الصحافة السعودية: كل تغيير مفيد

30 نوفمبر 2014
خوجة ( Getty)
+ الخط -
كل تغيير مفيد. هكذا علّق إعلاميون سعوديون على التغييرات التي حدثت أخيراً في المشهد الإعلامي السعودي، وإن كانوا يؤكدون أيضاً بأن صورة المشهد لا تزال غير واضحة المعالم. 
وقد تلاحقت أخيراً في فترة وجيزة لم تصل إلى شهر، ثلاث استقالات إدارية في الوسط الإعلامي السعودي. البداية كانت مع إعفاء رأس هرم الإعلام السعودي، وزير الثقافة والإعلام، عبد العزيز خوجة، من مهامه. وقد جاء إعفاؤه كما أكد البيان الرسمي بناء على طلبه. فيما عزاه البعض إلى إغلاقه قناة "وصال" المحرضة على الطائفية إثر حادثة قرية "الدالوة".

تلا ذلك بعد أسبوعين تقريباً استقالة رئيس تحرير صحيفة "مكة" عثمان الصيني؛ واختلف حول سبب استقالته. ففي الوقت الذي أكد هو أن دوره في تأسيس الصحيفة انتهى، أرجع إعلاميون السبب لخلافات إدارية بينه وبين القائمين على الصحيفة.

وكانت الاستقالة الثالثة قبل أسبوع فقط من نصيب المدير العام لقناة "العربية"، عبد الرحمن الراشد، وقد وافق عليها رئيس مجلس إدارة "مجموعة MBC"، الشيخ وليد بن إبراهيم آل إبراهيم، ملبياً، بحسب ما ذكر، رغبة الراشد بعد محاولات عدة لثنيه عنها. وتقرر تعيين الدكتور عادل الطريفي، في منصب المدير العام للقناة، والذي كان يشغل منصب نائب المدير العام.

لكن رغم ذلك يؤكد إعلاميون سعوديون لـ "العربي الجديد" بأن لا تغيير ملحوظاً يتبدى على السطح حتى الآن، ويقول آخرون بأن خروج هؤلاء ومجيء غيرهم لن يؤثر بشكل ملحوظ؛ لأنه سبق وأن استقال العديد من الإعلاميين الكبار وتنحّوا عن مناصبهم، أمثال قينان الغامدي ومحمد التونسي، ولم يتغير شيء يذكر، إلا على مستوى بسيط يكاد يكون غير ملحوظ. وأكدوا بأن ما يخدم المشهد في الإعلام السعودي حقيقة بشكل جذري هو إنشاء نقابة "تفلتر"، ما علق بالوسط من شوائب ووسخ.

ويعزو الصحافي حسين علي السبب في عدم وضوح التغيير إلى أن: "طبيعة التغيير بطيئة، والبطء أفضل لأنه يجعله حراكاً طبيعياً ينتج آلياته من ذاته وليس من خارجه فتتجذر فيه ولا تكون عابرة، وأكد بأن كل تغيير مفيد إجمالاً.

فيما يؤكد الصحافي علي سعيد، بأنه لا يمكن النظر لاستقالات إعلامية أو تغيير في مواقع أشخاص على أنه مؤشر لتحول هام في المشهد الإعلامي السعودي، ليس لأنه من المبكر الحكم على هذه التغيرات، كون الأمور لم تتضح بعد، لأن السياسة الإعلامية العامة في البلاد (السعودية) لا تخضع لإدارة أشخاص معينين في هذه المؤسسة الإعلامية أو تلك بل لسياسات إعلامية ودعائية عامة.
ويؤكد: فمثل هذه التغييرات ربما تعتبر مرحلية، وليست استراتيجية إذا ما نظرنا لحدث مفصلي هام وقع على الأرض وأثر في مجمل الخطاب الإعلامي الوطني، أعني بلا شك حادثة اعتداء قرية الدالوة شرق السعودية".
ويضيف: "تحليل مضمون الخطاب الإعلامي المحلي قبل وبعد هذا الحدث بمقدورة كشف التحول، والذي قد يكون استقالة هذا أو ذاك واحدة من تبعاته. إن هذا الاعتداء الأثيم والخطير على المدى البعيد، هو من أشعر الجميع بالخطر، كون التطرف كرة نار إذا لم تخمد فهي قابلة للاشتعال في كل الاتجاهات".
المساهمون