العالم إلى أين؟

01 مارس 2015
+ الخط -
مَن ينظر إلى عالمنا، الآن، لمحاولة فهم ما يدور فيه، من المؤكد أنه سيفشل فى ذلك لكثرة الأحداث والأفكار والمتناقضات فيه. فما يقال، دائماً، بخلاف ما يطبّق على أرض الواقع، وكل القوانين الموضوعة تسير في اتجاه، وما يطبق يخالفها تماماً في أغلب الأحيان، حتى الديانات السماوية جاءت بتعاليم واضحة، كلها تحث على الصدق والأمانة واحترام الإنسان. كل القوانين والديانات السماوية، وحتى الوضعية منها، تدعو إلى السلام والأمان ولم يسمع أحد في أي قانون وضعي أو في أي ديانة ما يحث على العنف والقتل والدمار. فإذا نظرنا إلى الإسلام، نجد في القرآن الكريم قوله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، وأيضاً، قوله تعالى (ولا تستوي الحسنة، ولا السيئة، ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة، كأنه وليٌّ حميم). وإذا نظرنا إلى المسيحية، نجد قول السيد المسيح عليه السلام (طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يُدعَون). حتى في الديانات الوضيعة، كالبوذية، نجد بوذا نفسه يقول (قل الحقيقة، وكن معتدلاً ومنفتحاً، وتكلّم بلطف إلى الأشخاص، لا تصرخ عليهم، كن حكيماً، وتجنّب الطمع والأنانية)، وعلى الرغم من ذلك كله، لا تكاد تخلو منطقة في العالم من القتل والدمار والانتهازية، وكأن ذلك العالم فقد عقله، على الرغم من كل  تلك المظاهر العلمية المذهلة، إلا أنه غارق في الجهل والتخلّف. والسؤال، هنا، على أي دين، أو قانون، يستند أصحاب القرار في ذلك العالم؟ أم أنهم نصّبوا أنفسهم آلهة فوق كل قانون ودين، وتجرّدوا من كل تلك المعاني، وأصبحوا يقررون على حسب أهوائهم ونفوسهم المريضة؟
54371B97-F27A-4F03-A352-C9873B781B99
54371B97-F27A-4F03-A352-C9873B781B99
السعيد حمدي (مصر)
السعيد حمدي (مصر)