الصحف الدنماركية تتضامن مع الأميركية ضد "أساليب ترامب القذرة"

16 اغسطس 2018
دعم دنماركي للصحف الأميركية في مواجهة ترامب (العربي الجديد)
+ الخط -
صدرت طبعات كبريات الصحف الدنماركية، اليوم الخميس، متخذةً موقفاً مسانداً لنظيراتها الأميركية بوجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي اعتبر الصحافة "عدوة الشعب". وأجمعت صحف الدنمارك الرئيسية على اعتبار "هجوم ترامب على الصحافة الحرة مقلقاً جداً".

يأتي ذلك في سياق قيام أكثر من 300 صحيفة أميركية بنشر افتتاحيات تدافع عن حرية الصحافة ضد هجوم ترامب عليها. فإلى جانب اعتبار الصحافة عدوة، يتهمها ترامب بالكذب، وخصوصًا تلك التي تتناول سياساته بالنقد.

وذهبت افتتاحية "بوليتيكن" لاعتبار مبعث موقفها المؤيد للصحافة الأميركية "لا يرتبط بالشفقة على وسائل الإعلام الأميركية، لكن بالشعور بالقلق من استخدام ترامب سلطته لتشويه وابتزاز الصحافة الحرة".

بكل وضوح، عبرت "بوليتيكن" تحت عنوان "ادعاءات زائفة"، عن موقفها بالقول إن "الأساليب القذرة للرئيس (الأميركي دونالد ترامب) تشكل اتجاهاً خطيراً في عصرنا الراهن حيث تشهد وسائل الإعلام الاجتماعي انتشارا للشائعات والتحيزات بطريقة فيروسية في ثوان معدودة، وهو أمر يستغله ترامب بطريقة مخيفة ومثيرة للسخرية".

واعتبرت الصحيفة أن "محاولات ترامب لتشويه الصحافة هي بمثابة تحطيم لميكانيزمات المجتمعات في ممارسة السلطة الرقابية لدورها والحد من عملها".



وفي الاتجاه ذاته، ذهبت "بيرلنغسكا"، الصادرة عن مؤسسة إعلامية بالاسم نفسه ولديها عدد من الصحف الوطنية والمحلية، معتبرةً تحت عنوان "ترامب يخلق أجواء حرب ضد الصحافة والصحافيين"، أن "الاتهامات بهذا الشكل، التي يطلقها ترامب بعدوانية، تثير مخاوف الصحافيين من أن تحفز مناصريه للجوء إلى العنف كوسيلة بوجه حرية الصحافة".

وفي الوقت نفسه، رأت هذه الصحيفة الليبرالية أن "بعض الإعلام الأميركي وقع في مطب حفر خنادق للدخول في حرب مع ترامب"، وأنها ليست جزءاً من الحملة الجماعية "لكن قدر اعتداءات ترامب على الصحافة وصل إلى مستوى يجعل الموضوع ذا صلة بحيث يتطلب مثل هذه الافتتاحية".

يومية "كريستلي داوبلاديت"، التي تعبر أكثر عن تيار شعبي وسياسي مسيحي في الدنمارك، ورغم أنها اعتبرت، أمس الأربعاء، أنه "يجب على أوروبا الوقوف مع ترامب بوجه تركيا"، إلا أنها، اليوم، اعتبرت أن "الأمر يحمل أهمية خاصة لوسائل الإعلام الدنماركي حين يتصل الأمر بالمعركة من أجل حرية الصحافة، حيث هناك تيارات شبيهة بالتعرض لها في بلدنا أيضا".

وتمضي "كريستلي داوبلايت" قائلة في افتتاحيتها: "هنا في بلدنا أصبحت لدى السياسيين شهية أكبر للسيطرة ورغبة في تقرير تفاصيل ما تنشره الصحافة، وهذا شيء مقلق جدا".

وتتفق هذه الصحف بالعموم على أن الصحافة "يجب في الوقت عينه أن تقبل النقد، فذلك أمر مهم، لا يقلل من ضرورة تضامن الصحف ووقوفها إلى جانب بعضها دفاعا عن حريتها".


واعتبرت صحيفة "إنفارمسيون"، ذات الشعبية اليسارية والأكاديمية، تحت عنوان "أيضاً الصحافة عليها أن تقاتل من أجل ما تؤمن به"، أن "السؤال الأساسي هو حول ما إذا كان على الصحافة الدفاع عن نفسها بشكل نشط، وما إذا كان النشاط يشمل أيضا التحدث باسم الآخرين".

"إنفارماسيون" اعتبرت أن "الجميع ممكن أن يكون في داخله ترامب صغير في الموقف من ترامب، فهو يحوّل النقد إلى قدح وسباب وعراك وخلق تشويهات وجعل منتقديه في صور أعداء شيطانيين".

واستدعت الصحيفة في موقفها رأي الباحثين دافيد كاي وإيدسون لانزا لشرح أهداف ترامب من تحقير وإهانة الصحافة ووسائل الإعلام باتهامها تارة بأنها عدو للشعب وفي أخرى بـ"صحافة التزييف"، لأن "استراتيجيته تقوم على تقويض الثقة في الصحافة وخلق شكوك حول الحقائق".

وتمضي الصحيفة إلى اعتبار ترامب "يقوم باستغلال متطرف لنيتشه حول أن الحقائق هي تفسيرات وتأويلات التي هي أيضا ممارسة للسلطة، فتطرف ترامب في أحادية فهمه لفكرة نيتشه تجعله ينظر لمسألة أن ليست الحقائق بحقائق حين تكون منتقدة له".

وما تدعو إليه إنفارماسيون على الصعيد العالمي "أن تبقى الصحافة تمارس سلطتها الرقابية والنقدية كناشط منخرط في مجتمعاتها، التي يجب أيضا أن تراقب فيها الاتجاهات الاجتماعية المدمرة وإلا فستفقد بفشل تحملها مسؤولياتها مكانتها المتميزة في مجتمعاتها تلك". وتمضي لتقول "نحن في يومية إنفارماسيون تأسسنا أثناء فترة الاحتلال النازي والكفاح المسلح ضده ولنصرة فكرة حرية الصحافة كشرط رئيس للتحدث نيابة عن الآخرين، المسألة محقة ومبدئية".

وتختم إنفارمسيون بالتأكيد على "ضرورة التنبه إلى أهمية أن ترد وسائل الإعلام بدل التحول إلى السلبية والتفرج على ما يجري بحقها وغيرها أينما كان". ​