ثلاثة حروب مرّت على العراقيين، متسببة بأمراض وتشوهات تعكس نوعية الأسلحة التي استخدمت، إذ يؤكد أطباء وخبراء أن المصابين بالأمراض والتشوهات الناتجة من الحروب ينفقون ملايين الدولارات على علاجات كلفتها باهظة، وغالباً خارج العراق، بحيث يلقى البعض حتفه دون توفر العلاج، يضاف إلى ذلك امتناع الكثيرين عن الزواج مخافة التعرض للتشوهات الخلقية... واقع يلقي بظله على الإنفاق الأسري على الصحة المأخوذ من المدخول الشهري الشحيح، ما يرفع من نسبة المعاناة الاجتماعية والحد من الاندماج الاقتصادي وعدم دخول المصابين بالتشوهات والأمراض وأسرهم في دورة إنتاجية منتظمة.
ضحايا الموت المستمر
يقول الخبير في شؤون الأسلحة الكيميائية، عمر عبد الواحد، لـ "العربي الجديد"، أن كلفة توفير العلاجات من الحروب في العراق "نحو مليون دولار سنوياً بسبب ارتفاع أسعار الأدوية الضرورية للمرضى". ويؤكد عبد الواحد أن" نسبة الإصابات بين العراقيين تصل إلى أكثر من 3%". وأن "العراق يفتقر إلى بعض الأجهزة الخاصة بتوفير العلاجات للمصابين بالأسلحة الكيميائية".
ويلفت إلى أن "العراق يعتبر أحد أكثر البلدان في الشرق الأوسط تعرضاً لحروب، جعلت منه الدولة الأولى في عدد ضحايا الأسلحة الكيميائية، إذ تتصدّر مدينتا حلبجة في محافظة السليمانية شمال العراق ومدينة الفلوجة في الأنبار غربي البلاد عدد الإصابات بفعل الحروب الثلاثة، الحرب العراقية الإيرانية، وحرب الخليج وحرب الاحتلال الأميركي للعراق، والتي خيضت بحجة تدمير الأسلحة الكيميائية"، من دون الحديث عن ضحايا الحرب الدائرة اليوم، بعد سيطرة تنظيم داعش على عدد من المناطق العراقية.
ويؤكد عبد الواحد أن المصابين موزعون على محافظات مختلفة من العراق، وأهم الأمراض التي يعانون منها هي أمراض الجهاز التنفسي، مع وجود تشوّهات خلقية لدى زواج أي شخص مصاب أو فتاة، "ولدينا إحصاءات تشير إلى إصابة نحو 1500 طفل في حرب 2004 بمواجهات بين القوات الأميركية ومقاتلي المدينة، استخدمت فيها القوات الأميركية أسلحة محرمة دولياً، والتي تحوي مادة البوسفور الأبيض، فضلاً عن أسلحة كيميائية ساهمت بشكل كبير في زيادة عدد الإصابات، لتسجل الفلوجة وحدها إصابات تجاوزت نحو 3500 حالة".
اقرأ أيضا: كلفة التلوث في العراق: 6% من الناتج المحلي
ارتفاع النفقات
من جانبه، يقول الطبيب وأحد معالجي المصابين بالأسلحة الكيميائية في العراق، الدكتور عبد الله الأنباري، لـ "العربي الجديد"، إن "الحروب خلقت في العراق أجيالاً من المصابين بالأمراض الوبائية، وسجلت إصابات تفوق الـ 5 آلاف خلال السنوات التي تلت عام 2003، لأن قوات الاحتلال الأميركي استخدمت الكثير من الأسلحة التي تحوي إشعاعات وأسلحة محرّمة دولياً"، مشيراً إلى أن "هذه الإصابات رفعت الإنفاق المالي على العلاجات بشكل كبير بسبب ارتفاع أسعار الأدوية وندرتها في العراق على السواء".
ويؤكد الأنباري أن "المحافظات الجنوبية والأنبار تأثرت بالحروب بشكل قوي، خصوصاً على مدى العشرين عاماً الماضية، هذا فضلاً عن تأثيرات المواد الكيميائية المستخدمة في الزراعة وصيد السمك، وحتى التربة التي كانت تستخدم قواعد للتدريب التابعة للجيش الأميركي".
اقرأ أيضا: الرعاية الصحية: إهمال فمرض.. وموت
ضرورة حصر العدد
ويكشف الأنباري أن "فحص مياه الشرب أظهر أنها غير آمنة صحياً وملوثة، إذ سجّلت مؤخراً معدلات عالية من الوفيات بين النساء والأطفال، في محافظات عدّة في العراق، حيث زادت الإصابات باللوكيميا بنسبة بلغت 22 في المائة مقارنة بعام 2005، كما أصيب الكثير من النساء بسرطان الثدي بزيادة 19 في المائة مقارنة بعام 2015 أيضاً". ويشير إلى "رصد حالات إصابة أطفال بالسرطان بعد مرور 4 أسابيع فقط على ولادتهم، ما يتطلب تقديم الرعاية اللازمة للأمهات خلال فترة الحمل، وكذلك رعاية الطفل بعد الولادة".
