العراقيون يدعون لمقاطعة البضائع الإيرانية: "خليها_تخيس"

03 نوفمبر 2019
تستحوذ طهران على السوق العراقية منذ عام 2003(فرانس برس)
+ الخط -

أطلق ناشطون ومدونون عراقيون حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة البضائع الإيرانية في العراق، بالتزامن مع شعارات مماثلة في التظاهرات ببغداد ومدن جنوب ووسط البلاد تحت وسم "خليها تخيس" احتجاجاً على التدخل الإيراني في البلاد، الذي وصفوه بالتدميري والمؤذي لوحدة المجتمع العراقي ومستقبله، وذلك بعد ساعات من تصريحات للمرشد الإيراني علي خامنئي وصف فيها التظاهرات في العراق بأنها شغب وطالب بإنهائها.

ويبلغ حجم التبادل التجاري بين العراق وإيران أكثر من 12 مليار دولار سنوياً حيث يستورد العراق أغلب احتياجاته الزراعية والصناعية والإنشائية عدا عن الغاز والبنزين من إيران منذ الغزو الأميركي للبلاد، مع استمرار شلل غير مفهوم حتى الآن بالقطاعات الإنتاجية العراقية خاصة الزراعة والصناعة.

واعتبر خبراء أن نجاح مقاطعة البضائع الإيرانية في عموم العراق سيشكل ذلك ضربة للاقتصاد الإيراني المتهاوي أساساً بسبب العقوبات الأميركية خاصة أن السوق العراقي أكبر سوق مستهلك للبضائع الإيرانية في المنطقة.

يقول الخبير الاقتصادي مؤمن الزبيدي إن "مقاطعة البضائع الإيرانية ستعود بخسائر كبيرة على الاقتصاد الإيراني في حال نفذت فعلا فواردات إيران المالية من تصدير سلعها للعراق مهددة بالتراجع بعد أن كانت تطمح لرفعها إلى 20 مليار دولار سنوياً كتبادل تجاري لسلع ومنتجات كثيرة جداً".


ويضيف الزبيدي لـ"العربي الجديد" أن ردود الفعل الشعبية الكبيرة والتجاوب مع الحملة قد يخلق أزمة بالسوق العراقي التي تتكدس فيها البضائع الإيرانية إذا ما تم تطبيق حملة المقاطعة على نطاق واسع.


وتستحوذ طهران على السوق العراقية منذ عام 2003، أمام منافسيها الآخرين مثل الصين وتركيا ودول أخرى في وقت تبلغ فيه تجارة العراق الخارجية نحو 40 مليار دولار سنوياً معظمها مع إيران.

ويرى الخبير الاستراتيجي عبد الغفار الداوودي أن" إيران تسيطر على السوق العراقية تماماً عبر أذرعها ومليشياتها والأحزاب الحاكمة الموالية لها في بغداد وقد ساهمت السوق العراقية بنمو الاقتصاد الإيراني بنسبة 12% تقريباً خلال العام الماضي لأن البضائع الإيرانية لا تجد لها مستهلكين في الدول الأخرى غير العراق لرداءتها"، بحسب تعبيره.

ويتابع الداوودي أن "اقتصاد إيران وتجارتها الخارجية في هذا الوقت تحديدا بعد العقوبات الأميركية يعتمد تماما على السوق العراقية وأي مقاطعة شاملة في الداخل العراقي ستوجه ضربة قاضية لن تستطيع إيران الإفاقة منها لسنوات وسيزيد الاحتقان الشعبي داخل إيران حتما وقد تتعرض لانهيار اقتصادي غير مسبوق".

الناشطون من جانبهم حثوا بقوة على مقاطعة البضائع الإيرانية معتبرين أنها إجراء شعبي مهم لمعاقبة إيران على ما فعلته بالعراق منذ عام 2003 وتدخلاتها المستمرة ومساهمتها في قتل العراقيين ودعم الأحزاب الفاسدة في بغداد


وكتب قيصر العبيدي "قاطعوا البضائع الإيرانية فكل مبلغ تدفعه لشراء بضاعة إيرانية يشترون به سلاحا ليقتلوك".

بينما دعا طلال الحداد "جميع أحرار العراق إلى إضراب عام ومقاطعة البضائع الإيرانية وإعلان مقاطعة جميع المنتجات الإيرانية أمام جرائم مغول العصر".


واعتبر الغيث العراقي أن "حملة المقاطعة جاءت بعد اعتبار خامنئي تظاهرات العراق شغباً وفوضى مطالباً المتظاهرين بالتغيير وفق الأطر الدستورية ما اعتبره بعض المحتجين تدخلاً سافراً في شؤون بلدهم".


وقال الكاتب محسن الرملي على صفحته الرسمية" الشباب الحر الواعي يطلب منا القيام بحملة توعية شاملة وطويلة النفس لمقاطعة البضائع الإيرانية فما تفعله إيران وذيولها بشبابنا الأحرار واستعدادها لحرق بلدنا كله هو كي يبقى سوقاً لتصريف بضائعها وهي التي حرقت المحاصيل الزراعية وجففت الأنهار وتمنع مشاريع الكهرباء والبناء وغيرها".


وأعلن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف خلال زيارته للعراق في يناير/ كانون الثاني 2019 عن نية بلاده رفع حجم التبادل التجاري مع العراق الى 20 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2020.



ويستورد العراق من إيران منتجات الألبان والفواكه والمعلبات الغذائية ومواد البناء كالإسمنت والطابوق وحديد التسليح والأسمدة والمبيدات الزراعية والأقمشة والسيارات والدواجن والكهربائيات فضلاً عن البتروكيماويات والغاز السائل ومنتجات أخرى كثيرة جداً معظمها رديئة أو منتهية الصلاحية

وتأتي هذه الحملة بالتزامن مع غضب عراقي عارم وغير مسبوق ضد التدخلات الإيرانية المستمرة ظهر جلياً خلال التظاهرات الأخيرة وخاصة بعد تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي التي أساء فيها للمتظاهرين في العراق بحسب مراقبين.

المساهمون