السيسي يواصل حربه على "الإرهاب" في القمة الأفريقية

26 يونيو 2014
السيسي: لابد لجميع الدول أن تقاوم الإرهاب (الأناضول)
+ الخط -

يواصل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، العزف على نغمة "محاربة الإرهاب"، بهدف تدعيم شرعيته في الخارج، وتبرير قمع معارضيه.

وبعد تأكيده، أمس الأربعاء، خلال زيارته القصيرة إلى الجزائر، أن "ظاهرة الإرهاب مشكلة تحتاج إلى تنسيق المواقف والعمل لمجابهتها سوياً"، وأن "الجزائر رائدة في مكافحة الإرهاب يمكننا الاستفادة منها"، اعتمد السيسي نفس اللازمة وإن بوتيرة أعلى، خلال مشاركته، اليوم الخميس، في الجلسة الافتتاحية للقمة الـ23 للاتحاد الأفريقي، التي تعقد، في مالابو، عاصمة غينيا الاستوائية.

واعتبر أن القارة "مهددة من الإرهاب العابر للحدود"، من قبل المجموعات الجهادية و"عليها مواجهة هذه الآفة بقوة". وأكد أمام المشاركين أنه "لا بد لجميع الدول أن تقاوم الإرهاب، ولا يوجد مبرر لأحد أن يحتضنه". ودان السيسي "كافة أشكال الإرهاب"، مشدداً على أنه "لا مجال لتبريره أو التسامح معه".

وأضاف الرئيس المصري: "لقد أصبح الإرهاب أداة لتمزيق الدول وتدمير الشعوب وتشويه الدين"، معتبراً أن "هذا الخطر المشترك يملي علينا تعزيز التعاون فيما بيننا لمواجهته بحسم، حفاظاً على أمن وسلامة مواطنينا، وجهود التنمية الاقتصادية في دولنا".

ويأتي كلام الرئيس المصري، ليبرر بشكل ضمني، قمع نظامه للمعارضين المصريين، على اختلاف توجهاتهم، علمانية كانت أم إسلامية، التي باتت السجون تعجّ بهم.

عودة مصر

ومع حضور السيسي أعمال القمة، تتأكد عودة مصر إلى الساحة الأفريقية، بعدما علقت عضويتها من المنظمة، إثر الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المصري المعزول، محمد مرسي. ووافق مجلس السلم والأمن الأفريقي، خلال اجتماع له على مستوى السفراء في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، في 17 يونيو/حزيران الجاري، على إنهاء تجميد مشاركة مصر في أنشطة الاتحاد الأفريقي، والذي دام حوالى العام.

وهو ما تطرقت إليه، رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، دلاميني زوما، التي رحبت بعودة كل من مصر وغينيا بيساو إلى الاتحاد، الذي هيمن على قمته خطر المجموعات الجهادية، التي تنشط في القارة السمراء.

"الإرهاب" أوّلاً

وأعرب رؤساء الدول والوزراء، منذ الأعمال التمهيدية للقمة، التي تنتهي غداً الجمعة، عن مخاوفهم المتزايدة إزاء انتشار المجموعات الجهادية، المقربة من "القاعدة"، ومن أبرزها جماعة "بوكو حرام" النيجيرية.

وأعرب مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، عن "قلقه الكبير" إزاء "التهديدات الإرهابية" التي تواجهها القارة.

وقال الرئيس التشادي، إدريس ديبي ايتنو، إن "أفريقيا تواجه عدواً من نوع جديد، مخيفاً أكثر ولا وجه له، وأعني الإرهاب ...".

ويطغى ملف "محاربة الإرهاب" على بقية أزمات القارة مثل الحرب الأهلية في جنوب السودان، وأفريقيا الوسطى، التي لم تواجه المجازر بين المسيحيين والمسلمين.

من جهته، ركز الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الذي حضر الجسلة الافتتاحية للقمة إلى جانب رئيس الوزراء الإسباني، ماريانو راخوي، على قضية تداول السلطة. 

ورأى أن تداول السلطة بطرق سلمية، والحكم الرشيد، هو أحد الحلول للمشاكل في القارة الأفريقية. وأضاف في كلمته، إن "المنظمة الدولية، تقف بكل قوة إلى جانب الاتحاد الأفريقي فيما يقوم به من جهود".

وعلى هامش القمة، تعقد لقاءات ثنائية بين رؤساء دول بعضها تشهد فتوراً في علاقاتها، سعياً لتسوية خلافات، فيما يلعب رؤساء آخرون دور وساطة.

وبينما عقد الرئيس المصري اجتماعاً مع رئيس الوزراء الأثيوبي، هايلي ديسالين، على هامش أعمال القمة، قد تعقد اجتماعات مماثلة بشأن النزاع المتواصل حول منطقة البحيرات الكبرى، والذي تسبب أخيراً، بمعارك جديدة بين الجيشين الكونغولي والرواندي.

كما وتشكل قمة مالابو فرصة للدول الأفريقية الفرنكوفونية للبحث في اسم المرشح، الذي ستقدمه أفريقيا لرئاسة المنظمة الدولية للفرنكوفونية، خلفاً لأمينها العام السنغالي، عبدو ضيوف، الذي تنتهي ولايته في نوفمبر/تشرين الثاني.

احتجاج عربي ينهي الحضور الإسرائيلي

في غضون ذلك، غادر وفد إسرائيلي، قاعة انعقاد القمة الأفريقية، إثر احتجاج الوفود العربية على حضوره، في مشهد تكرر لليوم الثاني بعد مغادرة الوفد جلسة لمجلس الأمن والسلم الأفريقي أمس الأربعاء.

وبحسب وكالة "الأناضول"، فقد شوهد الوفد الإسرائيلي المكون من 14 فرداً، وهو يغادر قاعة قصر المؤتمرات، بعد احتجاج قدمته المجموعة العربية لدى الدولة المضيفة.

وقال ممثل الجامعة العربية، سمير محسن، الذي قدم احتجاجه لدى وزير خارجية غينيا الإستوائية، أغابيتو مبا موكوي، في القاعة: "كمجموعة عربية نرفض وجود إسرائيل كمراقب في القمة"، واصفاً حضورها بأنه "غير شرعي".

بدوره، رأى سفير الكويت في أديس أبابا، راشد الهاجري، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لقمة التعاون العربي الأفريقي، أن "وجود وفد إسرائيلي في هذه القمة، تصرف غير مقبول، وكمجموعة عربية سنعيد النظر في العلاقات مع غينيا الاستوائية"، مضيفاً "هذا نوع من الاستهتار".

المساهمون