السينما المصرية.. توثيق بعد مئة عام وأكثر

21 يوليو 2018
(من فيلم "المجد الخالد")
+ الخط -
تكرّرت الدعوات خلال العقود الماضية من أجل توثيق السينما المصرية بعد إهمال طويل تتحمّل مسؤوليته أطراف عدّة منها في مقدّمتها المؤسسة الثقافية الرسمية التي لم تسع يوماً إلى الاحتفاظ بنسخة من كلّ فيلم بعد تداوله في صالات العرض، ما أدى إلى فقدان المئات منها بعد أن باعت شركات الإنتاج حقوقها.

وكانت تصريحات حكومية قد أشارت عام 2016 إلى أن وزارة الثقافة لا تمتلك سوى 365 فيلماً من أصل أكثر من خمسة آلاف عملٍ منذ إنتاج أول فيلم روائي بعنوان "في بلاد توت عنخ آمون" (1923) من إخراج فيكتور روسيتو والذي يختلف حوله حيث يرى دارسون أن هناك نتاجات سبقته ببضع سنين، إضافة إلى حوالي 1500 فيلم تتوزّع ملكيتها فضائيات عربية.

يُقدّر أن أكثر من نصف الأرشيف قد ضاع أو مهدّد بالضياع في حال عدم العثور على الجهات التي من المحتمل أن تختفظ به، حيث جرى حذف وتدمير حوالي 900 نسخة "نيغاتيف" لأفلام مصرية، من دون أي إجراءات تعاقب المسؤولين في ظلّ غياب التشريعات التي تحمي الإنتاج السينمائي في البلاد.

في هذا السياق، أعلنت وزير الثقافة إيناس عبد الدايم منذ أيام، عن قرار يقضي بإنشاء أول سجل في تاريخ السينما المصرية لتوثيق التراث السينمائي منذ عام 1896، ويكون مقرّه "المركز القومي للسينما".

وأشارت الوزارة في بيان صحافي إلى أنه "بموجب هذا القرار ستُسجّل الأفلام التي تمثل تاريخاً للسينما المصرية، كذلك المقتنيات السينمائية بمختلف أشكالها وأنواعها في هذا السجل، بما في ذلك المعارض الداخلية والخارجية مع احتفاظ أصحاب التراث بالحقوق المادية والأدبية كافة التي يضمنها قانون الملكية الفكرية المعمول به في مصر، وتعهد الدولة بالقيام بالإجراءات اللازمة لحماية هذا التراث وترميمه ورقمنته وعرضه بالمقاييس العلمية العالمية كافة".

ويشمل القرار أيضاً توثيق المقتنيات والأجهزة التي استخدمت في صناعة السينما وتجاوز عمرها خمسين عاماً، ومن أبرز الأفلام السينمائية التي سيسجلونها أُنتجت خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي وما قبل ذلك، مثل "عودة الابن الضال"، و"المذنبون"، و"بعيد عن الأرض"، و"رحلة الأيام"، و"أخواته البنات"، و"حافية على جسر الذهب"، و"دائرة الانتقام"، و"عالم عيال عيال"، و"فيفا زلاطة"، و"الحب المورستاني"، و"المجد الخالد".

المساهمون