العالم يترقب تداعيات عودة الطلاب إلى المدارس في ظل كورونا

09 اغسطس 2020
على التلاميذ والمعلمين ارتداء كمامات في الممرات(كريستيان أندر/Getty)
+ الخط -

مع بدء 16 ولاية ألمانية إرسال ملايين الأطفال إلى المدارس، في خضم جائحة فيروس كورونا، بات الجميع يعيش في حالة من الترقب وعدم اليقين، مع خليط من اللوائح الإقليمية التي أقرّ مسؤولون بأنها قد تنجح أو تفشل في ظل تزايد أرقام الإصابات مرة أخرى، إذ تجاوزت ألف إصابة يومياً في الأيام الماضية، لأول مرة منذ حوالي ثلاثة أشهر.

ونالت ألمانيا إشادة لنجاحها في إبطاء انتشار الفيروس بسرعة وكفاءة. لكن فتح المدارس هو تحدٍ جديد، حيث تكافح البلاد لتحقيق التوازن بين مخاوف الآباء والأطفال القلقين، والعلماء المشكّكين، والمعلّمين القلقين والمسؤولين المرهقين.

وقال تورستن كوهني، المسؤول عن المدارس في بانكوف، المنطقة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في برلين، حيث يعود 45 ألف طالب إلى المدارس، غدا الاثنين: "لن يكون هناك يقين بنسبة 100 بالمائة. نحاول تقليل المخاطر قدر الإمكان".

وفي الولايات المتحدة، يضغط الرئيس دونالد ترامب لإعادة فتح المدارس، حتى مع اقتراب البلاد من تسجيل 5 ملايين إصابة بفيروس كورونا، ومضت دول أخرى في خططها لاستئناف الدراسة على الرغم من تزايد الإصابات، لكن الأنظار تتّجه إلى التجربة الألمانية لمعرفة ما سيصلح من الإجراءات وما لن يصلح.

وقالت الأمم المتحدة، هذا الأسبوع، إنّ حوالي 100 دولة لم تعلن بعد عن موعد إعادة فتح المدارس، وحذّر الأمين العام، أنطونيو غوتيريس، من "كارثة جيلية" محتملة في التعليم، وحثّ على جعل إعادة بدء الدراسة "أولوية قصوى" بمجرد سيطرة البلدان على فيروس كورونا.

وسجّلت ألمانيا حوالي 217 ألف إصابة بالفيروس، من بينها 9200 حالة وفاة، وخفضت ذروة الإصابة من حوالي 6000 إصابة يومية جديدة، في مارس/ آذار، إلى بضع مئات.
تقول دورين سيبرنيك، التي ترأس فرع نقابة المعلمين الألمانية في برلين، "المخاوف هائلة، لأن المدارس نقاط ساخنة. أعلم أنّ هناك تلاميذ يأتون إلى المدارس، ولديهم اتصال بمئات وآلاف الأشخاص كل يوم".

وتتضمن خطة برلين مطالبة التلاميذ والمعلمين بارتداء كمامات في الممرات، لكن ليس أثناء الحصص أو في الملعب. كما سيتم السماح لهم بممارسة الرياضة والموسيقى والدراما، لكن مع وجود قيود تتضمن مطالبة أعضاء الكورال بالابتعاد عن بعضهم البعض بمسافة مترين على الأقل.

وقالت وزيرة التعليم في برلين ساندرا شيريس: "من المستحيل إبقاء الطلاب دائماً على بعد 1.5 متر من بعضهم البعض، لكن يجب الحفاظ على مسافة إذا كان ذلك ممكناً. يجب تجنّب الاختلاط، إذا انتشر الفيروس، فإنّ المتضررين فقط سيحتاجون إلى الخضوع للحجر الصحي".

وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إنّ إعادة فتح المدارس في سبتمبر/ أيلول المقبل، ضرورة اجتماعية واقتصادية وأخلاقية، مشدداً على أنها ستكون قادرة على استئناف الدراسة بأمان، بالرغم من استمرار تهديد جائحة فيروس كورونا.

جاءت تصريحات جونسون تكراراً لأخرى أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي نادى الشهر الماضي بإعادة فتح المدارس في الخريف، كما هي تأتي بعد دراسة حذّرت، في وقت سابق من الشهر، من أنّ بريطانيا تواجه خطر موجة ثانية من كوفيد-19 في الشتاء، ستكون أكبر بمرّتين من التفشي الأول، إذا ما فتحت المدارس أبوابها من دون نظام مطوّر للفحوص وتتبّع الإصابات.

وكتب جونسون في صحيفة "ذا ميل أون صنداي" أنّ إعادة فتح المدارس أولوية وطنية. ونقلت عنه صحيفة أخرى قوله في اجتماع، يوم الخميس الماضي، إنّ المدارس ستكون آخر ما يغلق أبوابه في أي عمليات إغلاق تأتي في المستقبل، ضمن إجراءات عزل عام محلية.

وأُغلقت المدارس في إنجلترا، في مارس/ آذار، خلال عزل عام وطني، مع استثناء أطفال العاملين في مجالات أساسية، وعاودت الفتح في يونيو/ حزيران أمام عدد صغير من التلاميذ.

وحذّر جونسون من أنّ التكاليف الاقتصادية التي يتكبّدها الآباء، غير القادرين على العمل في ظلّ إغلاق المدارس، تتزايد، وأنّ البلاد تواجه مشكلات كبيرة إذا فوّت الأطفال تعليمهم.

وكتب أن "الجائحة لم تنته، آخر ما يمكن لأيّ منّا تحمّل تبعاته هو أن نصبح متراخين. لكن الآن، بعدما أصبحنا نعرف ما يكفي لإعادة فتح المدارس أمام جميع التلاميذ بأمان، علينا واجب أخلاقي بفعل ذلك".

وذكرت صحيفة "صنداي تايمز" أنّه أمر حملة علاقات عامة بضمان فتح المدارس في الموعد، وقال في اجتماع الأسبوع الماضي إنّ المدارس ينبغي أن تكون آخر ما يغلق أبوابه بعد المطاعم والحانات والمتاجر.

(رويترز، أسوشييتد برس)

المساهمون