ويتابع أن" قوات الاحتلال الأميركية اعترفت بأنها استخدمت اليورانيوم في معركة الفلوجة الثانية في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2004، بينما أكدت مصادر طبية في مستشفى الفلوجة أن عدداً من الوفيات ظهرت عليها أعراض الأسلحة الكيميائية، كما سجلت حالات مرضية وقع أصحابها ضحية اليورانيوم المنضب والخردل والنابالم وغيرها من الأسلحة المحرّم استخدامها في الحروب". ويختم بالقول إن "العراق يحتاج إلى مراجعة حقيقية لوضع جدول علمي لأعداد المصابين بالأمراض التي تسبب بها الحروب".
ضحايا الموت المستمر
يقول الخبير في شؤون الأسلحة الكيميائية، عمر عبد الواحد، لـ "العربي الجديد"، أن كلفة توفير العلاجات من الحروب في العراق "نحو مليون دولار سنوياً بسبب ارتفاع أسعار الأدوية الضرورية للمرضى". ويؤكد عبد الواحد أن" نسبة الإصابات بين العراقيين تصل إلى أكثر من 3%". وأن "العراق يفتقر إلى بعض الأجهزة الخاصة بتوفير العلاجات للمصابين بالأسلحة الكيميائية".
ويلفت إلى أن "العراق يعتبر أحد أكثر البلدان في الشرق الأوسط تعرضاً لحروب، جعلت منه الدولة الأولى في عدد ضحايا الأسلحة الكيميائية، إذ تتصدّر مدينتا حلبجة في محافظة السليمانية شمال العراق ومدينة الفلوجة في الأنبار غربي البلاد عدد الإصابات بفعل الحروب الثلاثة، الحرب العراقية الإيرانية، وحرب الخليج وحرب الاحتلال الأميركي للعراق، والتي خيضت بحجة تدمير الأسلحة الكيميائية"، من دون الحديث عن ضحايا الحرب الدائرة اليوم، بعد سيطرة تنظيم داعش على عدد من المناطق العراقية.
ويؤكد عبد الواحد أن المصابين موزعون على محافظات مختلفة من العراق، وأهم الأمراض التي يعانون منها هي أمراض الجهاز التنفسي، مع وجود تشوّهات خلقية لدى زواج أي شخص مصاب أو فتاة، "ولدينا إحصاءات تشير إلى إصابة نحو 1500 طفل في حرب 2004 بمواجهات بين القوات الأميركية ومقاتلي المدينة، استخدمت فيها القوات الأميركية أسلحة محرمة دولياً، والتي تحوي مادة البوسفور الأبيض، فضلاً عن أسلحة كيميائية ساهمت بشكل كبير في زيادة عدد الإصابات، لتسجل الفلوجة وحدها إصابات تجاوزت نحو 3500 حالة".
اقرأ أيضا: كلفة التلوث في العراق: 6% من الناتج المحلي
ارتفاع النفقات
من جانبه، يقول الطبيب وأحد معالجي المصابين بالأسلحة الكيميائية في العراق، الدكتور عبد الله الأنباري، لـ "العربي الجديد"، إن "الحروب خلقت في العراق أجيالاً من المصابين بالأمراض الوبائية، وسجلت إصابات تفوق الـ 5 آلاف خلال السنوات التي تلت عام 2003، لأن قوات الاحتلال الأميركي استخدمت الكثير من الأسلحة التي تحوي إشعاعات وأسلحة محرّمة دولياً"، مشيراً إلى أن "هذه الإصابات رفعت الإنفاق المالي على العلاجات بشكل كبير بسبب ارتفاع أسعار الأدوية وندرتها في العراق على السواء".
ويؤكد الأنباري أن "المحافظات الجنوبية والأنبار تأثرت بالحروب بشكل قوي، خصوصاً على مدى العشرين عاماً الماضية، هذا فضلاً عن تأثيرات المواد الكيميائية المستخدمة في الزراعة وصيد السمك، وحتى التربة التي كانت تستخدم قواعد للتدريب التابعة للجيش الأميركي".
اقرأ أيضا: الرعاية الصحية: إهمال فمرض.. وموت
ضرورة حصر العدد
ويكشف الأنباري أن "فحص مياه الشرب أظهر أنها غير آمنة صحياً وملوثة، إذ سجّلت مؤخراً معدلات عالية من الوفيات بين النساء والأطفال، في محافظات عدّة في العراق، حيث زادت الإصابات باللوكيميا بنسبة بلغت 22 في المائة مقارنة بعام 2005، كما أصيب الكثير من النساء بسرطان الثدي بزيادة 19 في المائة مقارنة بعام 2015 أيضاً". ويشير إلى "رصد حالات إصابة أطفال بالسرطان بعد مرور 4 أسابيع فقط على ولادتهم، ما يتطلب تقديم الرعاية اللازمة للأمهات خلال فترة الحمل، وكذلك رعاية الطفل بعد الولادة".
ويتابع أن" قوات الاحتلال الأميركية اعترفت بأنها استخدمت اليورانيوم في معركة الفلوجة الثانية في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2004، بينما أكدت مصادر طبية في مستشفى الفلوجة أن عدداً من الوفيات ظهرت عليها أعراض الأسلحة الكيميائية، كما سجلت حالات مرضية وقع أصحابها ضحية اليورانيوم المنضب والخردل والنابالم وغيرها من الأسلحة المحرّم استخدامها في الحروب". ويختم بالقول إن "العراق يحتاج إلى مراجعة حقيقية لوضع جدول علمي لأعداد المصابين بالأمراض التي تسبب بها الحروب".