الشاهد أمام البرلمان: حكومة حرب إلى عام 2020

تونس

آدم يوسف

avata
آدم يوسف
11 سبتمبر 2017
7E6EAFA2-6F5C-41F1-B4DA-0F1AF1086F77
+ الخط -
بدا رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، اليوم الإثنين، واثقاً من نيل ثقة أعضاء البرلمان بل ومتيقناً من بقاء حكومة الوحدة الوطنية إلى العام 2020، رافعاً في تلك الأثناء شعار الحرب على الإرهاب والفساد والفقر والبطالة مجدداً، إلى جانب وعوده بالبناء والنمو والرخاء.

مرت سنة على نيل الشاهد وحكومته ثقة أعضاء مجلس الشعب ويعود اليوم تحت قبة البرلمان طالباً الثقة للتحوير الوزاري، الذي أدخله على حكومة الوحدة الوطنية، وعدل بمقتضاه 13 حقيبة وزارية و7 كتابات دولة.

واعتبر الشاهد، في كلمته التي ألقاها أمام البرلمان، أنه حافظ عبر هذا التحوير، على روح الوحدة الوطنية، والتوافق السياسي الواسع الذي كرسه اتفاق قرطاج انطلاقاً من إيمانه بأن الفترة المقبلة تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى تكاتف جهود كل القوى الوطنية في خدمة تونس.

وأكّد رئيس الحكومة أن هذه الحكومة ستكون في الفترة المقبلة حتى 2020 بمثابة حكومة حرب، "حرب على الإرهاب، والفساد، وحرب من أجل النمو وضد البطالة والتفاوت الجهوي"، مبيناً أن أول شرط لكسب هذه الحرب هو الوحدة الوطنية.
وتعهد الشاهد بمواصلة حكومته خوض معركة محاربة الفساد، التي ستكون أولوية الوزراء الجدد وبقية الفريق الحكومي، مبيناً أنه لا مكان لأي وزير مدان قضائياً داخل الفريق، حيث قال "أؤكد شخصياً لكل أعضاء الحكومة أنه لا مكان في حكومة الوحدة الوطنية لأي وزير أو كاتب دولة إذا ثبتت إدانته من قبل القضاء".

وأضاف: "لقد حرصنا عبر هذا التحوير على تعزيز الفريق الحكومي، بشخصيات مشهود لها بالكفاءة والخبرة في مجالات اختصاصها، قادرة على تقديم الإضافة من خلال درايتها بالقطاعات والملفات التي عهدت إليها وستركز جهودها على أولويات المرحلة المقبلة وهي محاربة الإرهاب والفساد والانتصار في المعركة الاقتصادية".

وحظي الوضع الاقتصادي والاجتماعي بنصيب الأسد من خطاب الشاهد أمام البرلمان، إذ اعتبر أن "خروج تونس من الأزمة المالية العمومية سيكون في إطار نظرة متوسطة المدى 2020 مبنية على جملة من التضحيات تتقاسمها المجموعة الوطنية، وتتطلب في الوقت ذاته عودة محركات النمو وجملة من الإصلاحات الهيكلية ومنذ البداية انطلقنا بالعمل في ظل هذا التمشي".

وبين أن "الوصول إلى نسب مرتفعة من النمو يستوجب بالإضافة إلى مواصلة تفعيل محركات النمو الانطلاق في وضع أسس منوال تنموي جديد، يستوجب البحث عن مكامن نمو جديدة ترتكز على دفع الاستثمار ويأخذ بعين الاعتبار القدرة المحدودة للدولة على التدخل باعتبار هشاشة وضعية المالية العمومية، ولكن كذلك الاستفادة مما يتوفر للمجموعة الوطنية من إمكانيات غير مستغلة بالشكل الكافي".

ولفت الشاهد إلى أن سياسة حكومته مبنية على تفعيل محركات النمو والقيام بالإصلاحات، وقد شرعت الحكومة في ذلك منذ 2017 عبر تشكيل لجان شاركت فيها مختلف الأطراف المنخرطة في حكومة الوحدة الوطنية والداعمة لها، تدارست سبل تنفيذ برنامج الإصلاح، وتوصلت الحكومة، على ضوء أشغال هذه اللجان إلى إعداد خطة تفصيلية لمختلف الإصلاحات في أفق 2020، على حد تقديره.

وحضر أشغال جلسة منح الثقة ما يتجاوز 150 نائباً من جملة 217 عضواً. ويحتاج أعضاء الحكومة الجدد لنيل الثقة ما لا يقل عن الأغلبية المطلقة لأعضاء المجلس، أي موافقة 109 أصوات.

من جهته، أكّد رئيس البرلمان، محمد الناصر، في افتتاح الجلسة أن نيل الثقة يكون للوزراء المقترحين فرادى، معتبراً أن البرلمان منح الثقة لهذه الحكومة منذ سنة على أساس برنامج يمثل عقداً مع الشعب.

وتابع أن الشعب التونسي الذي يُمثّل البرلمان إرادته وطموحاته لا يزال يصبو إلى تحقيق آماله في الاستقرار والتنمية ومقاومة الفقر والبطالة، خاصة في أوساط الشباب وإلى الانتصار على مخاطر الإرهاب والفساد.

وقال الناصر أيضاً: إن "تونس اليوم في حاجة إلى توحيد صفوفها وقواها لرفع التحديات الكبرى التي تواجهها وإنجاز الإصلاحات التي تطمح إليها. وما من شكّ في أنّ وحدة الصفّ الوطني لا تتحقّق إلاّ على أساس الاتّفاق على الأهداف والوسائل الضامنة للنجاح وعلى أساس مشاركة وتضامن كلّ التونسيين في الجهد والتضحية. وإنّ بلادنا تحتاج إلى إشارات أمل للاطمئنان على المستقبل الجماعي والفردي، فمن مسؤولية الحكومة خلال هذه المرحلة أن تكون صانعة أمل لكلّ التونسيين".





ذات صلة

الصورة
مسيرات في تونس تنديداً بقصف خيام النازحين (العربي الجديد)

سياسة

شارك مواطنون تونسيون وسياسيون ومنظمات وطنية وحقوقيون، مساء اليوم الاثنين، في مسيرات في مدن تونسية تنديداً بالحرب على غزة، ولا سيما مجزرة رفح. 
الصورة
مسيرة في تونس ترفع شعارات الثورة التونسية، 24 مايو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

رفعت شعارات الثورة التونسية "شغل حرية كرامة وطنية" في احتجاج شبابي في شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة تونس، تعبيراً عن رفض ما آلت إليه الأوضاع في البلاد.
الصورة
طلاب من جامعات تونس في حراك تضامني مع غزة - 29 إبريل 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

انطلق حراك طلاب تونس التضامني مع غزة والداعم للانتفاضة الطالبية في جامعات العالم، ولا سيّما في جامعات الولايات المتحدة الأميركية، وذلك من العاصمة ومدن أخرى.
الصورة
مطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة (حسن مراد/ Getty)

مجتمع

يسعى أساتذة في تونس إلى تعويض غياب العملية التعليمية الجامعية بالنسبة للطلاب الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي، من خلال مبادرة تعليمية عبر منصات خاصة.