واقتبست الصحف، في تقارير موسعة، أبرز ما جاء في تقرير اللجنة التي ترأسها، منذ عام 2009، السير جون تشيلكوت، كما أبرزت الرد الفوري الذي قدمه، أمس، رئيس الوزراء الأسبق، توني بلير.
وركزت الصحف على الخلاصات الأساسية التي وردت في تقرير لجنة "تشيلكوت"، وأهمها أن الغزو لم يكن الخيار الأخير، وأن حرب عام 2003، لم تكن ضرورية، وقامت على أساس معلومات استخباراتية ضعيفة.
كما تناولت الصحف في مجملها، ما أورده تقرير لجنة التحقيق حول سوء الاستعداد العسكري للحرب، وسوء التخطيط لمرحلة ما بعد الغزو.
وعنونت الصحف البريطانية في صفحاتها الأولى، باعتذار توني بلير، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده، أمس الأربعاء، عن خوض الحرب على العراق، مع الإشارة إلى إصراره على عدم الندم على قراره، وتأكيده، في نفس الوقت، أنه كان "سيتخذ نفس القرار لو عاد به الزمن مرة أخرى".
ونشرت معظم الصحف، صوراً كبيرة تُظهر تلون قسمات وجه توني بلير، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس، مع تعليقات يبدو أكثرها شامتاً فيه، وهو الذي ظهر مُنكسراً بعد ما سمعه من السير جون تشيلكوت.
من جانبها، وضعت صحيفة "ديلي ميل" في صفحتها الأولى، صورة لتوني بلير، مع عنوان عريض "وحش من الوهم".
أما صحيفة "التايمز"، فاختارت عنواناً فوق صورة بلير: "حرب بلير الشخصية".
من جهتها، كتبت صحيفة "ذا صن" عنواناً فوق صورة رئيس الوزراء الأسبق، خلال مؤتمره الصحافي، يصف مزاعمه بـ"أسلحة الخداع الشامل".
إلى ذلك، دعت صحيفة "مورننغ ستار" في صفحتها الأولى إلى محاكمة توني بلير، على اتخاذه قرار خوض الحرب على العراق، وكتبت دعوتها تحت عنوان "اجعلوا هذا الإرهابي يذهب إلى المحاكمة". وذهبت في الاتجاه ذاته صحيفة "ذا صن"، إذ كتب جيمس كوكس، أنه لا يزال من الممكن سحب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير إلى المحكمة بسبب قراره أخذ المملكة المتحدة إلى الحرب في العراق.
وقال كوكس، إن النتائج التي كشف عنها تقرير "تشيلكوت"، قد تؤدي إلى تدخل محكمة الجنايات الدولية للتحقيق في أي أعمال إبادة جماعية، وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب، ارتكبت من قبل مواطنين بريطانيين خلال الحرب.
بدورها، تطرقت صحيفة "تليغراف" إلى المؤتمر الصحافي الذي عقده توني بلير، وأشارت إلى أن الأخير ظهر "رجلاً منكسرًا" خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده للتعليق على تقرير تشيلكوت، مضيفةً أن الشعب البريطاني الذي صدقه خلال حرب العراق، لن يقوم بتصديق أي شيء يقوله مرة أخرى، وسيظل دائماً مشبوهاً.
وفي افتتاحية مطولة، قالت صحيفة "الغارديان"، إن سمعت بلير لن تتعافى، وقد لفّ تقرير "تشيلكوت" حول عنقه حكماً لا يرحم.
في مقال في الصحيفة ذاتها، كتب أوين جونز، أن الحرب على العراق لم تكن خطأ، بل جريمة.
وفي السياق ذاته، قالت صحيفة "مترو"، إن سمعة توني بلير السياسية أصبحت بالية، بعد تقرير "تشيلكوت" عن حرب العراق. مقتبسة قول بلير، خلال خطابه، أنه سيعيد غزو العراق مرة أخرى لو عاد به الزمن إلى الوراء.
ونشرت صحيفة الـ"إندبندنت"، صورة لتوني بلير وهو ينظر بأسى خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس للحديث عن حرب العراق 2003، قائلة إن "رئيس الوزراء السابق قرر، منذ 13 عاماً، أن يورط بلاده في غزو العراق بدون أي سبب محدد". كما نشرت موضوعاً بعنوان "انقلب سحر توني بلير على الساحر: كيف تتسق ادعاءاته مع تقرير تشيلكوت؟".
وعلق الصحافي أندي ماكسميث على المؤتمر الصحافي لتوني بلير، بالقول إن "رئيس الوزراء الأسبق بدا منهكاً خلال المؤتمر الذي استمر نحو ساعتين، وصارع خلاله للدفاع عن سمعته التي تحطمت في العراق".
وكتب ماكسميث: "ليس هذا توني بلير الواثق من نفسه الذي عرفناه في السابق، فقد بدا شخصاً على حافة الانهيار، وحشرجة صوته أوحت بأنه على حافة البكاء، فقد كان يدافع عما لا يمكن الدفاع عنه، وقال أموراً لا تتفق مع الحقيقة باستمرار".
واعتبرت صحيفة "إندبندنت"، أن ذبح الأبرياء العراقيين، الذي تواطأت فيه بريطانيا، كان أكبر خطأ في التاريخ العالمي الحديث، ولا يمكن أن يُغفر أبداً".
ونشرت الصحيفة ذاتها، مقالاً لمحرر الشؤون الدبلوماسية، الكاتب باتريك وينتور، بعنوان "ملفات استخباراتية ترجح أن غزو العراق ساعد على ظهور تنظيم (الدولة الإسلامية)".
وأورد وينترو في ملفه، أن "ما كُشف من مستندات الحكومة البريطانية، يُوضح بشكل جلي تحذيرات الأجهزة الاستخباراتية من خطر الجماعات الجهادية"، وأن "هذه الأجهزة أكدت أن غزو العراق كان السبب الرئيسي في زيادة خطر الهجمات الإرهابية على بريطانيا، وتمدد تنظيم (داعش)".