الشمال السوري ينتظر خطة منظمة الصحة العالمية للوقاية من كورونا

31 مارس 2020
انتشار كورونا في الشمال السوري سيفاقم المأساة(محمد قدور/فرانس برس)
+ الخط -
تنتظر مناطق شمال غربي سورية، الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة المعارضة، أن تستكمل منظمة الصحة العالمية خطتها الوقائية لمواجهة تفشي فيروس كورونا، في حين لم تثبت الفحوص المخبرية، التي أجريت مؤخراً في إدلب، وجود أية إصابة بالفيروس.

وتتعجل مديريات الصحة في الشمال السوري افتتاح منظمة الصحة العالمية ثلاثة مشاف تم الاتفاق على تخصيصها لاستقبال المصابين بفيروس كورونا، و28 مركز عزل ومنظومة إحالة، إضافة إلى استكمال حملات التوعية في المناطق السكنية، وتوفير الأدوية وغيرها من المستلزمات الطبية، حسب قول مدير مديرية الصحة الحرة في إدلب، منذر خليل، لوسائل إعلام محلية.

ورغم عدم تسجيل أية إصابة بالفيروس في الشمال السوري، الذي يضم أكثر من أربعة ملايين شخص، إلا أن الدعوات والمناشدات لتأمين الاحتياجات الضرورية تتواصل في ظل تردي الواقع الصحي في المخيمات، وقلة عدد الكادر الطبي، ونقص الأدوية، وقلة عدد المنشآت الصحية.

وحذرت منظمة الصحة العالمية مؤخراً من تدهور الوضع الصحي في سورية، في حال انتشار كورونا. وسبق أن جهزت المنظمة مختبراً للتقصي الوبائي بالأجهزة الخاصة لإجراء تحليلات كورونا، حسب تأكيد مدير المخبر، شهم مكي، لـ"العربي الجديد"، مبينا أن المختبر أجرى حتى اليوم تحاليل لـ18 عينة، وكانت جميعها سلبية.

وقال مدير مديرية الصحة الحرة في حلب، حسن عبيد، لـ"العربي الجديد"، إن "الإمكانات الطبية ضعيفة في المنطقة التي تضم أكثر من أربعة ملايين شخص، والتي لا يتوفر فيها سوى 600 طبيب، أي طبيب واحد لكل ستة آلاف شخص".

وبينت تقارير دولية أن الخطة الوقائية، التي وضعتها منظمة الصحة العالمية، تحتاج إلى 35 مليون دولار أميركي لتنفيذها، فبالإضافة إلى تجهيز المشافي الثلاثة الموزعة ما بين مدينة إدلب وبلدة سلقين في الريف الشمالي الغربي من إدلب، وبلدة دارة عزة في الريف الغربي من حلب، يتوقع أن يصل في الأيام المقبلة نحو خمسة آلاف كاشف خاص بالتحاليل الطبية، وعشرة آلاف قفاز طبي، وعشرة آلاف قناع جراحي، و500 قناع تنفس، و900 واق للوجه، و200 نظارة واقية، إضافة إلى شراء 60 جهاز تهوية، في حين يتم تدريب 540 عاملا في القطاع الصحي، موزعين على 180 منشأة صحية في المنطقة.

بدوره، قال مدير فريق "منسقو استجابة سورية"، محمد الحلاج، لـ"العربي الجديد"، إنهم أجروا تقييماً يبين قدرة القطاع الصحي في شمال غرب سورية على مجابهة فيروس كورونا، واتضح منه أن "عدد الأسرة ضمن المشافي يبلغ 1689 سريرا، ليكون كل سرير مخصصا لـ2378 شخصاً، وفي العناية المركزة يرتفع العدد ليصبح سريرا واحدا لكل 16534 شخصا، ويصل الرقم إلى 37549 شخصا لكل جهاز تنفس صناعي، كما أن حصة وحدة العزل الواحدة، من بين 32 وحدة عزل، بلغت أكثر من 125 ألف شخص".

وسجلت في سورية، أمس الاثنين، وفاة ثانية من المصابين بفيروس كورونا العشرة، والذين يحضعون للحجر الصحي، في حين اتخذت إجراءات وقائية آخرها منع التنقل بين الأرياف ومراكز المدن في مناطق سيطرة النظام.

المساهمون