15 يوماً ويقيم مع عائلته المؤلفة من 33 فرداً. ويخبر أن كل ما تحصل عليه الأسرة من غذاء هو قِدران من الأرزّ يومياً وخمسة أرغفة، موضحاً أن المنظمات غير الحكوميّة قدّمت لهم الأرزّ والزيت، لكنها لم توفر لهم أي شيء للطهو.
ويسأل لقمان أطرشي الذي يعمل في المستشفى السويدي في إربيل عاصمة إقليم كردستان العراق: "أين كل المنظمات الكبرى المختصة بتقديم المساعدات؟ ثمّة منظمات للأمم المتحدة، لكن ذلك لا يكفي".
وعندما هاجم مقاتلو "الدولة الإسلاميّة" القرى الأيزيديّة القريبة من الحدود السوريّة مطلع أغسطس/آب الماضي، تمكّن بعضهم من الفرار إلى الجبال لكن من دون مياه ولا طعام، في حين ذبح مئات آخرون أو خطفوا، في حين جرى بيع نساء وفتيات كسبايا مقابل بضع مئات الدولارات، بحسب ما أفاد الناجون في شهاداتهم.